Part 25

2.3K 73 23
                                    

-
في هذهِ الأثناء ، في قرية " آل هازع "
نزلت من السطح وبيدها المكنسة الخشبية ومسحت جبينها بظهر كفيها وزفرت بتعب لحد مادخلت المطبخ عندها ..
سحبت الكرسي وجلست وهي متجاهله وجودها تمامًا ، وكذلك نوف الي ماكانت معطيه اية اهتمام لها ولكن مضطرة بما ان اليوم دورها بطبخ الغداء ..
تنحنح رواف من خلف باب المطبخ وعيونه بالأرض : يا عزوف
قامت له على طول وهي تناظره بستغراب : خير ليش ما رحت دوامك؟
رواف بعدم اهتمام : خلك من ذا
عزوف تنهدت بملل وهي تتخصر : ها؟
رواف بسرعة : انا طالع الحين و سياف بيجي بعد شوي ومعه كم غرض ابيك لا حطها عند الباب تدخلينها بالثلاجة لا تخرب من الشمس
عزوف بتوتر : لا انتظره الين ما يجي وانت دخلها
ناظر لساعته وتكلم بنرفزه : يا ادميه انا لي ساعة انتظره الواضح انه مطول خلني اروح لشغلي
بدأ يعدل شماغه وتكلم بسرعة : انتي ردي الباب بس وهو بيحطها على الأرض
تأفف بملل و استسلام : طيب
ابتسم لها وهو يبعثر شعرها بعشوائية : عفيه اختي
دخلت عندها للمرة الثانية و واضح عليها الملل و الزعل ..
نوف بهدوء : اذا تبيني افتح الباب بدالك ترا عادي
بدأت ترتب المواعين بدون رد منها ، وكشرت نوف : قلنا اني غلطت وتأسفت عاد زودتيها
عزوف لفت عليها بقهر : مالك دخل ولا عاد تتدخلين
اخذت كم غرض لها وهي تتكلم بعصبية : الشرهه مو عليك علي انا الي مشيت واعطيتك وجه يا بنت "آل ثايب"
طلعت بسرعة تحت نظرات نوف لها وهي تهمس : والله هالعايلة مو صاحيه
اعتدلت بوقفتها ولفت للخلف وقصرت النار على القدر وهي تسمع صوت وضاح مع عزوف بالحوش و واضح ان بينهم حديث مهم ، ودقيقة فقط ودخل عليها..
واخذ التفاحة الي على الطاولة وناظرها من فوق لتحت وتكلم بهدوء : هاليومين بغيب عن البيت لا احتجتي شي عندك عزوف او رواف تقدرين تطلبين منهم على ما ارجع
نوف بستغراب : ليه وين بتروح؟
وضاح ببرود : ماهو شغلك
وقف عند عتبة الباب والتفت عليها وهو يشوف نظراتها الغريبة : ويكون احسن لو ادري انك ما طلعتي من البيت عشان ما احش رجولك حش
عقدت حاجبها بستغراب من اسلوبه ما كأنه الي كان يتأسف لها بالليل بكل هدوء!
طلع من دون لا يسمع اي كلمة زيادة منها و اتجهت بخطوات سريعة وهي تعرج للثلاجة وطلعت ثلاث بيضات : سكت لك واجد
رفعت جلابيتها لنصف ساقها وهي طالعه للسطح وبيدينها البيض ورغم تعب صعودها الا انها كانت سريعة و قربت للجدار وهي تطلع لتحت وكان واقف و واضح عليه انه يكلم احد بالجوال ..
اخذت اول بيضة ورمتها وزفرت بغضب اول ما ارتطمت بالأرض وسرعان ماسحبت الثانية ورمتها وابتسمت بنتصار اول ما جت على راسه ويليه البيضة الثالثة الي انكسرت على كتفه ، ضحكت من غير شعور من منظره المُرتعب وهو يتلفت بسرعة رهيبة ، و اول ما التفت لفوق نزلت نفسها ومشت بسرعة تبغى تنزل والأبتسامة شاقه وجها من غير ماتحس ..
اول ما نزلت من الدرج فتح باب الشارع وعيونه المحتدة عليها وصرخ بأعلى صوته : نــــوف!!!!
فزت من غير شعور وركضت لناحية الغرفة وهي تضحك من منظره وهو يلاحقها ، وبما ان خطواتها ماكانت بسرعته الي جاها عليه مسكها من يدها وقفل الباب وهو يأشر على شعره بغضب : هذا وش؟
كتمت ضحكتها وكملت بستغباء : يوه! ياحبيبي مين سوا فيك كذا؟
وضاح بقهر وهو لازال يأشر على شعره : اقولك هذا وش؟
رفعت كتوفها ببرود : مدري
التفتوا لناحية الباب الي كان يطق بهدوء وبصوتها الهادي : وضاح عسى ماشر! امي انشغل بالها عليك من دخلتك معصب
وضاح كتم غيضه : قولي لها مافيه شي
وناظر لنوف الي كانت واقفه بكل هدوء تمثل البراءة : يعني ماتدرين؟
هزت راسها بهدوء : لا
مسكها من زندها ودخلها للحمام معه وفك الماء الي سمح لها تسري بداخل الطشت الكبير وتكلم بعصبية : الحين انا اعلمك المدري وش بتسوي فيك
نوف ارتبكت اول ماشافته يقفل الباب وبدأ يخلع ثوبه وفنيلته وتمسكت بيدينه : خير خير! البس الله ياخذك
بقى بسرواله ومسكها من اسفل شعرها وهو يناظرها بقهر : كان عندي اجتماع بعد ربع ساعة و بحركات المبزرة هذي اخرتيني عليهم
فك شعرها وهو يمد لها الصابون : غسلي شعري مثل ما وصختيه وخلال خمس دقايق تجيبين لي ثوب وغترة نظيفة ولا اقسم بالله ان تندمين على فعلتك
مثلت البرود وهي تمسك راسه بحركة سريعة ودخلت اصابعها بين شعره وتكلمت بهدوء :  اغسله لك ولا تزعل
انحنى براسه لعند الطشت المملؤ بالماء وابتسمت من غير شعور وهي تغطس وجهه بعنف وقام بسرعة وهو يمسح وجهه ويناظرها وهي ميته ضحك ..
نوف بضحكة : اعتبرها رد اعتبار للكف الي جاني و سحبتك لشعري الحين
وضاح بنبرة غريبة : يعني كذا رضيتي؟
زفرت بتعب من ضحكها وتخصرت وهي تتكلم ببرود : نوعًا ما تبقى الكثير ، تحمل شوي اذا تقدر
مسكها من خصرها وهو يشدها لناحيته ويناظر بعيونها الي كانت تبادله النظرات و واضح عليها الرهبة من الموقف والأستغراب ودفته بهدوء : ابعد
حاولت تبعد نفسها وتكلم بهدوء : اذا حاولتي تبعدين ماراح افكك
تعمدت تذكيره وتشتيته : و اجتماعك؟
وضاح ابتسم بخبث : ينتظروني وش وراهم
ابتعدت بسرعة وهي تعدل جلابيتها المبلولة من قربه وتكلمت بعصبية : ما تزوجتك ولا تزوجتني كزواجه طبيعية ، لا ترفع آمالك فيني
فتحت الباب بسرعة وتوقعت بيلحقها وبيرجعها ولكن سرعان ما زفرت براحة اول ما سكر الباب خلفها بهدوء ..
حطت اياديها على خديها المحمرة وناظرت لنفسها بالمرآة بخوف ، عقدت حاجبها بستغراب من مشاعر الخجل الي بدأت تجول بداخلها اول ما اقترب منها بعكس المرة الأولى ، وتسألت وش الفرق بين الموقفين و ليه الحين حاسه بالحياء؟
رغم جلابيتها المبللة الا انها خافت تنتظره لأجل تدخل لدورة المياه بعده ويفهم غلط ، او انها تبدل هنا ويطلع عليها ويشوفها ..
لفت شالها عليها وهي تلبس برقعها بسرعة وطلعت ...
-
في الريف ، اعلى الجبل ..
تجنبت ولدها ذيب الي كان لاهي باللعب على المراجيح واخذت جوال والدها وهي تسجل رقمها للمرة الي للمدري كم ، رغم معرفتها بغضب والدها لو عرف بإتصالها بهاتفه عليها ولكنها مضطرة بسبب تجاهلها طوال الوقت من رقم الهاتف..
حطت الجوال عند اذنها وهي سارحة بالنظر على ولدها الي غاطس باللعب كثير ..
فزت بهدوء اول ما سمعت نبرتها الضاحكة : ارحب يا عمي
الجازي بهدوء : وعليكم السلام يابنت العم
هاجر ابتسمت : جازيووه!! وش عندك متصلة بذا الوقت؟
اخذت نفس عميق وزفرت بتعب : عندك احد؟
التفتت على جدها وجدتها و والديها و تماسكت بتعابيرها التمثيلية المبتسمة وهمست بهدوء : لا ابشرك عندي العائلة الكريمة
الجازي : سلميني عليهم
سكتت وهي تسمع ردود افراد عائلتها على سلامها لحد ما حست بالهدوء عند هاجر ، هاجر بخوف : بنت صاير شي؟
الجازي بفضول : نوف كلمتك هاليومين؟
هاجر بعتاب : لا الوصخه ساحبه علي مرره!
الجازي عبست بزعل : احتديت بالكلام معها قبل كم يوم وماعاد ترد علي حتى امي انشغل بالها
هاجر بستغراب : وش يعني؟
الجازي بقهر : يعني وصلت حتى مكالمات امي تتجاهلها تحسبني انا الي متصلة
هاجر بذهول : يا وجه الله! وش صاير بينكم انتوا؟
الجازي بملل : يوم يومين ونكون عندكم واعلمك بالسالفة
وسرعان ما سمعت صوته المبحوح و نبرة التساؤل من وقفة هاجر بالحوش خارج عن اهلها والتليفون بحضنها ..
سحب منها السماعة و تكلم بهجومية : مين؟
ردت عليه بجمود رغم انها تسمع عصبية هاجر : انا الجازي ، رجع السماعة ابي اكلمها
هز راسه والتفت عليها وهو يمد السماعة لها وتكلم بحزم : لا عاد اشوفك طالعه بالتليفون برا مرة ثانية
تأففت بملل وغضب وهي تاخذ السماعة وتكلمت : ايوا كملي
الجازي كملت بتعب : و ما ادري هو من هواجيسي بنوف جابت لي احلام عن هنادي! انهد حيلي خواتي كلهم ماهم حولي
هاجر بزعل : الله يرحمها و..
قاطعتها بسرعة و واضح عليها الربكة : بكلمك بعدين ابوي مقبل علي
هاجر بستغراب من نبرتها : طيب
سكرت بسرعة وهي تدخل قائمة الأرقام وتحذف الرقم الي كان مسجل و اتصلت عدة مرات بدون اي رد ..
قامت له وهي تمثل الأبتسامة ..
ابو الجازي بادلها الإبتسامة : شبعتي من بنت عمتس؟
الجازي بتسليك : ايه
ابو الجازي أشر للناحية الثانية : يلا وانا ابوتس جهزي الأغراض خلنا نمشي بدري
الجازي بهدوء : ابشر
حطت جواله بيده ومشت وهي تنادي ولدها للداخل ، وبقى هو الوحيد الي بالخارج و زفر بتعب من افكار و مشاعر مؤلمة تجتاحه طوال هذي الأيام ..
-
في قرية " آل ثايب "
بعد يومين مُملة على الجميع ، ومليئة بالهدوء ..
طلعت بعد اخوها وهي ميته ضحك وضربته بخفه على كتفه : عشان تتأدب مرة ثانية
شال يدها من كتفه بحركة سريعة وتكلم بغضب : بنت احشمي عمرك لا اكسر ..
قاطعه صوتها المسموع من خلفهم وهي رافعه طرف عبايتها بيدينها : يالله مساء خير وانت كل يوم معصب؟
شهقت هاجر بفرحة وركضت لناحيتها وحضنتها : اشتقت اشتقت
ضحكت بخفة وهي تبعدها عنها : ما كملنا شهر من اخر لقى وش هالتمثيل
هزاع بملل : يالله خذ لك جتنا الثانية
الجازي بنبرة دلع هادية : افا مثقله عليك ياولد عمي؟
التفتت عليها هاجر بتعابيرها الي كانت ترتخي حبة حبة من ابتسامتها وهمست بستغراب : وش هالنبرة؟
هزاع بستنكار : اقول طسوا داخل بس ، يـلا!
هاجر بسرعة : خير بروح عند امي لجداني
الجازي مسكت بيدها : يلا اجل مشينا
مشوا الثنتين و وقف بالخلف يناظرهم يبتعدون تحت استغرابه من نبرتها الغريبة ، بالعادة ترد عليه او انها تتجاهلها بس مو بهالطريقة..
وعند البنات ..
هاجر بضحكة: شكلك ما تحملتي الحنين وجابك لعند بابنا
تنهدت بتمثيل لمشاعر الشوق : ااييـه! ايه بالله اشتقت لك وبالحيل بعد
ضربتها على كتفها وهي تضحك وسرعان ماتكلمت بجدية : خلنا من ذا الحين وش صاير مع نوف؟
الجازي الي التفتت تشوف قربه خلفهم وتكلمت بصوت واطي : انا ماجيت هنا الا عشانها ولا الود ودي اروح مع امي وابوي
هاجر بخوف : لا تماطلين بالحكي علميني وش علتكم انتي وياها!
الجازي بلعت غصتها : يوم اني علمتها عن السفرة زعلت ليه ماقلت لها من بدري وحطتني ما ابيها مثل ما ابوي ما يبيها وعصبت عليها وسمعتها كلام والله ماهو من قلبي بس تدرين اني لا عصبت مدري وش اقول
هاجر تنهدت بزعل : يالله منك! يكفي البنت منطوله هناك بينهم ماندري وش الي تعيشه وتزيدين الطين بله ، الله يهديك بس
الجازي بإنفعال : وانا يعني مستانسه! قلت لك غلطت وهي ما اعطتني فرص..
حطت يدها على فمها : اشش! هزاعوه لا يسمع
فكت عقدة اياديهم ببعض وعدلت عبايتها بزعل : جايتك تساعديني مو تضايقيني
مشت عنها بخطوات سريعة تحت مناداتها لها : اف يالجازي بلا دلع زايد خلاص عاد!
ماكان يسمع الكثير من حكيهم الا اذا ارتفعت اصواتهم من إنفعالاتهم ، وعجز يفهم السالفه رغم محاولاته ولكن الواضح ان جية الجازي هذي مو عبث ..
-
على آذان المغرب ، في قرية " آل هازع "

يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن