Part 16

3.1K 82 210
                                    

-
صباح يوم جديد ، في قرية " آل هازع "
في منزل أم محمد تحديدًا ..

نزلت مزون على أصواتهم الصاخبة و الأبتسامة تعتلي ملامحها الهادية ، مرت ايام عديدة عن هالجو الصاخب ..
كانت متأكدة هالأبتسامات غير نابعه من القلب ولكن كل واحد فيهم يخفف عن الثاني و يحاولون يتأقلمون ، ضحكت بخفة اول ماشافت ناصر و ياسر عيال رفيف يتهاوشون و أم محمد غاضبه عليهم وماسكه راسها بتعب : اجلس انت وياه ولا تقلعوا برا بالشارع
تقدمت لها بخطوات هادية وباست راسها : صبحك الله بالخير خالتي
ام محمد بهدوء : الله يصبحك خير يابنيتي وين وليدتس؟
مزون : مانام الا متأخر وخليته عند محمد يكملون نومهم
ناظرت للساعة بستغراب ورفعت عينها عليها : ورجلتس ماهو مداوم؟
مزون ابتسمت : لا ، ابو مسفر الله يطول في عمره قاله ارتاح ذا اليومين بما ان الشغل بارد
ام محمد تنهدت بتعب وناظرت لـ ناصر الي يحارش اخوه وصرخت بغضب : نويصر طمك الله ماتهجد انت؟
ناصر ببتسامة : يمه رقية عادي اخوان ونتهاوش
مزون بهدوء : شوي شوي على اخوك ولا بعلم امكم
سكتت شوي ولفت عليها بستغراب : الا خالتي وينها رفيف ماشفتها!
ام محمد وهي تعدل شيلتها : راحت لأم سياف شكلها تعيبانه وخذت معها ام مسفر تدهنها وتعالجها
مزون بزعل : الله يشفيها ويعافيها لو يودونها المستشفى ابرك لها
ام محمد : ام مسفر ماتقصر وخبرة سنين بنظرة تعرف وش فيتس
مزون هزت راسها بهدوء : الله ينفع بها
وقفت وعدلت جلابيتها وابتسمت: وانا بسوي الفطور وش ودكم فيه؟
ام محمد بحدة : سوي الي بالمطبخ وخلهم ماياكلونه اعلقهم عند الباب الرايح والجاي يشوفهم هالسلق
ياسر قرب لناحية اخوه وهمس : مات خالي وطلعت الحره فينا
ناصر لف عليه برتباك : اسكت!
زمت شفايفها بزعل بما انها سمعت حديثهم وتكلمت بحدة : انا اقول يا ياسر اسوي لك بيض وش رايك؟
ياسر ابتسم بهدوء : الي ودك يا زوجة خالي العزيزة
ام محمد بملل : اطلعوا برا العبوا على ما يخلص الفطور
ناصر بضحكة : يمه رقية انتي كل ما تكبرين يصير خلقك ضيق
مزون بسرعة : عيب انت وياه! هذي جدتكم استحوا على وجيهكم
ام محمد بزعل : خليهم قلال المرجله والله ان ماتطب ببطونهم لقمه وحده
مزون بضحكه : تستاهلون
وقف ناصر وسحب اخوه وتكلم بمكابر : عادي بنروح لـ بيت خالتي ام سياف عند امي اكيد بيستقبلونا
ام محمد بعصبية : وقويين وجه بعد!
ابتسمت ابتسامة مايله وخزتهم : روحوا لبيت اهلي وضاح بيفطركم احلى فطور
ياسر بلع ريقه : لا مانبي
في اثناء حديثهم دخلت رفيف وعيونها عليهم وهي تنزل عبايتها : وش عندكم من صباح الله اصواتكم اسمعها وانا اخر الحارة!
ام محمد بحرص متناسيه غضبها من احفادها: وش صار على ام سياف؟
رفيف بزعل : ياروحي يا يمه والله واضح الوجع جاء لرجلينها و ارتفع لظهرها
ام محمد : شكلي بعد صلاة الظهر بروح اشوفها
مزون بهدوء : بجي معكم
رفيف تنهدت بتعب : وانا مو اكيد بجي لأن ابو ياسر اكيد انه ينتظر غداه
ام محمد هزت راسها : زين تسوين يابنيتي رجلتس اولى
-
الساعة التاسعة صباحًا ، في منزل ام وضـاح ..
لف شماغه على راسه بعشوائية وناظر للحوش الخالي من الكل ما عدا والدته الي كان صوت استغفارها يتردد بالمكان..
~
تنحنح بهدوء لأجل مايفززها بخوف اثناء اقترابه منها : السلام
ناظرته بهدوء :وعليكم السلام و الرحمه يا ولدي
جلس على طول قبالها و مسح وجهه بسرحان وناظرته بستغراب : نغزني قلبي ورام بلا؟
ابتسم لها لأجل ما يوترها وتكلم بهدوء : وين عزوف؟
ام وضاح بزعل : ماتبي تطلع من غرفتها
وضاح تنهدت بملل : مزنه لي كلام معها بس انتي حاولي تطيبين قلب عزوف ، حتى امس شديت عليها من غير ما اقصد
ام وضاح رفعت يدها : مالي دخل فيك تبي تعتذر تبي تكلمها تفضل غرفتها جنبك ، اما مزنه ماعاد ابي اشوف وجها الودر لحد ما تعتذر من الكل على تصرفها
وضاح ضحك بسخرية : مزنه تعتذر؟ ايه على خير
ام وضاح هزت راسها بشك : المهم قعدتك هنا لحد الحين ماهو عشان الموضوع ذا صح؟
وضاح تسند وزفر براحة : عليك نور
ضلت صامته تناظره تنتظر وش بيفاتحها فيه ، ويهم قلبها اكثر مما هو مهموم ..
وبعد ثواني عديدة اخيرًا تنحنح وتكلم بهدوء : بروح اخطب بنت "آل ثايب" وابيك معي
ام وضاح فزت بخوف : ماتسويها!
ناظرها و الغل يقدح من عيونه : اتهامها لي والله ما يعدي على خير يا يمه! وان مارحتي انا رايح لحالي وهذاني اعطيك خبر بأي لحظة هالهايته بتوطي رجلها ذا البيت وارجع اربيها من جد و جديد
وقف وهو يدخل سبحته لمخباه وكمل حديثه : تجهزي لبكره
ام وضاح خنقتها العبرة : هالبنت ماهي هينه وان جت جابت الف مشكلة فوق روسنا انت عارف منهي بنته!
وضاح بقهر : ولأنها بنتهم وتطاولت علي والله ما يمر اسبوعها الا وهي عندي وتحت مدعاس رجلي
سندت راسها بقلة حيله وسمحت لدموعها بالأنهيار وهزت راسها بأسى : ماهقيت الدنيا تجرك لبنت من ديارهم وليتها بنت ينشد بها الظهر ، اتهمتك و تطاولت عليك وضرتك في سمعتك حتى سمعتها قدام شيبة ابوها ما احترمتها اجل فيه ادميه صاحيه تقول لأبوها ستري انفضح بكل قوات عين؟
مسحت دمعتها بشيلتها وكملت : وكيف بخليها بين بناتي واحفادي وكيف بتخيل ان لي حفيد منها! وكيف بمشي فيها قدام نسوان القرية وانا اخبي نسبها عنهم بدال لا اتفاخر بزوجة ولدي! وايش بنسوي ياولدي لا الكل درى انها من ديار العدو والله ان يشنقونها بنص القرية قدام الكل!
وضاح بحقد : جزاها و قليل عليها بس مو بذا السهولة تنشنق ، بربيها قبل
رفع يده بهدوء : سلام تأخرت على المحل
طلع وقابلته عزوف الي كانت تناظره بنظرات غير مفهومه وابتعدت عن طريقه وعيونها نزلتها للأرض بسرعة ..
وكأنه فهم انها سمعت : الي صار بينا لا يطلع عشان ماتزعلين زود
هزت راسها بستسلام ودخلت على طول لأمها الي تبكي وحضنتها : لا تبكين لا تبكين
ام وضاح بإنكسار : هذا حال يرضي الله؟ ولدي يبي يتزوج من وحده ما تتشرف قبيلتنا فيها!
عزوف بخوف : يمه تكفين خلي رواف يتفاهم معه والله لو يدرون ان بينهم بنت من "آل ثايب" اننا بنروح فيها مو بس هي!
ام وضاح زفرت بقلة حيله : انا تعبت من دنياي ليت ربي ياخذني وارتاح مثل ما ارتاح ابوتس
عزوف بخوف باستها : يمه بسم الله عليك جعل عمرك طويل لا تقولين لنا كذا
وقفت وتعنزت على عصاتها بصعوبة ومشت بخطوات ثقيلة وكأن بكل خطوة تتعبها تكفر عن خطاها لما اصرت انها تاخذ وضاح معها ومالقت الا اكبر جريمة بحق قبيلتها "آل هازع" ان تكون زوجة ولدها فتاة من "آل ثايب" وليست اي فتاة! ، متأكدة اتم التأكيد ان دخول هالأنثى ماراح يكون سهل على الجميع حتى على وضاح الحاقد الغاضب ..
-
على آذان العصر ، في قرية "آل ثايب"

يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن