Part 21

2.1K 61 6
                                    

-
بنفس التوقيت في قرية " آل هازع "
من جت ولحد الآن وهي بالغرفة لحالها ماشافته ابد من طلع ، وطوال الوقت وهي تسمع اصواتهم برا جتها التكه وسحبت برقعها وطرحتها وبحركة سريعة لبستهم وطلعت لبرا وهي تعدل الشال الطويل عليها وعيونها تتناقل بأنحاء البيت رغم صعوبة المشي بسبب رجولها الا ان الي ساعدها أثاث المنزل الي كانت تتكئ عليه وتمشي بهدوء ..
~
وقفت فجأة اول ما حست بهيئتها امامها وشهقت وهي شايله الصينية وتبعثرت صفة الفناجيل الُمرتبة وتكلمت بسرعة : بسم الله انتي وش طلعك!
نوف بستغراب : وش يعني انحبس بالغرفة؟
عزوف بتوتر : لا بس قلت عروس وش يخليك تطلعين بليلتك
ابتسمت بسخرية وتكلمت بهدوء : طالعه ابي ماء وابي التليفون
اؤمت براسها عزوف بمعنى الحقيني وتحركت نوف وراها ومازالت عيونها تدور حول البيت ..
حطت الصينية فوق الطاولة وتنهدت بملل : يمديك تفصخين برق..
فصخته قبل تكمل كلامها وزفرت براحة : زين
ابتسمت لا شعوريًا اول ما انتثر شعرها البني الداكن المائل للحُمرة ، وكأنها رفضها لوجودها وقهرها اول مادخلت عليهم ..
وناظرتها بستغراب : وين التليفون؟
عزوف ببستامة : ماشاء الله جميلة
نوف بدأت تتأمل عزوف بتفحص وتكلمت بفضول : فيك شبه منه ما اتوقع انك زوجته صح؟
عزوف بصدمة : وشــو؟؟
ضحكت بصدمة وهزت راسها : لا بالله منتي صاحيه!
نوف بستغراب : وشو ؟
عزوف لازالت على ابتسامتها : الحين كيف تتزوجين واحد على اساس يحبك وانتي ماتدرين انه مطلق غيرك ثلاث؟
بانت ملامح الدهشة عليها لأن ابوها ما اعطاها اية خبر ، ولعلها متأكدة انه مايدري لأنه ما سأل عن هالشخص وما تعنى له وكأنها كانت شي يبغى يتخلص منه بأية طريقة وتكلمت بتصنع للعاديه : قاعده استهبل معك لا تصيرين جديه عاد
عزوف تنهدت براحة : اشوا حسبالي بعد لاعب عليك
جلست على الكرسي وكملت حكيها وهي تناظرها : شوفي تبين نصيحتي؟
نوف بفضول: وش؟
عزوف وهي تلعب بأصابعها : صح انك بنت هذيك القرية ولا كنت ابيك حولنا ابد بس دام صار الي صار خليني اعلمك كم شي بيفيدك معه لعلك تطيحينه بغرامك وتوقفينه عن التزاوج الامنتهي
نوف بملل : تكلمي بسرعة ما احب المقدمات
عزوف وقفت بسرعة وطلعت برا المطبخ تناظر ورجعت لها وتكلمت بهدوء : كل زوجّاته ماتكمل السنة وللأسف ولا وحده فيهم حملت
رفعت حاجب وبسخرية : على كذا البلا من اخوك
عزوف بعدم معرفة : مدري مايتكلم ابد ولا هم كانوا يتكلمون
نوف : انا مو هامني عنده دزن عيال ولا عقيم المهم تعلميني وش عندك من علوم
عزوف بتركيز : اهو يحب الي تسمع كلامه ، الي تتجاهله وتعانده ولا تسوي الي يبي يمل حتى ان حس ان الي بينكم يدري فيه الكل بيطلقك مثل ماسوا بمها
نوف ابتسمت بفرحة وهي تشوف اخته تعلمها نقاط ضعفه من دون لا تدري وتقدمت لها بحماس : وش سوت مها؟
عزوف بضحكة : ياحياتي واضح انك متمسكه فيه بس لا تتأملين واجد هالآدمي ماعنده معرفة بالصبر و الأستقرار غير انه عصبي..
نوف قاطعتها و رفعت كتوفها ببرود : مايهم ، ابيك تعلميني وش سالفة مها
عزوف بهمس : كان كل صغيرة بينها وبينه يدري بها الكل تكلم معها مرة مرتين بس مافاد واخر شي طلقها
عقدت حاجبيها بتركيز وهي تسمع عزوف الي فعلًا من جلست كبت لها العفش كله ..
دخل المطبخ بخطوات سريعة وعيونه عليهم و واضح الهدوء بينهم وبعثر جلستهم الهادية من رفع صوته بغضب : انتي وش طلعك!!
تقدمت له بخطوات بطيئة مقاومة وجع رجلها وتمسكت بيده وناظرته ببتسامة : تأخرت علي
ناظر لعزوف الي كانت واقفه ومتوترة وسرعان ما التفت عليها وهو يناظر تفاصيلها عن قرب ، وتنحنح بسرعة لعزوف يشتت نظره عنها ومن قربها الجريئ : انتي وش عندك مانمتي؟
عزوف بربكة : برتب المطبخ وبروح
ما اعطى اية ردود فعل وطلع بسرعة ومشت معه بما انها كانت متمسكه بيده بإحكام ، وطول ما كان يمشي كان يتوعد فيها بصوت تسمعه ..
دخل الغرفة وسحبها للداخل بعنف وسكر الباب بغضب : وش تسوين معها؟
اتجهت للسرير وتكلمت ببرود : ولا شي
سحب المخدة منها وناظر للأرض : نامي بالأرض
نوف ضحكت بسخرية : والله انك تحلم
سحبت مخدتها منه وانسدحت على طول حتى ما بدلت ملابسها ..
وهز راسه بقهر : تبينها عناد صح؟
نوف حطت رجل فوق رجل وابتسمت بغرور : ايه
دخل يده تحت العواميد الخشبية وشال السرير من جهته و من سرعته وقوة رفعته طاحت بالأرض ، و تأوهت بوجع وهي ماسكه معصم يدها : الله حسيبك يا المعتل
عدل السرير وانسدح وهو يدخل يده تحت راسه وارتسمت ابتسامته وهو يناظرها واقفه بصعوبة بسبب رجولها الملفوفه و ماسكه يدها بألم : وش بتسوين الحين؟
التزمت الصمت و اتجهت لناحية شناطها ببطيئ وبمساعدة نفسها بالأرتكاز على الجدار و اي شي يكون قدامها لمساعدتها تتسند عليه وطلعت لها جلابية ناعمة ومريحه وحطتها فوق التسريحة وبدأت تمشط شعرها ورفعته وهي متأكدة انه كان يراقب كل تصرفاتها لحد ما دخلت الحمام وسكرت عليها ..
ودقايق معدودة وطلعت وهي تناظره معطيها ظهره و الواضح انه نايم وهمست بوعيد : ان ما صبحتك صباحية زينه اعلمك انت وشنبك
وضاح تكلم بملل : اخلصي طفي النور
انسدحت جنبه بكل برود ورفع راسه لها بستغراب : ما تسمعين انتي؟
نوف ببرود : طفها انت يدي توجعني
وضاح بعصبية : لا اشوفك جنبي طسي افرشي لك بالأرض
اعطته ظهرها وتكلمت بتعب : تعبانه انا خلني انام لا تصج راسي
وقف بكل غضب و طفى الأنوار و رجع للسرير وكان يحاول جاهدًا يتمالك اعصابه لا يقوم يجرم فيها بليلتها الأولى وهو تعبان ومنهد حيله من الشغل بالمحل مع سياف ..
انتهت اول ليلة لهم وكل واحد فيهم حامل على الثاني كره وحقد و كمية وعود مؤذية ، ولكن من يا تُرى سيكون الكاسب في هذهِ المعركة ؟
-
بعد صلاة الفجر ، في قرية " آل ثايب "
خلال بزوغ القمر و هبة الرياح الهادئة رغم حرارتها الا ان كان الجو شبه معتدل على غير العادة . طلعت الجازي بهدوء وركبت اخر شنطة وتنهدت بتعب وهي تشوف ذيب بكل عبوس يمشي خلفها ...
~
وضحكت لا إرادي : وش فيك؟
ذيب بملل : ابغى انام
حطت يدها على راسه ومشت فيه لناحية البيت : بنمسك الخط ونام
ذيب بفرحة وعيونه على جده الي جاء لعنده : و بتمدد خالتي ماهي فيه
عبست بوجها لطالما كانت ببالها ولكن رحيلها الآن من دون اختها يؤذي فؤادها ، لفت لناحية الباب بتسكره ولكن استوقفتها يدها وهي تضحك : صبر صبر
فتحت الباب بسرعة وبادلتها الإبتسامة : يا مرحبا والله
خلود بهدوء : قلت اسوي المراصيع واسبق اهلي بالجيه
الجازي بستغراب : غريبة ماقالك شي هزاع؟
هزت راسها بالنفي ، وناظرتها بسرعة بفضول : نوف اتصلت؟
الجازي بزعل : لا
خلود ابتسمت: ماعليه تلقينها لهت معه
هزت راسها بهدوء رغم شكوكها واحساسها الي مو مريحها الا انها تحاول قد ما تقدر تتقن التمثيلية امام الجميع والي اثقل على روحها زيادة رحيلها وخوفها لو اختها احتاجت شي كيف بتساعدها وهي بعيدة؟
جلست جنب جدتها الي احتضنتها على جنب وهمست : مصير الحبايب يتلاقون وانا جدتس
ناظرتها بستغراب وعدم فهم لنبرة هالصوت ومعنى هالكلام : ان شاء الله
ام فالح همست بزعل : انا غاضبة على ابوتس مو بس انتي
فزت من مكانها وناظرتها بذهول : كيف دريتي؟
تنهدت بأسى : سمعت وليتني ماسمعت قلبي محروق على بنيتي وهي بعيدة عني
الجازي خنقتها العبرة : جده والله اني مو قادرة استوعب ان ابوي الي سلمها له بلمح البصر اهو نفسه ابوي الي تربينا على حنيته ودلاله
دخلت خلود و وراها ذيب الي كان يضحك ومستانس ، ولفت وجها للناحية الثانية ومسحت دموعها بسرعة..
ام فالح تنهدت بزعل : اقول خلود اهلتس متى بيجون؟ نبي نفطر قبل يمشي عمتس
خلود بعدم معرفة : والله مدري بس تحري لهم اكيد بيجون بعد شوي اهم عارفين ان عمي فالح بيمشي بدري
دخلت ام الجازي عليهم وهي تسبح بهدوء و الضيق واضح بملامحها وتناقلت عيونها على الجميع وتكلمت بنبرة استفسار : كلمتكم نوف؟ مالها حس ابي اتطمن عليها
الجازي بسرعة : اكيد الطريق وتعبه خلاها تنسى تتصل وتعطينا خبر
ام فالح بتصريفة : ترتب امورها وتدق لا تشيلين هم
ام الجازي بعدم اقتناع : على خير ان شاء الله
-
التاسعة و النصف صباحًا ، في قرية " آل هازع "
منزل الجدة ، ام وضاح ..

يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن