-
على آذان الظهر ، في قرية " آل هازع "
في منزل الجدة ، بينما كانت تنتصف الحوش بجلستها و امامها صغير فتاتها مزون وبجانبها رواف الي كان يقص لها حكايات و حكايات ، ومن ناحية أخرى بالمطبخ ..
~
كانت متخصره و واقفه جنبها وهمست : وكيف شكلها؟
عزوف وعيونها على القدر الي كانت تحمس فيه البصل تكلمت بهدوء : حلوة
مزون بحماس: ودي اسحبها من غرفتها و اشوفها
عزوف ابتسمت : ما كأني انا وياك الي شبينا بوضاح عشان ما يتزوجها
مزون تنهدت : ايه والله ان للحين يدي على قلبي خصوصًا من اختك
عزوف بضحكة : خلي اختي على جنب ماشفتي امي اهي الصدق مو طايقتها عينها ما تحطها في عين الآدمية وانتي خابره امي مالها بالمشاكل بس مدري وش فيها عليها
مزون كشرت ، وكملت عزوف حكيها بفضول : خلينا من ذا الطاري وش صار على حملك؟
مزون ببتسامة : الحمدلله الأمور زينة واذا تعبت محمد اعتنى في جراح
عزوف ببتسامة صادقة وبهدوء : وكيف نفسية اهل بيتك بعد الي صار؟
مزون بهدوء : يحاولون يتأقلمون
تنهدت بزعل : الله يصبر قلوبهم يارب
مزون : امين
وفي اثناء حديثهم ، في أحد غرف المنزل ..
كانت على الكرسي المُنفرد وبجانبه طاوله خشبية دائرية صغيرة سكرت التليفون وسرحت عيونها بألم على حالها ، صحيح تطمنت على أفراد عائلتها الأ ان ختامية مكالمتها جملة والدها ، آذتها كثير و لا تنكر ابدًا ..
( بسمح لك بالأتصال لأجل امك ما تحس بشي ولكن اياني وياك تلاقينه طريق لرجعة كل شي مثل ماكان ، انسي انك من بنت " آل ثايب" )
نفضت راسها بسرعة اول ماشافته طالع من الحمام وسرعان ما شتت نظرها لرجلها و انحنت لها وهي تشيل القماش منها ..
وضاح بحدة : وليش قاعده ماتروحين تساعدين عزوف؟
نوف بهدوء : بروح الحين
عقد حاجبه بستغراب من شافها تفك رجلها : وش تسوين؟
تجاهلت سؤاله و وقفت على طول وهي تسند نفسها بالعكاز وتحاول ما تمشي على رجلها المتأذية قدر ما تستطيع ..
ضحك بسخرية والتفت للمرايا وهو يمشط شعره : والله حالتك حالة
التفت بسرعة لناحية الباب وهو يسمع صوتها وناظر لنوف الي كانت بقمة هدؤها ولا ابدت اي ردة فعل حتى استغرابًا لفزته ..
وضاح بنبرة امر سريعة : خلك بالغرفة لا تطلعين
لبس طاقيته وطلع للحوش وهو يشوف مزون و عزوف الي واقفين خلفها و التوتر مالي قلوبهم و امه الي تحاول تسايرها بالسوالف وعيونها تتناقل لوضاح وكأنها تأمره مايطلعها لحد ما يفاتحونها بالموضوع ..
مزنه بستغراب تلفتت للكل : وش بلا وجيهكم مخطوف لونها يا كافي؟
خالد بضحكة : يمه شكلهم خايفين منتس
رواف برتباك : مافينا الا العافية
وقف خالد و اتجه للداخل وناظرته امه : جب معك ماء لأخوك
خالد بهدوء : ابشري
جلس وضاح امامها بشعره المبلل الي واضح من تحت طاقيته : وينها ساره؟
مزنه كشرت : عند عماتها
ام وضاح ابتسمت بخوف : ايه زين اشوا خلها تغير جو
مزنه بملل : المهم ماعلينا مو ذا سبب جيتي
التفتت على مزون وأشرت بأمر : ورا ما تصبين لأختس الكبيرة؟
تقدمت بستيعاب وتكلمت بتوتر : ايه ابشري
ما كان بتنصاغ لأمرها ولكن من توترها و في محاولة تغطية الأمر ، كانت ردة فعلها لا إراديه ..
رجع خالد و الأستغراب كاسي بملامح وجه وعيونه على امه : يمه فيه مره داخل!
وضاح بعصبية : وانت ليش تدخل غرفتي؟
مزنه بضحكة : هذي قصص اخر الليول مع عيال عمك يالخبل
وناظرت لأمها وهي تضحك : مغير جيدين بقصص الجن وصار مثل المهبول يتوهم
رواف سحبه بسرعة : انا اقول اقعد ابرك لك
خالد بعصبية : مهبول ايش روحي لغرفة خالي وضاح فيه مره قاعدة
عقدت حاجبها بستغراب وهي تناظر للكل الي كان وضعهم هادئ بشكل غير طبيعي ماعدا ملامحهم الي كانت عكس ذلك ..
مزنه بستغراب : وش صاير؟
ام وضاح برتباك : شوفي..
قاطعها بسرعة وهو يناظر لمزنه بكل ثقة : انا الي بتكلم ، اسمعي يا مزنه انا رجال تزوجت على سنة الله و رسوله و..
صرخت بذهول : ايـــش؟؟؟
وضاح بحدة : لا ترفعين صوتك
وقفت من غير شعور و رمت عبدالله بحضن رواف وتكلمت بعصبية : وانا أخر من يعلم؟؟؟!
وضاح بهدوء : انا الي خطبت وانا الي تزوجت وجبتها لهنا
مزنه ضحكت بصدمة : لا مو صاحين! لا بالله موب صاحين
وناظرت لخواتها : اكيد هالحيايا الي طلبوك تغبي الموضوع!
عزوف بحدة : احترمي نفسك يا ام السحورة
فصخت عبايتها وبحركة سريعة توجهت لغرفة وضاح و وهو وراها تكلم بحدة : اياني و ياك تدخلين الغرفة!
قام الكل وراهم وهو يناظرون هالملحمة ، و بلمح البصر انفتح باب الغرفة وطلعت ببرقعها وشالها الأبيض الي كان مغطي جزء كبير منها ..
ناظرتها لوهله وأشرت عليها بصدمة وهي تناظرهم : هـذي؟؟؟؟
وضاح بجمود : هذي نوف ، زوجتي
مزنه بقهر : و التبن فيها وفي نسبها
نوف بحدة : شكل طشت الماء ماجاب فايدة في لسانك المفلوت
وضاح بأمر : ادخلي وسكري الباب
نوف بستخفاف : لا خلني واقفه اشوف ، وش بتسوي مثلًا
تقدمت عزوف بسرعة وتمسكت بنوف وهمست : ماعندها مشكلة تضرب مجنونه تراها
ضحكت بسخرية وهي تأشر بعكازتها : تجرب وتمد في ذمتي هالعصى ان تنكسر على ظهرها
وضاح صرخ بغضب : اقولك ادخلي وسكري الباب
صفقت بآياديها بقهر : عشت يا اخوي عشت! هذي مرتك الي من دخلت علينا وهي قاله ادبها ومع ذلك تزوجتها
تمسكت بجلابيتها وهزت راسها بتهديد : ولكن هين والله ان ابرد خاطري فيها وفيكم ما اكون مزنه ان ما لميت الكل على مقطوعة الشجرة هذي الي تسربت أخر الليول
ام وضاح بحدة : مـزنه احترمي نفستس! تراها زوجة اخوتس
كانت بتتعداهم و لكن استوقفتها نبرتها الهادئة : تعالي
لفت عليها وهي تشوفها مبتسمة وكملت : قبل تلمين علي الكل امشي بتكلم معك كلمتين على انفراد
مزون بخوف : لا! مافيه شي اسمه على انفراد
تجاهلتها وتكتفت وناظرتها بتحدي : بتجين ولا خايفه؟
مزنه ضحكت بذهول : لا بالله ماهي صاحيه! انا مزنه اخاف منتس؟ ماتدرين انتي كيف اقدر اقلب حياتس فوق تحت يا قوية الوجه
وضاح تكلم بعصبية: مزنه احترمي نفسك و اطلعي برا للحوش
مزنه بقهر : بطلع ولكن بطلع للكل انك متزوج بنت "آل ثايب" سويدة الوجه
نوف بضحكة : بتجين ولا تحديني اتكلم قدام الكل؟
وسعت برقعها عن عينها وكملت بسرعة : ترا بتندمين لو تكلمت
ماكان احد يدري وش كان يدور براس هالنوف بس نبرتها بالحكي غريبة ، و كانت مثل الألغاز حتى مزنه ما فهمت ..
وتقدمت لها بخطوات سريعة ودخلت الغرفة ولحقها وضاح ولكن وقفته يد نوف الي كانت على صدره وتكلمت بهدوء : ابي اكلمها بس
وضاح بحدة : وخري
نوف همست : خلك هالمره واثق فيني
عزوف الي كانت قريبة منهم مسكت يده : خلها واحنا بنوقف هنا لا صار شي ادخل عليهم
تنهد بملل وهو يشوفها دخلت وسكرت الباب ..
تكتفت مزنه وتكلمت بسخرية : وش عندتس ؟ ما صدقتي على الله اخوي ياخذتس و يستر على سواد افعالتس
جلست على طرف السرير وفصخت برقعها ونزلت طرحتها وهي تلعب بخصلة شعرها : تبين تعلمين الكل عني؟
نزلت يدها المتكتفه وتكلمت بقهر : اغويتيه صح؟
نوف عقدت حاجبها بستنكار لوهله وتكلمت بسرعة : ماعندي مشكلة تطلعين وتقولين للكل بس..
عدلت جلستها وتكلمت بدلع : بس حابه اسألك يمدي لو اقول لأخوانك ان زوجك يضربك؟
وحطت يدها على فمها وتكلمت بسخرية : ولا يا حرام بتصيرين مطلقة! كيف بتمشين بين الكل وانتي مطلقة ام عيال مايصير صح!
اعتدلت بوقفتها وتكلمت بتوتر اول ما سمعت بالباب يطق : وش تقصدين؟
نوف بحقد : يعني لو تنطقين بحرف بس عني عند اي آدمي هنا في ذمتي ان طلاقك على يدي
دخل وضاح بسرعة وهو يناظر منظرهم الغريب و مزنه الي كانت مرتبكه ..
وضاح بعصبية : وش عندك انتي وياها؟
طلعت مزنه من الغرفة من دون اي حرف زايد وتكلمت نوف بصوت عالي مسموع للكل : تذكري كلامي يا مزنه ، الكل يبي مصلحته لا تصيرين طايشه ولا تسمعين النصيحة
سكر الباب بقوة والتفت عليها : وش بينك وبينها؟
وقفت نوف وهي تشيل طاقيته بكل هدوء وتنثر شعره بعشوائية : ماعليك منها دواها عندي
ورمشت بعيونها بدلع : ولا كيف تبيني ارضى انها تفرقني عن حبيبي؟
ابتعد عنها بسرعة وتكلم بعصبية : وش تخربطين انتي مجنونة؟
نوف بضحكة من قلب : لا تقول مستحي من هالكلام وانت متزوج قبلي ثلاث! وخزياه ان كانك ماقد سمعت هالكلام المعسول
سحب طاقيته منها واتجه للدولاب ياخذ شماغه وتكلم بسرعة : مصيري بعرف وش دار بينك وبين هالمزنه
بالحوش ..
كانت تلبس عبايتها بسرعة وصرخت بعصبية : شل اخوك و الحقني
عزوف ببتسامة انتصار : وش فيك؟ اقعدي تغدي معنا
مزنه بقهر : انطمي انتي
ام وضاح بحرص : مزنه امسكي لسانتس ترا جميعنا بنروح فيها لا دروا
تجاهلت والدتها وطلعت برا وخلفها خالد الي شايل اخوه الصغير ..
عزوف بذهول : على ملامحها والله ابصم لكم ماراح تتكلم
مزون بستغراب : وش قالت لها عشان تهجدها؟
ماكانت تدري وش دار الحديث بينهم ولكن متأكدة اتم التأكيد ان الي بغرفة مع ولدها مليئة بالدهاء وماعندها مشكلة تستغل اي شي لصالحها ..
رواف مسك يدها بحنية : وش فيك ؟
ام وضاح وقفت بتعب : بروح اتمدد لا قضى الغدا نادوني
مزون وعيونها على رواف بترجي : اجل امسك جراح بساعد عزوف بالمطبخ
رواف بهدوء : تم
دخلوا الثنتين للمطبخ وكالعادة دار الحديث بينهم وكان مليئ بالفضول عن الدقايق القصيرة الي اختلت نوف بمزنه وطلعتها عن طورها ..
-
في منزل الريف ، عند ابو فالح و عائلته ..
اخذت الصحن الصغير و صبت الزيت الدافي على ارجل والدتها وبدت تدلكها بهدوء : يمه
نزلت الجريدة وناظرتها بتركيز : سمي
الجازي تنهدت بزعل : يمه ليش ما تحاولين في ابوي يبيع هالبيت ونروح للقرية؟
ابتسمت لها وتكلمت بستغراب : وليش انتي تبينا نروح؟
سكتت شوي وكملت على طول : مو انتي و خواتس قبل بالزور نسحبكم معنا عشان تسلمون على جدانكم وعمكم
الجازي خنقتها العبرة من "خواتك" وبلعت غصتها على طول ، كانت تتوقع جرح وفاة هنادي طاب ولكنها واضح ماقدرت تنسى شعور الفقد و الي زاد الطين بله بعد نوف عنها بهالطريقة ..
ام الجازي بستغراب : عسى ماشر يا بنيتي فيتس شي؟
مسحت دمعتها بطرف كم قميصها وهزت راسها بالنفي : لا
تنهدت بأسى وهي تتأمل ملامحها الباكيه : فيه شي مضايقتس بنتي و اعرفتس
الجازي تكلمت بتحفظ لبعض الأشياء : بيني وبينك يمه اشتقت لنوف ودي لو اني بالقرية على الأقل لو اشتقت لها بيني وبينها ساعة الحين بينا ساعات
اعتدلت بجلستها وبدأت تتلفت حول المكان بتفحص : وين ابوتس و ولدتس؟
الجازي بزعل وعيونها على ساق والدتها الي كانت تمسجها : يتمشى فيه برا
ام الجازي تكلمت بصوت واطي : انا عندي خطة علاجية واحتمال فيها سفرة ودامتس تبين اختس اقول لأبوتس يوديتس للقرية ولا وش رايتس؟
فزت من غير شعور وهي تناظر امها بذهول : بترجعون تسافرون؟؟؟
ام الجازي تنهدت بزعل: والله وانا امتس ابوتس معند وانتي عارفه راسه يابس ، ترا الود وده مارجعنا بدري كان مخطط يوديني لمستشفى ثاني بس انا ماقويت على البعد وطلبته نرجع
الجازي بخوف : مستحيل! انتوا قلتوا كل شي صار تمام ليش رجعتوا اساسًا قبل مدة انتهاء العلاج وليش الحين بترجعين ؟
وقفت بسرعة وكملت حكيها وهي خايفه : يمه لو قاعد يصير شي من ورانا ترا والله بزعل
مدت يدها لها وأشرت لها بـ تعالي وهي مبتسمة ، ولما جلست جنبها الجازي بدأت تمسح على شعرها بحنية : وش له الخوف؟ دام ابوتس يبي يوديني اتعالج ماراح اقول لا ماودي اضيق صدره علي وبعدين هو سمع كلامي مره ولا ردني ماله داعي ارد طلبته لي صح ولا لا؟
الجازي بسرعة : اجل بروح معكم انا و ولدي
ام الجازي بضحكة : واختس نوف ماتبين تروحين للقرية عشانها؟
الجازي برتباك : ان شاء الله انها بخير ومصيري يعني بشوفها
ام الجازي تنهدت وهزت راسها بهدوء ؛ ايــه بس والله ان لها فقده هالبنيه
والتفتت عليها بحرص : هالكلام بيني وبينتس وانا امتس لحد يدري لين ما ابوتس يدبر مبلغ السفرة ويأكد الحجز
الجازي بزعل : ابشري
-
في منتصف الليل ، في قرية " آل هازع "
في بيت الجدة و تحديدًا غرفة الأبطال ..
توقظت من نومها وبكل هدوء تحركت و اشعلت شمعة بجانبها و انحنت لـ ارجلها وهي تناظرها بتفحص الكدمة لحد الآن معلمة ومن الألم الي بدأت تحسه عجزت تتهنى بنومها ..
~
التفت لناحيتها وتأفف بعصبية : اذا مافيك نوم طسي برا وطفي الضو خلني اريح
تجاهلته لأن الألم الي تحس فيه اقوى من انها تناقره ، وقفت بصعوبة وهي تتسحب بخطوات ثقيلة لناحية عكازها وشالها الي اخذته ولفته عليها بإهمال وسرعان ماطلعت من الغرفة وكل هذا وهو مستيقظ ويحس بحركتها و معطيها ظهره وكأنه غير مبالي و هو فعلًا غير مبالي لأمرها ..
جلست على اقرب كرسي وبدأت تتحسس كاحلها وعاضه شفايفها بوجع وهمست : ابي انام مو وقتك والله
رجعت تتسند وزفرت بتعب وهي تتأمل الحوش الأظلم وماكان يُنيره الا إنارة الجدار الي كانت مُعلقة بأحد الجدران ..
نوف بحسرة : انا وش وصلني لهنا؟
بلعت غصتها وكملت وهي تهمس : ليتني جيته وانا بكامل صحتي كان اخذ حقي من عيونه بس ما يعوقني الا وجع هالرجول
مرت دقائق و دقائق وهي غارقه بتفكيرها وبحياتها الجديدة ، اعتدلت بجلستها ورفعت شالها بسرعة اول ماحست بخطوات خلفها وغطت نصف وجها الظاهر والتفتت تتأكد اذا مو رواف ..
عقد حاجبه بستغراب وتكلم بغضب : وش تسوين هنا؟
ازاحت الشال من على راسها وتنهدت بملل : رجولي توجعني
ورجعت تناظره بنرفزه : مطلعني عشان تنام وشوفك مثل الثور مصحصح!
أشر لها بنبرة حازمة لـ ناحية الغرفة وتكلم بصوت واطي : قدامي اشوف وشعرك لا عاد تطلعينه وانتي بنص الحوش ماتدرين يعني فيه رجل فالبيت؟
وقفت تتحامل الألم وتكلمت بعصبية : جاي عشان تنكد؟ ترا مالي خلقك قلت لي اطلعي وطلعت ، ويوم اني طلعت لحقتني عشان ادخل مو لعبة عندك انا
وضاح ابتسم بسخرية وهو يوضع اياديه عند خصره : الا لعبة وتوك ماشفتي شي
بوزت بنرفزه وسحبت عكازاتها بعصبية وبدأت تمشي و مازال واقف يناظرها تبتعد عنه ببطئ ، سرع خطواته لعندها وتكتف وهو يمشي بجانبها : تشوفين الزوج مافيه مشكلة يشيل زوجته؟
التفتت عليه بستغراب..
وبحركة اسرع من انه يخليها تتكلم سحب عكازتها و سندها على جدار وبلمح البصر شالها تحت مقاومتها وذهولها من الموقف ، ثبتها بإحكام وتكلم بغضب : اعقلي ولا بتطيحين
رجع ياخذ عكازاتها الي كانت على الجدار ومشى فيها لناحية الغرفة لحد ما دخل ورماها بالسرير وهو ينفض يده بتعب : خففي وزن
رمت شالها عليه بغضب وصرخت : وجع يكسر يدك الله ياخذك لا عاد اشوفك مقرب مني ولا ذبحتك
انسدح بمكانه وتكلم ببرود : مهددتني من زمان وهذاني على قيد الحياة مافيني الا العافية
شدة قبضة يدها بقوة وهي تشوفه التفت للناحية الأخرى وتكلم بهدوء : طفي الشمعة
التفتت بسرعة وسحبت الشمعة من جنبها ورمتها بينهم وبما انه ملقيها ظهره ما استوعب الحريق الا بعد ثواني من الرائحة الي انتشرت و الحرارة الي حسها بقربه التفت عليها بستغراب و وقف على طول وهو يشوف المفرش الأبيض بدأ يحترق وهي جالسه بمكانها وتناظره بجمود ..
وضاح بذهول : وش سويتي يا مجنونه!!
بدأ الحريق يكبر واتجه نحوها بشكل سريع وسحبها من السرير وهي بكامل هدؤها وما بدر منها اي ردة فعل غير الصمت و السكينة ولا كأن النار كانت بتاكلها ..
في هذهِ الأثناء بدأ ينادي لأهله وهو يحاول يخمد النيران الي انتشرت بالسرير بشكل رهيب..
دخل رواف بسرعة بشكله المبعثر وهو يناظر لـ حال اخوه الي كان يروح هِنا وهناك في محاولة اخماد النار و ماكان يبدر منها الا انها واقفه وتناظرهم بكل برود ، وبعد ما هدأ الحريق و اخيرًا استوعب لوهله ان رواف موجود وشعرها و وجها طالع و صرخ بأقوى ماعنده عليها وعلى عزوف الي كانت عند عتبة الباب وتبكي من الخوف ودخلت بسرعة تغطيها وسحبتها لبرا : مجنونه انتي مجنونه! النار بتاكلك و واقفه بكل دم بارد ليش؟
وخرت يدها عنها بملل : وخري
مسحت دمعتها وانحنت لمستوها وتكلمت بحرص : صار لك شي؟
رفعت عينها لها لثواني معدودة وهي تتأمل منظرها الباكي وابتسمت بأسى وتكلمت بنبرة غريبة : ذكرتيني بالجازي
عزوف بستغراب : ايش؟
وقفت بسرعة من يده الي تمسكت بزندها بإحكام وسحبها معه بكل قوته ودخلها للغرفة الي كان السرير فيها متفحم و الزل الي تحته ماخذ قسمه من الحريق وباقي الغرفة سليمة ، و دفها بغضب : وش هالجنون الي براسك؟
لو ضغطت على رجلها زيادة بتبكي لا محاله ، ولكن هيهات هالدموع تنزل قدامه ..
قرب منها خطوات سريعة وصرخ : وليش يوم شفتيه ماغطيتي نفسك؟
ناظرت بعيونه بحقد تدفن الوجع الي فيها ورصت على اسنانها بغضب : عشان تدري اني ممكن احرقك واحرق كل شي حولك المهم انال مُرادي
زادت انفاسها غيض وكملت بـ كره : ولو ابي موتك ذبحتك اليوم قبل بكره بس ما ابي لك الراحة بذا السرعة
ابتسم بذهول ومازال مركز بعيونها : وماعندك مشكلة تخسرين نفسك ؟
نوف بضحكة استخفاف : خسارة اكثر من كذا؟
وكأنها قاصدة حالها و حال اهلها ، ولكن سرعان ما تداركت نفسها وابتعدت عنه وهي تشوف ام وضاح داخله والخوف خاطف لونها ..
تقدم لها بكل هدوء ومسك يدها بحنية : ماصار الا الخير تطمني
دفته عنها وناظرتها بعصبية وهي تأشر عليها بعصاها : كله منتس انتي! كله منتس انتي يا راس الشر ولكن هذا وجهي ان خليتس بينا دقيقة زيادة
دخلت عزوف بسرعة ومسكت امها : يمه تكفين خلاص تعالي
ام وضاح بقهر : بغت تذبح ولدي الله ياخذ عمرها
خرج مع والدته لـ برا و سكرت الباب خلفهم بقوة ، اما وضاح الي جلّسها على الكرسي وانحنى لمستواها وتكلم بهدوء : كنت ابي اخذ النار من عندها وطاح بالمفرش البلا مني ماهو منها
ام وضاح بغضب : لا تدافع عنها
قاطع حديثهم وقوف رواف بينهم و السواد مغطي وجه وتكلم بتعب : وبعدين وش بيصير؟
رغم توتر الموقف الا ان دخوله عليهم بهالشكل قلب الموقف لـ الضحك تحت استغرابها وذهولها من اصواتهم الي واصله لها للغرفة ..
نوف بقرف : الله يشتت شملكم يارب وعجوز قريح بعد تلحق ولدها بالموت
أنت تقرأ
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر
Romanceاهلًا بكم جميعًا ، بروايتي و اعزوفتي الثـانية .. - ( يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر ) ( الرواية باللهجة العامية) نبذة الرواية : عداوة تتوالد عبر السنين بين شعوب قريتين يفصل بينهما صحراء ، قرية قبيلة " آل هازع " و قرية قبيلة " آل ثايب " بطلتي تسكن ب...