Part 37

2.7K 66 12
                                    


في قرية " آل هازع " ..
طلعت من غرفة مزنه وبيدها صينية الأكل و الزيوت الي جهزتها لها والدتها لـ علاج فتاتها ، وبمجرد خروجها من عندها تتأفف بملل من تواجدها هالفترة الي واضح راح يطول خصوصًا ان شخصية مزنه لا تطاق بالنسبة لعزوف الي مهما حاولت تتجاهل لابد من انها تتشابك فيها نوعًا ما ..
التفتت على صوت والدتها الخارج من غرفتها وبدأت تخبرها بـ جية اختها الثانية مزون مساء الغد مع طفلها جراح و زوجها محمد و ابناء مزنه الي راح يفطرون عندهم ..
ردت بهدوء وعيونها على الزيوت الي بدأت بتغطيتها بقطع قماش : ان شاء الله
ام وضاح بصوتها العالي لأجل تسمع : سمعتي ولا لا؟ موب لا جاء باكر قلتي ما اعطيتوني خبر
عزوف بملل : خلاص يا يمه قلت لك سمعت ، وان شاء الله بقوم من بدري عشان اكثر الأكل فيه شي ثاني؟
ام وضاح : لا الله يعطيتس العافية وانا امتس
عم الهدوء لثواني معدودة عليها بالحوش وما كان يقطعها الا صوت غنائها بنبرتها الهادية ويخالطها صوت هبوب الريح الشبه قوية و قاطعها صوت والدتها الي تناديها لأجل تطفي انوار غرفتها ..
مسحت اياديها بجوانب قميصها ومشت لناحية والدتها وهي تتكلم بستغراب : بتنامين الحين؟ و السحور
ام وضاح بتعب : قدني اكلت مع اختس قبل شوي واحسني امتليت و ودي بالنومه ولا تصحيني .. بصحى لصلاة الفجر
قربت لعند فراشها وانحنت لها وهي تتفحص حرارتها وتكلمت بفضول : يمه تعبانه ؟
ام وضاح بهدوء : لا وانا امتس
التفتت بهدوء لصوت وضاح الي ينادي على عزوف وابتسمت : ها .. هذا اخوتس جاء روحي شوفي وش يبي
عزوف بتعب : والله يا يمه انه انهد حيلي من كل صوب واحد يناديني مدري وش اداري
مسحت على شعرها بحنية وتكلمت بهدوء : بيعوضتس ربي و بيرضيتس والله ما يخلي هالجهد وانا امتس يروح عبث .. بس اصبري
تنهدت بهدوء : والنعم بالله
قربت لعندها وقبلتها بخدها وابتسمت : يلا ارتاحي الحين
عدلت اللحاف عليها وطفت النور وطلعت وهي تسكر الباب بهدوظ وعيونها على وضاح وتكلمت بهمس : وشو؟
أشر لها وسرعان ما مشت لناحيته تاخذ الأغراض الي معه وهي تتفحص بالنظر : جبت الملح الخشن؟
وضاح بهدوء : ايه
ابتسمت و التعب واضح عليها : مشكور
تعدته لخطوتين والتفت لها بهدوء : حطيها بالمطبخ وتعالي
عزوف بستغراب : وش عندك؟
وضاح بضحكة : تبين تعرفين وش عندي اسمعي الكلام وتعالي للملحق
دخل للملحق و اسرعت للمطبخ تحط الأغراض وركضت لناحيته وهي ببالها موضوع يخص نوف على رغم انها متضايقه منها ومن اخوها ايضًا الا ان فكرة ممكن ترجع اسعدتها خصوصًا انها حامل ..
جلست بجانبه وهي تناظره بفضول يمليه الحماس : ايه وش فيك؟
ضحكت لا شعوريًا من شكلها وهي تحاول تنظم انفاسها وتكلم بستغراب : لذا الدرجة الحماس؟
عزوف هزت راسها : ايه .. نوف صح؟
تلاشت ابتسامته وتكلم بجمود : وش جاب طاريها الحين! ..عندي موضوع(ن) ثاني
اعتدلت بجلستها وتكلمت بستغراب : وشهو؟
وضاح بهدوء : وش رايك بالعرس؟
عقدت حاجبها بستغراب وتكلمت بتوهان : والله! .. مدري
وسرعان ما شهقت بإستيعاب : بتتزوج!!!!!
وتكلمت بعصبية : لا عاد لهنا وبس! بنات الناس ماهم لعبة عندك
وقفت ومسك يدها يسحبها للجلوس : انطقي يالمطفوقه مايمديني انطق بحرف الا وشبيتي في وجهي!
عزوف بزعل : نعم! ها! لا تقولي انك بتطق الخامسة تراك زودتها
وضاح بسرعة : العرس لك انتي مو لي
اعتلاها الهدوء و بدأت تتأمل ملامح الجدية في وضاح وكانت تنتظره يضحك ممازح لها و لكنه تكلم بسرعة وهو ملاحظ الجمود الي جاها فجأة : الي جاك رجال كفو واعرفه وتعرفينه بس البلا براسك لا رفضتيه
وقفت بهدوء وهي ترجع شعرها الي كان على كتفها اليمين لظهرها : ما ابغى اتزوج وقل لذا الرجال ماعندنا بنات للعرس
وضاح بحدة : عزوف!
عزوف بقهر : وضاح مالك دخل .. زواجك وهو زواجك ما سمحت لأحد يتدخل فيه حتى بأنفصالك مادرينا فمالك حق تتدخل في قصتي هذي انا الي اقرر اوافق او ارفض زي ما انت سويت
وأشرت بسبابتها بتهديد : ولا عاد تفتح هالطاري لي اب..
قاطعها بحدة : الي جاك سياف
واكمل حديثه بسرعة ينتهز فرصة سكوتها : قولي بعد انك ماتبينه! ماعادني اتحمل لعب البزران الي ماله داعي تراك كبيرة وعاقله لا تحرجيني قدام الرجال عشان ولد كلب انحاش و الثاني ربي كتب له الموت
تكلمت بزعل و الدموع تلمع بعيونها من اسلوبه معها : تعايرني يعني!
وضاح بجدية : لا بالله ما اعايرك ولا كانت في نيتي بس اني عارف عزوفك عن العرس من الي راحوا وانا ما ابيك تقعدين كذا وش فرقك عن مزنه ومزون؟ شوفيهم تزوجوا وعيلوا و اصبري شوي و رواف بيلحقهم .. وانتي؟
بدأت بالبكاء وهي مغطيه وجها بأياديها و قرب لناحيتها واحتضنها من على جنب وتكلم بهدوء يعكس انفعالاته قبل ثواني : عزوف
هزها بهدوء ورجع يكرر اسمها : عزوف .. بنت
تمتمت بالرد وهي تسمح دموعها ..
وضاح بحسرة : يا عزوف الله يرحم والديك تهقين اني بذبك على اي احد؟ شفتيني انا والكل مخلينك على راحتك ان ما جاز لنا رجال من الي يجونك رديناه لأجل نبغى لك الزين
وتكلم ببتسامة وتأكيد : وهذا هو الزين جاك .. سياف! الي كبرت معه واعرف طبايعه وتربيته
وتكلم بجدية : وفي ذمتي اني مرتاح لخطبته اكثر من الي راحوا عسى الله لا يبارك في الأول و يرحم الثاني
مسحت دموعها بعنف وتكلمت بزعل : مستعد تخسر الرابع ؟
عقد حاجبه بستغراب وتكلم بستفسار : رابع؟ مين الثالث؟
عزوف ابتسمت بحسرة : نوف .. نوف يا وضاح من ارتحت لقربها و صارت ايامي متعودة على وجودها اختفت
ورجعت تبكي : راضي تخسر سياف والسبب انا؟
وتكلمت بعصبية من بين دموعها: وش تبي هالمرة الفرقى عليه انه يموت ولا ينحاش ولا يجيه طاعون يطيره من القرية بكبرها!!
ربت على كتفها بهدوء وتكلم بمحاولة ضبط مشاعره من طاريها الي ينفتح بأبسط الأمور : ماعليك .. ريحي بالك و مايصير الا الي ربي كاتبه
وتكلم بجدية : وبعدين الأول ماهوب رجال ورخمه وطس جعله ماعاد يرجع و الثاني هذا يومه مالنا يد فيه! ..
وبلع غصته : واما عن نوف ما توالفت قلوبنا على بعض و الفراق افضل لي ولها
استنشقت الهواء بعمق وتكلمت بهدوء بملامحها المتوردة : بتطلقها خلاص؟
تأمل عيون اخته الدامعة واعتدل بجلسته وهو يشتت نظره بتنهيدة : ماعلينا الحين
وقف واكمل بسرعة : فكري و فكري زيـــن! تراه سياف غالي واعرف معدنه زين لا تضيعينه ولا تحرجيني عنده
ولمس دقنها بيده اليمين وباسها يده وتكلم بترجي : نخيتك وانا اخوك الا سياف لا تحرجيني عنده
خلع غترته و خرج خارج الملحق وعيونه تدور حول البيت الهادئ و اعتلاه الملل و لا يجهل شعور الحزن الي حس فيه تحديدًا هالوقت وكأنه متعود على حركتها بالمطبخ ، اما تخلص شغلها او تتهرب منه ..
-
بعد صلاة الفجر ، في قرية " آل ثايب " ..
جلس بجانب جده وعيونه على جدته الي كانت تمد له اغراضه وتكلم بهدوء : وش صار يا ابو فالح؟
الجد ابو فالح تنهد بملل : خلني افكر يا هزاع لا ترهقني بكثرة الزن .. انت خابر اني ما ادانيه
هزاع بجدية : والله يا جد اني اشوف هالفكرة وهالمشروع بأذن الله فاتحة خير على حظيرتك بدال لا تكتفي بس ببيع الحليب
ام فالح بجدية : ما تشوف جدك تعبان ابعد عنه خله ينسدح
هزاع بضحكة مزاح : اخص يا ام فالح والله اهترى رجلك وللحين تهتمين فيه
ام فالح بخوف : اعوذ بالله منك يا هالولد
وتكلمت بمزاح : ليتك بس تاخذ خواتك و تتوكل تفكنا من شرك
هزاع بتصنع للزعل : افا والله افا! ماتبينا يعني؟
وقف بسرعة وتعدى الجلسة كذا خطوة : الحين اسحب خواتي ونروح نخفف عليك
ابتسم بمجرد مداراته بظهره ودخوله للسيب الداخلي وسرعان ما شهقت بخوف و رفعت ولدها الي كان بحضنها لأجل يغطي وجها ، وكان اسرع منها بالألتفاف وطلع مسرعًا على نظرة جدته من توهانه و ارتباكه : عساك ما دخلت على بنات عمك!
بدأ بحك جبينه و توتر نظراته : ها! .. لا لا
ابو فالح بجدية وهو منسدح : اجلس هنا لا تدخل اكيد البنات الحين تعبانات من شغل امس مافيهم حيل يتغطون
وناظر لزوجته : نادي خواته له
بدأت تنادي على هاجر و خلود بصوتها بسبب ثقل مشيها إليهم للداخل ..
~ قبل دقيقة ..
اخذت ولدها بحضنها ومشت لناحية احد الغرف الي عارفه بتواجد الثلاثي فيها وتأففت بملل من كسل طفلها : تراك كبرت مفروض تمشي على رجول..
شهقت بصدمة ورفعته لناحية وجها ولفت على طول للجهة الثانية لحد ما تأكدت انه طلع ومشت مسرعة لغرفة البنات والغضب معتليها : عمى يعميه ان شاء الله
خلود وعيونها عليها : مسكين ذا الي بحضنك رايحه جايه فيه اسدحيه خليه ينام
وضعت ولدها بحضن خلود الي كانت متربعه وهو نايم وتكلمت بعصبية وعيونها على هاجر : خير ان شاء الله اخوك من متى يدخل بدون لا يتنحنح!
ابتسمت بتسليك و نزلت راسها تتأمل اصابعها الي بدت تلعب فيهم تسلي نفسها ..
استغربت هدوء هاجر ونوف بالذات وكأنها تناست غضبها وتكلمت بفضول : خير انتي وياها وش فيكم من رجعتوا و الهدوء ما كلكم آكال!
خلود بضحكة: لاحظتي!! من جلست وانا احاول اشوف وش علتهم وكأني اكلم جدار
نوف بجمود : الجازي سكري الباب وتعالي بنكلمك بموضوع
قامت بسرعة تسكر الباب ولفت عليهم بتوتر : صاير شي يابنات؟
ناظروا بعض نوف و هاجر ..
وعبست خلود بخوف من تصرفات هالثنتين اذا اجتمعوا : لا تكفون بنات لا تقولون سويتوا شي ماله داعي!!
لفت الجازي لجهة الباب وبدأت ترد على صوت جدتها الي تنادي ، ورجعت تناظرهم بخوف : وش مسويين؟
نوف بسرعة : ماسوينا شي ولكن صار لنا شي
سحبت خلود ذيب النايم وحطته على جنب وجلست على ركبها : وش مهببين؟
نوف وعيونها على الجازي : شفتي ولد الجيران الي خطب هاجر؟
الجاز بترقب : ايـه .. وش فيه؟
هاجر بحسرة : شافني انا وياك يوم طلعنا عشان نروح لنوف
غطت فمها بخوف وناظرت لخلود الي تجمدت بمكانها : وشو؟؟
هاجر بزعل : ايه والله اقسم بالله
الجازي بخوف : كيف شافنا! محد كان موجود يوم طلعنا
وقفت خلود وتكلمت بخوف وهي تضرب خدها : شفتوا شفتوا! والله ان قلبي قارصني ما ارتحت لذا الطلعه بس روسكم يابسه الا بتسوون الي تبونه
وناظرت للجازي : وشوفي ها اولها ذيب الي زين انه نسى الموضوع وثانيها هزاع الي كأن دودة قارصته يبغى يجيكم للبيت وما مسكه الا جدتي الي هي بنفسها لو تدري ذبحتكم .. واخرها هالسلقه الي مدري من وين طلع لنا!
الجازي بتكشيره : اششش! اسكتي انتي خليني افهم الموضوع
وناظرت لهاجر بتوتر : وش قالكم؟
نوف قاطعتها : يقول وافقي على الخطبة ولا علمت ابوك
خلود صرخت بخوف : يمه يمه قلبي يمه
نوف بعصبية : انطمي انتي! ترا الي فينا مكفينا اسكتي ولا اطلعي برا شوفي جدتي وش تبغى
الجازي بهدوء : وش بتسوين طيب؟
هاجر بحسرة : بوافق! اكيد بوافق وش تتوقعين يعني ..موقفه اقوى من موقفي حتى لو افكر انكر مستحيل احد يصدقنا كل شي بذاك اليوم يشكك ان فيه انّ اولها نومتنا الي استمرت لكم ساعة واخرها يوم اننا رجعنا البيت وجدتي طلبتنا نتسبح عشان ريحتنا الي ماتدري انها من الحظيرة وطقة الشمس
اخذت نفس وزفرت بتعب وتكلمت بهدوء : ولا تنسين مليح الي ممكن ينجلد ويعترف بكل شي ترا محد سكته الا كذبتنا عليه ولا وش مصلحته بيغطي علينا؟
الجازي بسرعة : لا! لا توافقين! اصبري اكيد في حل و..
قاطعها هاجر بغضب : لا مافيه حل ولا يلا اعطيني هالحل الي يخلينا كلنا نطلع منها بدون مشاكل
وتكلمت بسخرية : وبعدين لا تنسين هزاع موجود وانتي عارفه شخصيته
خلود بهدوء وهي تقضم اظافرها بتوتر : وابوي .. ابوي بعد
هاجر أشرت لخلود وهي تناظر الجازي : هاااا وابوي!! لا تحسبين هاللين و الرحابة ما وراها عصبيه و قوة حزم
وتكلمت بتأكيد : اقسم بالله ان شخصية هزاع هذي ماطلعت عبث الا تربية ابوي له
الجازي بنكران : لا مستحيل عمي ابراهيم ماهو كذا انتي لأنك متوترة حاسته بيسوي جريمة
نوف بهدوء : انا قلت لها اذا على هزاع امره هين يعصب كم يوم وبيطخ المهم ابوك واحنا عارفين عمي يا حليله
هاجر بسخرية : لا ماتعرفينه والله ماتعرفينه!
وتكلمت بعصبية: اذا ابوك يا نوف شك فيك بس زوجك وضاح وخلاك تبعدين بدون لا يضرك .. ابوي غيرر!!
واكملت بخوف: اقسم بالله لو يشك فيني لا هو الي بيزوجني ويخليني ابعد ولا هو الي بيخليني عايشه .. بيذبحني ويدفني ومحد درا عني
خلود هزت راسها بتوتر : ايه ايه صادقه وربي صادقه
وناظرت للجازي والخنقه كاتمتها : ايه والله يالجازي ترا ابوي حليل ولين بس لا يجي موضوع يخص السمعة ماعاد يشوف قدامه وكم مرة يعلق في كذا موضوع ان الموت اشرف من العيشة بدون سمعة وكرامة!
ضربت الباب بعصاها وتكلمت بعصبية : ولعنه انتي وياها ما تسمعون؟؟
فزوا البنات مرتعبين من تواجد الجدة المفاجئ ، و ركضت خلود للباب وفتحته لجدتها وتكلمت بتوتر : سمي ..لبيه
ام فالح بعصبية : لي ساعة اناديكم ولا وحده سمعت!!
نوف ابتسمت بتسليك : الا سمعوا بس قاعدين يرتبون اغراضهم وبيطلعون ان شاء الله
ام فالح بحدة : يلا لا تتأخرون ترا اخوكم يحتريكم برا
مشت عنهم و رجعت خلود تسكر الباب وعيونها على اختها الي واضح الهم و الخوف ماكلها ..
الجازي بهدوء : طيب يا هاجر لا خطبك اطلبي اسبوع تفكرين فيه وقتها بندور حجة معك ان لقينا زين على زين مالقينا خلاص سوي الي تبين ويريحك
وقفت وهي تسحب عبايتها وضحكت بسخرية : زين فكروا وخططوا ان لقيتوا علموني لعل تنجوني من وفاتين محتوم علي
كانت بتطلع ومسكتها خلود بستغراب : وش وفاتين!
هاجر بحسرة : وفاة زواج من واحد ماتودينه ولا وفاة من اخوك و ابوك
طلعت تاركتهم بحسرتهم جميع ، وكأن كل وحدة تلوم نفسها على خطأها خصوصًا نوف الي حست كل الي صاير منها على الرغم انها ما كانت تدري بجيتهم وقتها لها ولكن يكفي ان مخاطرتهم هذي لأجلها ..
-
بعد صلاة الفجر ، في قرية " آل هازع "
دخلت غرفتها كعادتها و فتحت احدى المجلات المركونه بالأرفف عندها وبدأت بالقراءة بهدوء ، متعوده على رواف الي يجيب لها اخر اصدارات المجلات لـ تسليتها بالقراءة و رواف ايضًا تعود انو كل صباح يسحب لها مجلة او مجلتين ويركنها برفها و اخر يومها تبدأ تقرا وتسلي نفسها ..
وبعد مدة من القراءة ناظرت للوقت وتأفتت من كسلها انها بتقوم لحالها لـ وليمة نوعًا ما بسبب اجتماع العائلة مساء اليوم على الفطور ، تعوذت من الشيطان ورجعت تلم المجلة ودخلتها بالرف و سحبت ربطة شعرها وسمحت له يتناثر على اكتافها وظهرها و انسدحت وهي تكثر من الأستغفار و عيونها تتأمل سقف غرفتها وهمست لا شعوريًا : اوافق ؟ ولا ما اوافق ؟
جلست على طول على حيلها ودخلت يدها بشعرها وهي سرحانه : اذا ما وافقت بحط وضاح بموقف سيئ و اذا وافقت بقعد طول وقتي يدي على قلبي لا يصير له شي
واكملت بعبوس : واذا صار له شي ممكن حالتي تسوء وانا مو ناقصه اساسًا!
فزت بهدوء على صوت دريشتها و سرعان ما تجاهلت هالطرقه البسيطة و رجعت تتوه بأفكارها بـ كيف وليش وايش ..
والتفتت بسرعة لناحية الدريشة الي طرقت للمرة الثانية و وقفت بستغراب ، اول ما وصلت لها ازاحت نسبة بسيطة من قطعة القماش المغطى بها شباكها و ناظرت لـ الحارة الي بدأ شروق الشمس الخفيف بطلوعه لـ ينير طرقاتها ، فتحتها اكثر وهي تناظر بتفحص اما ان كان احد العصافير لتبعده او ايًا كان ما يطرق شباكها فهي مستعدة لأرضاء فضولها بسبب المتطفل هذا ..
وسرعان ما ابتعدت شاهقه من الرعب من الظرف الأبيض الي ارتكز على جدارها وغطت نفسها بالقماش الموجود ، بدأ قلبها ينبض اكثر من الخوف من انه احد شافها او شاف الظرف الي جاها بلمح البصر ..
رجعت تسكر شباكها بسرعة و تكلمت وهي متوترة متوجهه لـ سريرها : ليش اتوتر! اليوم الريح قوية اكيد انها سحبت لي ذا النكبه
انسدحت وهي ترتب اللحاف عليها و اعطت ظهرها للشباك وتوسدت رأسها بأياديها واستمرت تتأمل دولابها وهي تقنع نفسها ان هالشي الموجود و المعلق بشباكها مو لها ..
وسرعان ما اغلقت اعينها بقوة وعضت على شفايفها بخوف من رجعت تسمع الطرق على شباكها ..
وقفت بسرعة ومن غير تفكير اكثر سحبت الظرف الموجود بعد مافتحت شباكها ورجعت تسكرها بحركة سريعة وتغطي الشباك زين بـ القماش الي كانت معلقته للصد من اشعة الشمس اثناء وقت نومها ..
رجعت تلم شعرها على كتفها اليسار و هي تتفحص الظرف الأبيض وعاقده حاجبها بستغراب ولا تجهل التوتر في انه احد يدخل عليها و اخيرًا بعد مدة ليست بطويلة قررت تشوف محتوى هالظرف رغم ترددها ..
طلعته بهدوء وهي مميزة الحبر الأسود الي ماهو متواجد في البيوت ، الا بمكتبات الدراسة التابعة لـ قريتهم ، و عقدت حاجبها من بدأت تميز الكلمات اكثر وتقراها بكل هدوء ؛
"
اتعنى لك بـ إرسال هالمكتوب لأجل خاطر تعرفين ما يدور بخاطري و رجائي انك تفهميني اكثر ، اعترف لك اني رجال(ن) اعاني من صعوبات في جيتك لعندي وقربك لي ..
ولكني رجال مستعد احارب الكل على شانك و لكن خوفي يعتليني من ايام عديدة وهواجيس ادمرتني في ان الي احارب عشانها ما تبيني ، اكتب لك وانا كلي دعاء في موافقتك على خطبتي لك ، اعرف ما مريتي فيه و اعرف وش تفكرين فيه ولكن يكون في علمك لو بيجيني ضرر من قربك لي فأنا راضي بهالضرر يا كحيلة العينيين ..
ولعل الي في قلبي اكثر من هالمكتوب ولكني مستعد اتم الأستعداد بالبوح بمشاعري لك وجهًا لوجه لا صرتي حلالي ..
استودعتك الله ، ( سياف ) "
~
سكرت الظرف بسرعة ورمته لا شعوريًا وهي حاطه يدها على قلبها الي بدت تسمع صوته من خوفها وكأن ذاكرتها ردتها لـ ايام سابقة من مواقف حصلت بينهم و اكثر ما يبرز في بالها حكي نوف لها في ان هالشخص يحبها ويبغاها و بالمقابل كانت ترفض هالفكرة بتاتًا و تعصب منها خصوصًا ان نظرتها لـ سياف فقط صديق اخوها الأكبر و العكس صحيح ..
بلعت غصتها من تذكرت ضحك نوف لها وهي تعلمها بموقف البقالة في ذلك اليوم ، وهي تخبرها ان سياف من سمع اسمها وهي داخل البقالة فز بحركة واضحة ، هزت راسها بسرعة تنفض هذي الأفكار وانحنت للظرف وهي تدخله داخل مخدتها خوفًا من انها تحطها بمكان و يطلعونه عيال مزنه ..
ضربت خدها بخفة تصحصح نفسها شويتين ، ورجعت تنسدح وهي تقضم اظافرها بتوتر و شعور غير مفهوم يراودها من بين متى حبني؟ وليش يحبني؟ وكيف جته الجراءة انه يطرق شباكي عشان يعطيني المكتوب؟ وكيف ما احترم وضاح في حركته هذي؟ ..
استمرت بتفكيرها المطول الي ما حست بنفسها بعدين الا انها غاصت بالنوم و يدها تحت مخدتها شاده فيها الظرف الي جاء بوقت غير مُخطط له ..
-
ظهر يومًا جديد ، في قرية بطلتنا " آل ثايب " ..
اخذت بعباتها السوداء هذهِ المرة ولفتها على جسدها بالكامل وناظرت للحوش بنظرة خاطفة وهي تسمع حركة والدتها و الجازي بالمطبخ اما عن ذيب الي كان صوته ظاهر من المحلق مع والدها والأجداد ، زفرت بملل من جوهم الحار و سرعان ما التفتت لوالدتها الي طلعت من المطبخ و وقفت عند عتبة الباب وتكلمت بسرعة : ايه صح ونسيت اعلمتس الفلفل البارد لا تنسينه وانا امتس جيبي كمية وفره
نوف بهدوء : يمه تكفون تأكدوا انكم اعطيتوني كل الي تبغونه ماله داعي تطلعوني كم مرة بهالشموس
تقدمت لها وهي مبتسمة و ربتت على كتفها بيدها اليمين و اما يدها اليسار اكتفت ممسكه بـ المغرفه : والله يا بنيتي هالكسل شكله من حمالتس ولا وين نوف الي رايحه جايه من زود الحركة
ضحكت بخفة اول ما تذكرت تصرفاتها و من بينها تغطي شعور السوء الي تحسه من ينجاب طاري هالحمال الي مثل الهم و الثقل على قلبها وكأنها تتذكر ليلة امس مع والدها ..
قبل ساعات من هذا الحدث :
لمت شعرها المبلل على جنب وبدأت بتمشيطه بهدوء وهي تسمع طرقات بابها الهادئة وتكلمت بهدوء : تفضل
انعكست هيئته بالمرآة و ابتسمت من سمعت صوته الهادئ : فاضيه؟
نوف بسرعة : ايه يبه امر وش تبي؟
دخل لغرفتها وسكر الباب وهو يتفحص الغرفة وجلس بجانبها وهي ترتب الكراكيب الي حولها وتكلمت بإحراج : طلعت اغراضي قلت ارتبها مادريت انك بتدخل
ابو الجازي بهدوء : خذي راحتس وانا ابوتس بس اني جاي بحاكيتس في موضوع
وابتسم بحنان واردف بقوله : وانتي عارفه من رجعتي ما حصلت لي محادثة على انفراد معتس
اعتدلت بجلستها بجسمها كله وتكلمت بفضول : وضاح قالك شي؟
ابو الجازي هز راسه بـ النفي : لا بالله .. وانا ما جيتس الا لأنه ما تكلم
وتكلم بجدية : يابوتس ابي اعرف انتي حامل ولا لا؟
بلعت غصتها وتكلمت بخجل : ليه؟
ابو الجازي بستغراب : وكيف ليه! .. اذا حامل ننتظر لين تولدين ونطلقتس واذا لا اروح اكلمه اشوف له صرفه ليش معلقتس لـ هالحين!
انحنت براسها وهي تناظر اصابعها والخجل ماكلها بطريقة غريبة وهمست : ما ادري
ابو الجازي تنهد بنفاذ صبر : الله يجيرنا من الي يدور براستس يا بنيتي
وتكلم بجدية : وهذاني احذرتس من طفاقة اول .. اعقلي
نوف بذهول : ما افكر بشي والله! قاعده اقولك الصدق هالمرة ما ادري اذا حامل او لا
وقف خارج من الغرفة وتكلم بهدوء : اجل الأيام كفيلة بالجواب
والتفت عليها بنظرات حازمة : صح ولا انا غلطان؟
نوف بغصه : صح يابوي صح
~
نفضت راسها بسرعة اول ما لاحظت انها لحالها بالحوش غايصه بهواجيسها تحت هالشمس الحارة ، ونزلت برقعها بسرعة وطلعت وهي تسكر الباب خلفها وفي بالها خطة متوجهه لها اول شي ، ولكن لبعد منزل هالأنثى عن منزل اجدادها اضطرت تأخذ احد هالعربات الناقله وبدأت تناظر الكل مابين نشيط يحرج على بضايعه ومابين تعبان من حر هالشمس و عطش الصيام ..
ولدقايق وقفت قبال منزل صغير يدل على تواضع سُكانه ونزلت وهي تضع القرش بمكانه المخصص للعربة و بدأت ترفع عبايتها على رأسها وزفرت بتوتر وهي تطرق الباب لعدة مرات ..
بدأت تتلفت بالحارة الهادئة و همست بتوتر : يلا يا ام عتيق يلا تكفين مو وقتك تتأخرين
فزت بسرعة اول ما سمعت صوت الطفل الي يتسأل عن الطارق : مين؟
نوف بسرعة : انا نوف يا سالم نوف
سالم بستغراب : ما اعرفك
ابعدته عن الباب وتكلمت السيدة الكبيرة وتكلمت بفضول : من انتي؟
نوف بحسرة : يوه ام عتيق انا نوف
ام عتيق بخوف : من نوف! ما اعرف وحدة بهالأسم
نوف بتذكير : اخت الجازي بنت نورة و فالح
لاحظت سكوتها الطاغي ورجعت تذكرها اكثر : قبل كم سنة جايين مع امي بالجازي تفحصينها ان كانت حامل و..
ام عتيق بحدة : ما اعرف احد ولا احد يجيني يلا دربتس خضر يابنتي لا عاد تقبلين علي
حست بصوت خطواتها تبتعد عن الباب ورجعت تقرب للباب وتكلمت بحسرة : ام عتيق! تكفين طلبتك هالمرة بس ابغاك تساعديني
خنقتها العبرة واكملت : بس ابغى اعرف هالجواب منك و اوعدك محد يدري عن هالشي وشوفي جايه لحالي!
ابتعدت عن الباب خطوة وحنت براسها بيأس من الهدوء الي صار يبادلها بالمنطقة و هي عارفه ان ام عتيق وقفت هالشغله بسبب اتهام البعض بالسحر والمشاكل الكثيرة الي تراكمت عليها بالسنوات الي فاتت لـ تضطر تعتزل عن هالمهنة و تنجي بنفسها ..
مرت خمس دقايق على وقفتها هذي وزفرت بملل والتفتت بتمشي بعيد عن هالمنزل الصغير و سرعان ما التفتت على صوت الباب الخشبي الثقيل الي انفتح وابتسمت بسرعة وهي راجعه له : اقدر ادخل؟
ام عتيق بحزم : ادخلي
ابتسمت اكثر لا شعوريًا ودخلت وهي تتأمل سالم الصغير وهو ممسك بيد جدته ، وانحنت له وهي تناظره بذهول : سلوووم! كبرت يا ماشاء الله
مشت ام عتيق وهي تسحب ارجلها الثقيلة وتكلمت بحزم : وش عندتس؟
نوف وعيونها على سالم الي بدأ يتنقل بالبيت للعب وتكلمت بهدوء : ابغى تعرفين اذا حامل ولا
لفت عليها وناظرتها بتفحص : افصخي برقعتس و عباتس وامشي عندي
سوت الي املته عليها وانسدحت قريب منها وهي تتأمل ملامح ام عتيق المحتدة وتكلمت بهدوء : وش؟
ام عتيق بنرفزه : انا امداني اشوف عشان تسألين؟
نوف بفشله : خذي راحتك
ما مرت دقيقة الا وساعدت نوف على النهوض وتكلمت بلا مبالاة : مبروك
ارتخت ملامحها بصدمة وتكلمت بتأكيد : حامل؟
ام عتيق : و المبروك تجي على بطن فاضي مابه جنين يعني؟
ولفت تسحب قطعة القماش تسمح يدها من الزيت وتكلمت بسرعة : وانا اشوف ان مالتس شهر حامل يعني انتبهي على حمالتس كانتس تبينه
اخذت عبايتها وبدأت تلبسها والغصه بحلقها وقلبها وتكلمت بحسرة : جد؟
ام عتيق بنفاذ صبر : يابنتي فكيني من المشاكل ترا مالي الا هالحفيد وهالبيت لا تشتتيني منه خلاص قضيتي وخذيتي جوابتس يلا استري عمرتس وانا امتس واطلعي وانتي كاتمه هالسر لا تفضحيني قدام العربان
نوف بسرعة : لا لا! مستحيل اتكلم
وقفت وهي ممسكه بـ شنطتها القماشية وطلعت منها كم قرش وحطته بيد ام عتيق وتكلمت بسرعة : هذي لك
ام عتيق بحدة : خذيها مانبي منة احد
نوف بصدمة : افا! لا بالله انك تاخذينها ولا مالي طلعه من بيتك
تأففت بملل من إصرار هذهِ الفتاة وقبضت يدها على المبلغ و وقفت وهي تأشر لها : تفضلي
توجهت للباب وهي مبتسمة و تلبس برقعها وتعدل غطاتها وبمجرد ما طلعت وتسكر الباب خلفها تلاشت هالأبتسامة و تغورقت اعينها بالدموع من حسرة مافيها ، تجنبت هالبيت وجلست منحنيه على نفسها وهي تضرب صدرها بقوة : الله ياخذك الله ياخذك هذا الي كنتي تبينه
بعد بكاء دام لدقائق و دموع حارقه تنجرف على خدها وتبتل برقعها مسحت دموعها بعنف وهي تتذكر تفاصيل الحياة الي عاشتها الجازي و طفلها ذيب و هالمرة بتعيشها هي ايضًا! ، ولكن الفرق هِنا هي المتسببة بهالزواج بعكس الجازي الي جلبها النصيب لـ شخص غير مسؤول ..
مرت دقايق ودقايق على بكائها وحيدة في هذهِ الحارة الهادئة الي هجرها الكثير من انتشرت اشاعات " ام عتيق ساحرة " ..
وقفت واخيرًا تستجمع قواها في محاولة تذكر طلبات اهلها ما عاد تقدر تتأخر اكثر من كذا ماعاد بيكون لها عذر امامهم ، طلعت من الحارة وكالمعتاد ركبت اول عربة و دخلتها بدقايق بسيطة لـ سوق القرية وهي تشوف عجة وصخب الجماعة و عيونها على الكبينة المتوسطة هالسوق و حاسه برغبة غريبة في انها تتصل على الرقم الي حفظته ومستحيل تنساه ، ولكن قطع سرحانها صوت الرجل وهو يعطيها خبر بوصولها من لاحظ هدؤها وعدم نزولها ..
-
بنفس التوقيت ، في قرية "آل هازع "
عند عزوف و رواف ..
سحبت القدر منه بحركة سريعة وتكلمت بعصبية : اما انك تساعدني ولا اطلع الله يرحم والديك مالي خلق ارتب وراك يا رواف!!
رواف بستغراب : هدي طيب ماله داعي ذا الصراخ
وقف وهو يرتب ما بعثره على الطاولة وتكلم بهدوء : وبعدين انا مستأذن من الورشة عشان اساعدك ، اني داري العايلة اليوم كلها ملتمه
التفتت لناحيته و حطت جيك العصير فوق الطاولة وزفرت بهدوء وناظرته : رواف
تمتم لها وعيونه على ما كان يشغله : همم
عزوف بهدوء : تشوف الحياة معاي شقيه؟
صنم بمكانه من غرابة سؤالها ، ورفع راسها لها وهو يتأمل عيونها وتكلم بستغراب : وش هالحكي الي تقولينه؟
رفعت اكتافها بعدم معرفه وتكلمت ببراءة : ما ادري! بس اني صحيت اليوم وانا فيني تساؤل اذا الكل حولي مرتاح معاي ولا اني انسانه اشقي الواحد و ارهقه لدرجة انه يختار الرحيل بنصف الطريق
فهم مقصدها على طول وهو يسمع صوت التليفون الي يرن برا بالحوش و صوت مزنه الي بدأ يرتفع لمناداة عزوف ..
وابتسم بسخرية لتلطيف الجو : اذا فيه احد صحبته شقيه فهي الي تناديك الحين
وزفر وهو يتكلم : ما اقول الا الله يصلحها
عزوف بهدوء : ما عمري سألتك سؤال وجاوبتني دايم تتهرب
رواف ضحك بوهقه : اقول روحي روحي لمزنه ومدي لي هالسكينه خليني اقطع على ماتجين
سحبت كل شي لناحيته وبدأت بتوجيهه فيما يفعل بالخضروات ..
طلعت من المطبخ وعيونها على وضاح الي كان ماسك سماعة التليفون و واضح علامات الضجر من ملامحه ولكنها فضلت السكوت و التوجه لـ مزنه ..
اما عن مزنه الي كانت بمنتصف الحوش ، وتكلمت بصوت مسموع وهي تناظر لـ وضاح : الا ماقلت لي سياف واخته ميساء بيجون اليوم؟
التفت يأشر لها بالسكوت و بوزت متملله وسرعان ما ناظرت لعزوف الي انخطف لونها وتكلمت بعصبية : ساعة انادي!
تأتأة بالرد من ذكر اسمه في هالتوقيت تحديدًا و بلعت غصتها من شافت وضاح سكر السماعة واتجه نحوها وتكلم بعصبية : مزنه! تشوفين السماعة مرفوعه طوالة هاللسان كلها وش له!
مزنه بستغراب : وش اني قايله يا كافي! كلها سؤال اذا بيجون ولا ماهم جايين
زفر بملل وحط اياديه على خصره وناظر لعزوف الي ماكانت على بعضها وتكلم بهدوء : فيك شي؟
عزوف بتوتر : ها! لا .. بس جايه اشوف وش تبي اختك
مزنه بعصبية : ا..
قاطعها بحزم ورجع يناظر لعزوف : روحي خلصي شغلك مع السبك الي بالمطبخ وخلي مزنه علي ، لا تشغلك
ضحكت من غير شعور من جديته بالحكي واسلوبه ونظرات مزنه المذهوله ..ابتسمت وكأنها تناست توترها من سيرة سياف : ابشر
رجعت عزوف للمطبخ ، و اعتدل وضاح بجلسته امام مزنه وهو يلعب بسبحته : ايه وانتي بعد وش عندك؟
مزنه بفضول : منهو الي يحاكيك بالتليفون؟
وضاح ببرود : وش شغلك؟
مزنه بقهر : كانهم عيالي علمني يـ ..
وضاح بجمود : ماهم عيالك تطمني وبعدين اتركي البنت من كثرة الطلبات تراني ملاحظك كل دقيقة مناديتها ، وانتي عارفه انها مشغولة ..
وأشر بالوسطى والسبابه بحزم : كان فيك حرش لا تنسين اني موجود و رجلك سليمة اخليك تهرولين هالحوش رايح جاي
ارتفعت نبرة الأستنكار من خلفه بـ : هـــاو! وش انك تقول لأختك يا وضاح!
ضحك بضحكة تسليك لوالدته وعيونه المحتدة تناظر لـ مزنه : استهبل معها يا يمه .. استهبل
واختفت ابتسامته بملامح غريبة مافهمتها : صح ولا لا؟
مزنه بخوف : ايه
وقف وهو يرتب شعره المبعثر وتكلم بهدوء : انا طالع ساعتين وجاي ..
جلست والدته بهدوء وزفرت بتعب : بسلامتك يا وليدي .. بس انتبه تتأخر عن الفطور
وضاح بهدوء : ابشري
مشى متوجهه لـ باب الشارع و ابتسم من اصوات رواف وعزوف من المطبخ الي واضح كل واحد متوهق بالثاني ، و الأكيد ان اخطاء رواف فادحة ..
-
بعد آذان المغرب ، في قرية بطلتنا ..
في بيت ابو فيصل و اطفاله ..
~
نزلت ريناد من السطح وهي شايله الطشت الكبير وعيونها على سلطان اخوها ، وتكلمت بملل : سلطان بالله عليك من صحيت من نومك وانت مريح وجالس! قم ساعدني لا تصير ثقيل دم كذا
سلطان ببرود : امس كرفت لين طلع التعب من اذني خليني اريح لي هاليوم
التفت عليها وهو يناظر منظرها المُبعثر ، وضحك بقوة من صدمته وأشر لها بستغراب : ورا شكلك كذا!
رمت الطشت على الأرض وبدأت بترتيب شعرها بخجل : وش يعني! شايفني راقيه نازله عشان انشر الملابس اكيد بيصير كذا شكلي
سلطان بضحكة: لو ادري هذا شكلك كان ساعدتك بس الشكوى لله
عبست بوجها له ، والتفتت لشيخة الي طلعت من المطبخ وهي ماسكه ظهرها وتكلمت بتعب : ليتني ولد يا ريناد ، اذا بغيت انحاش من شغل البيت اصرف ان عندي شغل واستغل طلعتي بالقعده بذا المقهى
دخل ضاري للبيت وهو شايف هالثلاثي متواجدين بالحوش ، وتكلم بهدوء : امي وين؟
ريناد أشرت ببرود : بغرفتها
مشى متعديها و سرعان ما وقف خطوته والتفت لها بسخرية : شكلك اليوم تحفة
ريناد بعصبية : تحفه لأني قاعده انشر ملابسك يا قليل الحياء ولا لولا الله ثم انا ماكان لبستها وهي زاهيه بريحتها الزينة
انحنت للطشت واخذته بحركة سريعة وتكلمت بحدة : واساسًا زين مير هاجر طردتك ، كفوك وحدة تجي تمش خشمها بثيابك ما تنظف وراك
دخلت بسرعة لداخل البيت تاركتهم مذهولين من مبالغتها بردة الفعل ، وهي كالعادة مع ضاري مناقر ومحارش ..
سلطان فز بمكانه : اح اح وش فيها شبت فيك!
ضاري بستغراب : اندري عنها
شيخة بهدوء : انها المسكينه تعبانه اليوم و تعبت زيادة من الدرج الي رقته حول سبع مرات عشان تشيل الطشت بثقلة من الملابس المبتله
ضاري بحدة : وانت قاعد ليه ما ساعدتها!
وقف سلطان بسرعة وهو يلبس زبيرياته وتكلم بتوتر : على العموم انا طالع لأبوي عطوا امي خبر
ركض للخارج تحت انظار ضاري الغاضبة ، بطبعه ما يحب خواته يشيلون الثقيل و مادام العيال موجودين فهم اولى في انهم يحملون هالوزن وهالثقل والباقي يكون على البنات ..
قطع سرحانه صوت ضحكاتها من المنزل الأخر ، وكأن قلبه فز من مكانه من حصل الي حصل وهو ما سمع لها حس ولا حتى لمحها ، كانت هادية بشكل مُريب على غير عادتها ..
هو شاطر بالمراقبة من بعيد لبعيد فكان على علم بخرجاتها ورجعاتها للبيت او حتى انه يلمحها بالصدفة بحارتهم ..
استوعب وقوف شيخة امامه وهي مدخله اياديها بجيبوها ومبتسمة ابتسامة غريبة : هاا! كأن بعض الناس ضاعت علومه
وتكتفت وهي تحاول تستفزه : وبعدين وش يدريك انها ضحكتها؟ يمكن اختها لا تنسى ان عندها اخ..
ضاري بحدة : اقطعي هالحكي الماصخ وقلة الحياء وامشي من قدامي يلا!
تلاشت ابتسامتها وتكلمت بنرفزه : وع صدق! الواحد ما يمزح معك انت
تأففت بملل و لحقت ريناد ، اما عنه توجه لغرفة والدته الي كان يصدر منها صوت عذب يرتل القرآن بكل هدوء ..
فتح الباب و اخطأ خطواته للداخل و تربع امامها ببعد مسافة بسيطة وانتظرها لحد ما خلصت ، وسكرت القرآن بهدوء وناظرته بستغراب : وش فيك؟
ضاري بهدوء : بحاكيك في موضوع الحين قبل يجون عيالك القلق ويشغلونا
جنبت طاولة القرآن الصغيرة من امامها وفصخت جلالها وهي تناظره بستغراب : ايه يا وليدي امر وش انك تبي؟
ضاري بتردد : ابغاك ترجعين تخطبين بنت العم ابراهيم .. هاجر
عقدت حاجبها بستغراب : صادق انت؟ تو البنت رافضتك
ضاري هز راسه : ايه ماعليك يمكن انها استعجلت بالرد ، ارجعي مرة ثانية واذا ماودك انا بكلمك ابو..
قاطعته بسرعة : لا لا! وش تكلم ابوها بيقول وين اهلك
اعتدلت بجلستها وتكلمت بإمتعاض : خلاص انا بروح مع هياء اختك ان شاء الله واخطبها ثاني
وتكلمت بزعل : رغم اني والله ماودي افتح سيرة تسكرت بس الشكوى لله
ضاري ببتسامة : اني داري نفسك عزيزة بس دام الموضوع يخصني ، ماعليه انا سامح ومتفهم موقفها
ورجع يتنهد : بس انا ودي في هالبنت
ام فيصل بضحكة : عشتو! عشانها رفضتك حطيتها في راسك يعني ولا كيف؟
ضاري بمزاح : تقدرين تقولين
ام فيصل ضحكت بذهول : يمه منكم يا هالرجال! ما تتقبلون الرفض ابد
حطت يدها على يده وتكلمت تطمنه وهي مبتسمة : بس خلاص مايصير خاطرك الا الطيب
وأشرت بسبابتها وهي تضحك : بس هااا! اذا رفضت مشكلتك ماهي مشكلتي!
ضاري بهدوء : لا بأذن الله ان هالمرة خير وبتوافق
وقف على حيله وهو يزفر بتعب : ويلا عاد انا بريح لي شوي ، اليوم انهلكت مع فيصل وصالح
ام فيصل بهدوء : زين زين وانا امك بس لا تغط بالنوم ، لأن بعد شوي بنجتمع على القهوة والشاهي و الحلا الي يحبه قلبك شيخة اليوم ماقصرت
ضاري ببتسامة : ابشري
طلع من غرفة والدته وهو حاس بشعور جميل يجتاح قلبه ، ما يدري ليه ولكن دامه حط هالبنت في راسه فهو بيجيبها بالطيب ولا بالغصب والأيام كفيلة تعلمها انها كانت مع الخيار الصح بغض النظر عن اسباب قبولها له و الزواج به ولكنه متأكد ماهو بالسوء الي هي تعتقده من مواقف اساؤا الظن فيها في بعضهم ..

يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن