Part 29

2.4K 67 9
                                    

-
قرية " آل ثايب "
خلال الساعات القليلة ما قبل نوم الفتيات ..
كانت خلود تغسل المواعين و سوالفها ما وقفت الي تبين مدى فضولها وتملل البقية من كثرة الشغل الي راكموه على انفسهم طوال اليوم و اضطروا يوقفون هالوقفه بالمطبخ لـ ترتيبه ..
خلود بفضول : بس بنات هزاع ياخي غريب! فز على طول طلع المشكلة محد لاحظه
هاجر وعيونها بالبيالات الي كانت تمسحها وتمدها للجازي وتدخلها بالدروج : الصدق واضح انه ماكان يدري وانصدم ان مشاري ماعلمه وانتي عارفه يعني مشاري قريب مره منه
و وجهت عينها على الي كانت بالأرض ومقابله الدروج : ولا صح يا الجازي!
الجازي ببرود وهي ترتب : والله مدري عن اخوكم الي اعرفه اني ابتلشت بواحد"ن" جديد الله يعيني و يصبرني
وتكلمت بأنفعال مفاجئ : يعني الكل يدري ما ابغى العرس! والا غصب يالجازي تزوجي!!
هاجر بضحكة عفوية : اح وش ذا العصبيه! والله اني قبل كم يوم توقعتك تبين العرس من هزاع بس دام ذي ردة فعلك عن العرس بشكل عام واضح انك عايفه بالمره!
سكرت الماء بسرعة ولفت عليها بصدمة : عرس من هزاع!!
هاجر وعيونها على خلود وتكلمت بملل : انتي كملي غسيل خلينا نرجع لبيتنا بسرعة تلقين امي مانامت تنتظر
خلود قربت للجازي بصدمة : صدق انتي تبين تعرسين على هزاع؟
الجازي بستنكار: يابنتي صاحيه انتي و اختك! اتزوج هزاع؟ هذا ما يواطني في عيشة الله وما يناديني الا المطلقة الي خربت بيتها ويتمت ولدها
خلود بعبوس : حرام عاد ترا هزاع صح ثقيل دم بس قلبه طيب واضح ان حال ذيب مضايقه فقاعد يوصل هالشي بطريقة خطأ
هاجر بسخرية : ياي!!! قلبك طيب مرة انتي
وتكلمت بعصبية : نظفي نظفي بس خلينا نخلص بدري قبل تجي الساعة ١٠
تأففت بملل واتجهت لبقية المواعين وبدأت تغسل وهي تسمع سوالف هاجر و الجازي على نفس الموضوع لحد ما انحدر لـ نوف وحالها ..
ولفت على طول اول ماسمعت خطوات ارجله الي تميزها من خفتها وتنحنح وهو ينادي : يـابـنـات!
خلود بسرعة : لا تدخل الجازي ماعليها غطوه
هاجر بصوت مسموع : يلا بقى شوي وبنطلع
هزاع بتعب : ترا وراي نومه بدري ودوام اخلصوا علي!
الجازي بصوت منخفض : اطلعوا له انا بكمل الباقي ماعاد بقى شي فكوني من شره لا يحطها فيني الحين
هاجر بهدوء : طيب
وناظرت لأختها : يلا مشينا
طلعوا الثنتين وهي تسمع اصواتهم يودعونها لحد ما تسكر الباب و زفرت بملل وبدأت ترتب البقية بسرعة لأجل تروح لـ ذيب تطمن عليه و لأجل ترتاح ايضًا من اليوم الطويل الي ختمه جدها بـ خبر غير مُحبب لها ..
مرت الربع ساعة و النصف ساعة ، لحد ما اكتملت ساعة كاملة وقفت وهي تمسح اياديها بقطعة قماش وحطت يدها على ظهرها بتعب : الله يكتب اجري
شهقت بخوف اول ماسمعت صوته ينبها بالغطوة و تكلمت بسرعة : برقعي برا يا هزاع لا تدخل!
هزاع بجمود من خلف الباب : ماني داخل ارتاحي
الجازي بستغراب : البنات ناسين شي!
عم السكوت لثواني لـ تعاود بالسؤال بنفس نبرة استغرابها : هزاع! البنات ناسين شي؟ وش فيك راجع؟
تكلم بغصه توضح مدى ألمه من ماضي موجعه للحد الي وصله للكره و البغض لبنت عمه : تذكرين بالبقالة لما قلتي لي انك مانسيتي كلامي لك وانتي حامل في ولدك؟
الجازي بتوتر من ان جدها وجدتها يسمعون : مو وقته! ابدًا مو وقته تفتح هالموضوع بهالوقت بالذات وبعدين الموضوع صار وانتهى جايني بعد كم شهر تذكرني بكلامي ليه!
كمل حكيه ببرود وهو عارف سبب خوفه من جدانهم لا يسمعون و اردف سريعًا : كانك ما نسيتي كلامي هذا انا مانسيت كلمتك لي قبل زواجك من علي
عقدت حاجبها بستغراب وقربت خطوات لناحية الباب وتكلمت بصوت منخفض يعتليه الخوف : وش اني قايله لك! وبعدين ليش جاي تفتح لي ملفات قديمة الحين؟
بدأت يسرد لها مواقف عديدة توضح لها مدى حُبه وكثرة تلميحاته ايام المراهقة ..
بدأها بـ :
لما كنت بعمر الـ ١٩ كنتي ام الـ ١٨ سنة كنت اشوف الخطاب حواليك قلت لك يابنت العم لا تتزوجين لأني بجي اخذك بنفسي من عمي فالح تدرين وش رديتي؟ ضحكتي لي وقلتي ابشر يا هزاع انت بس اكبر شوي وتعال
تشققت من الفرح بوقتها لأني انسان تعبت المح لك وانتي تتجاهلين ومن وضحت لك مشاعري ماكان الرد الا بلسم يشفي كل جروح خاطري الي جهلتيه ..
وتكلم بغصه توضح ضعفه : تقدمت مرة و مرتين وعشر وعمي كان ماخذني اخذت واحد"ن" طايش في مراهقته واعطاني كلمة مثل كلمتك
كمل حكيه بضحكة سخرية فيها خنقة العبرة : اكبر يا هزاع وقتها فيها الف حلّال استهان فيني سنين لحد ماجاء الي ما يتسمى وتقدم لك و انتي ام الـ ٢٣ سنة و وافقتي على طول! كسرتي مجاديف رجال اعتمد على عمره طوال هالسنين عشان يثبت لأبوك انه قدها وكسر مجاديفي عمي لما سعى لزواجك بكل فرحة متناسي ولد اخوه الي كان على بابه معلق لسنين ويحاول عشان ياخذ بنت عمه
وبانت نبرة القهر من جديد وكأنها شخص اخر ماهو المكسور قبل ثواني : وجيتك ركض قلت يالجازي انا ابيك! وين وعدك لي؟ لا توافقين عليه وتدرين عاد هالمرة وش رديتي؟ ضحكتي مثل ضحكتك الأولى ولكن كلامك تغير وقلتي لي ؛ يا هزاع لعب البزران راح و الرجال سبقك وانا وحده امشي على شور ابوي
سكت لثواني يلفض انفاسه بصعوبة من كومة الحسرة الي اجتمعت بصدره ، وتكلمت الجازي بسرعة ..
الجازي بزعل : والله اني ما اتذكر!!
ضحك بسخرية رغم الألم : ايه ما تتذكرين! بس تتذكرين كلامي وقت حملك
لفت طرحتها على شعرها ورفعت باقي الطرحة لنصف وجها بحيث تطلع عيونها وطلعت له بسرعة وهي تشوف ملامحه الغاضبة و الأرهاق الواضح عليه وتكلمت بتوتر وبصوت منخفض: والله مادريت انك خاطبني!
شافت سكوته وهو يتأمل عيونها وكملت بنفس نبرة الندم و تأنيب الضمير : قلتها عمري ١٨ بزر! رديت عليك حسبتك تستهبل مادريت انك صادق فيها حتى تلميحاتك والله العظيم احلف لك بذيب ولدي اني ما كنت منتبه لها كنت اشوفك ولد عمي الي من كبرت تغطيت عنه وبعد المسافات بينا تخليني اشوفك من متى لمتى!
هزاع ببرود : مالك مبرر عندي
الجازي بتأكيد انفعالي : الا لي مبرر! اعطيتك كلمة وانا بزر و طول ما كنت تخطبني ابوي ما فاتحني بالموضوع ولا انت بنفسك قلت لي انك خاطبني اكثر من مرة قبل ابو ذيب!
وتكلمت بقهر وهي تأشر له : انت مستوعب انك قاعد تحاسبني على شي مضى عليه سنين! قاعد تعايرني بشي تأذيت منه و..
قاطعها بجمود بعيون تلمع : هذي حوبتي فيك والله من دريت بطلاقك وانا عارف كل مجهودي الي سعيته عشان اكسب رضى عمي ماراح عبث! اثمر بطلاقك و اذيتك
بدأ يضرب صدره بعنف : هالقلب الي علقتيه فيك سنين ما ارتاح لحد ما شفتك ذقتي ما ذقته يابنت العم
لف بسرعة للخروج من شاف ان الحديث طـال و طـال! وهي واقفه امامه بكل شموخ و تبرر لـ تصرفاتها الي عشمته فيها لسنين..
لحقته بنفس خطواته وهي تناديه بصوت منخفض : هزاع اصبر! خلني اتكلم معك!
لف عليها بسرعة وتكلم بقهر : كنتي تبين تعرفين ليش اكرهك وهذاني جيتك وسردت لك كل شي ودام انك ماعرفتي خطاك للحين و واقفه تعاتبين وتحطين اللوم علي لهنا يوقف هالموضوع و يتسكر
طلع وسكر الباب بقوة خلاها تسكر اذانيها بأياديها بخوف وهي تتلفت لأنحاء البيت وقربت بخطوات بطيئة لغرفة اجداها لتخطف نظرة سريعة وطلعت راسها وسكرت الباب بهدوء وهي تزفر براحة من وضعهم الي يوضح انهم غايصين بالنوم ، وسرعان مادخلت للداخل وهي تضع يدها على قلبها وتبكي بحرقة وتهز راسها بالنفي : والله ما دريت يا هزاع والله مادريت!!
دفنت وجها بالمخدة وبكت بحرقة اكثر و اكثر من كل الي سمعته منه ومشاعرها الي تخبطت من انها كانت بريئة او مخطيه في حقه فعلًا!..
-
بداية يوم جديد على شخصياتنا ، و تحديدًا في قرية " آل هازع "
خلال الساعة الثامنة و النصف صباحًا ..
اعتلت اصواتهم فجأة و واضح الضجر و العناد في نبرة كل وحده منهم ، اخذت البيز و ضربته على وجها بحركة سريعة وصرخت بصدمة : انا تضربيني!!
عزوف بأنفعالية : عن حركات المبزرة! السطح له اسبوع ما تنظف و الحين بالذات دوري بالطبخ يعني السطح عليك
نوف بغضب : السطح ماراح انظفه! تبين الشمس تصقعني وانا حامل؟
عزوف بنفس الأنفعالية : تونا بدري حتى الشمس ما امداها تحتر بدال هالأزعاج الي مسويته كان قدك خلصتي وجلسي انتي و الي ببطنك اشغلتينا فيه
دخلت عليهم بالمطبخ وهي حاملة طفلها عبدالله على خصرها وناظرتهم بإشمئزاز : وش علتكم من صباح الله!
صفقت بيدها وتكلمت بملل : يالله صباح خير انتي وش جابك؟
نوف بستغراب : من فتح لك الباب!
مزنه بعصبية : خليت ولدي ينط الجدار عشان يفتحه ولا انتوا من اصواتكم الي اسمعها من الشارع عرفت ما منكم رجى انكم تفتحون لي
نوف بسخرية : حتى لو سامعه ماراح افتح لك
تقربت عزوف منها وتمسكت بأكتافها وضحكت بتصريفه وهي تطلعها خارج المطبخ : يلا يا نوفي يلا على السطح
نوف بملل : يابنت الحلال اتركيني مافيني حيل لسطحكم
عزوف بتأكيد : سطحنا ، سطحنا كلنا لا تنسين انك ام ولدنا الجديد
تأففت بملل وهمست بينها وبين نفسها : يا من شرا له من حلاله علة
عزوف قربت لها بعدم فهم : وش قلتي؟
ابتعدت عنها وتكلمت بسرعة : خلاص بنظفه لا تشغليني
ابتسمت وانحنت لأحد الرفوف الطينية وطلعت مكنسة الشعر الخشبية ومدتها لها وبمجرد ما اخذتها صعدت فوق ..
لفت عزوف على صوتها الناعم الي كان يمليه الفضول : خالتي وين جدتي؟
عزوف : من تعب عرس امس افطرت ورجعت تكمل نومها
وضيقت عيونها بستغراب وكملت : و انتي وش تسوين؟
رفعت دفترها وقلمها وتكلمت بهدوء: ادرس بكره عندي اختبار
عزوف ببتسامة : الله يوفقك حبيبتي خلاص ذاكري زين
مرت من خلفها مزنه وتكلمت بستنكار : مدري وش له ذا الأجتهاد خلاص من عرفتي الحروف والأرقام مايحتاج تكملين
عزوف غمزت لها بمعنى تجاهليها و اكمل كل واحد شغله ..
ومن ناحية اخرى في اعلى المنزل ، كانت رافعه وشاحها الوردي على نصف رأسها و بجلابيتها البيضاء المطرزة بالفضي رافعتها لنصف ساقها اولًا عشان ما تتوصخ بهالغبرة و ثانيًا لمعرفتها ان رواف خارج البيت وسرعان ما ابتسمت من خطوات المشي على الدرج و اعتدلت بوقفتها و تكلمت بسخرية : يازين الي جت اكيد بتنظفين بدالي
تلاشت ابتسامتها اول ما طلعت لها هالشيطانة وعلى ملامحها عبوس مخيف وتكلمت بحقد : يقولون انتس حامل؟
ابتعدت عن اطراف السطح لأجل الجدار القصير الي ماتبي احد يلمحها من الي بالشارع وكملت حكيها متعمدة تقهرها : ايه ابشرك حامل وبنت "آل ثايب" هي الي حامل بولدكم و لا ببنتكم وش بتسوين يعني؟
قربت منها بسرعة وابتعدت نوف للخلف من هجومها المفاجئ وهي تسمع نبرة القهر بصوتها المنخفض : اقسم بالله لو ما تطيحينه ما يصير لك طيب!
دفتها بعيد عنها من حست انها قربتها للحافة وبدأت تشوف الرايح و الجاي وتكلمت بعصبية : وخري عن وجهي!!!
انعمت من الغضب وكأن افكارها الشيطانية بدأت تقودها من لاحظت اندفاع نوف بالهجوم وتقدمت لها بسرعة ودفتها برجلها على بطنها للخلف بأقوى ماعندها لدرجة شافتها لوهله وكأنها طايرة بالهواء و اختفت عن نظرها وهي تسمع صوت ارتطام عنيف بالأرض وبدأت الصرخات تتعالى بشكل مخيف..
حطت يدها على فمها بخوف لثواني وتراجعت للدرج الي نزلت من خطوة خطوة من احد يلمحها وركضت بسرعة جنونية لأقرب غرفة ..
من ناحية اخرى قبل دقايق قليلة ..
اول ما خلصت عزوف حديثها مع سارة و غمزتها لها بأنها تتجاهل والدتها اتجهت للمطبخ وبدأت بتجهيز مكونات طبختها ، عشان تبدا بعدها بساعات بالتجهيز السريع وترتاح ..
دخل عليها وهو يعدل شماغة وناظرها ببرود : وينها؟
فهمت مقصده وابتسمت : تنظف السطح
مدت له الخيارة وكملت حكيها : كلها دامك ما افطرت
وضاح بهدوء : لا عليك بالعافية انا رايح افطر عند سياف
طلع لبرا ولحقته بسرعة ونادته بتردد : وضاح
لف عليها وهو ينتظرها تكمل حكيها ..
عزوف بتردد : ياليت حكيي امس ما يسبب مشاكل بينك وبين نوف ترا المسكينه ماسوت شي بس انا الي لساني امس مدري وش فيه بلبل ما سكت ابد و..
قاطعها بهدوء وببتسامة تسليك : ولا يهمك ماحصل الا كل خير
طلع وهو يسكر الباب وعيونه على الماره القلة الي مروا بالحارة و بادلهم السلام بكل هدوء ولكن سرعان ما سقط جسم يبعد عنه بمسافة قليلة من السماء ومن فزته المُرعبة طاح بالأرض وهو يتأمل صاحبة هذي الجثة المألوفة و الدم يخرج من فمها ..
تعالت اصوات الي شاهدوا هذهِ الحادثة ، وقرب لها بتردد وهو يبعد شعرها عن وجها ..
صرخ صوت الرجل كبير السن بحزم : شــــلهـــا!!!!!
رجفت اطرافه من منظرها وما عاد له القدرة انه يحملها اول ما لاحظ خروج اهل بيته الي بدأوا بالصراخ و الخوف و عزوف الي تقدمت لها وهي تحمل رأسها على افخاذها وتبكي بشكل هستيري : نـــوف!!! نــوف!!
حركت راسها بطريقة سريعة وهي تسحب العباية من ساره وغطتها وضربت وضاح المتجمد بأقوى ماعندها بشكل متكرر لـ يستوعب الي حصل وهي تبكي : المستشفى المستشفى يا وضاح!!!!!!
وكأن ماء بارد انسكب على جسده صحصحته عن غيبوبته الي دامت لثواني بطيئة وشالها كما الريشة وبجانبه عزوف الي كانت تغطي راس نوف
وتحاول تسترها وركبها السيارة وهو يناظر لأمه ومزنه وسارة الي اشكالهم ما تسر وصرخ : ادخلوا داخل!
تناسى التجمهر الي حصل و اصوات الدرايش من كل بيت بهالحارة انفتحت من فضولهم وفجعتهم للي حصل ..
حرك السيارة بسرعة جنونية وهو يضرب البوري بشكل هستيري وهو يسمع عزوف تبكي بخوف و تصرخ ندم وهي تضرب يدها بأفخاذها : انا ! انا! الله ياخذني انا الي خليتها تنظف السطح وهي ماتبي
ماكان مركز بحديثها وهو بكل ثانية يناظر الطريق و يلتفت لها بالخلف بدون ولا حركة و بدأ لون وجها بالتغير لحد ما توتر زيادة وصرخ بشكل مرعب عليها : خــــلاص اســكــتــي! الي فيني مكفيني
وقف بسرعة عند المستوصف الصغير ونزل من غير لا يسحب مفاتيح سيارته حتى ، وفتح الباب الخلفي وسحبها بحركة سريعة وبدأ يركض فيها ويصرخ : يـــاعـــالـــم!!!
و من وقتها كان اخر شي يتذكره هو الي اخذها من يده وحطها بالسرير وحولها الممرضين ومن بعدها الدنيا اظلمت في عيونه و سكنت الأصوات وعم الهدوء المفاجئ من حوله وهو يشوف عزوف قربت لعنده محاولة امساكه ..
-
وبعد ساعات من حادثة نوف في الجهة الأخرى ، في قرية "آل ثايب " تحديدًا ..
تبقى اسبوع فقط على شهر رمضان ، وكانت الجدة ام فالح ما بين تخييط قمصانها و مابين اشرافها بالنظر على الجازي وشغلها و حنيتها بالكلام معها من شافت شكلها الشاحب و واضح عليها التعب ..
ام فالح بتنحنح : واما امتس ورا ماتقعدين لتس شوي؟
ردت عليها بصوت مخنوق وعيونها على الي كانت تشتغل عليه : باقي شوي و اخلص
ام فالح : خلي عنتس الشغل وتعالي اقعدي شوفي وجهتس اصفر لا يرجع ابوتس الحين ويقول ها تعبتوا بنتي
وقفت على حيلها و وضعت يدها على ظهرها من الخلف وزفرت بتعب : وبعدين يا جدة؟ خليني اشتغل ماوراي شي و الطفش طق كبدي خليني الهي عمري واشتغل وبعدين انتي عارفه رمضان بيجي ماتبين نرتب كل شي قبل جيته؟
ام فالح بستغراب : كل شي جاهز بس انتي الي تبين تتعبين
اعتدلت بجلستها وبدأت تركز بالمخيط : بس بكيفتس انتي تبين الشقى
رفعت على طول الشال على شعرها ولفت للجهة الأخرى من انفتح باب الشارع و صوت عمها الجهوري : ياولد وخروا عن الباب
اول مادخل ابتسم لها وتكلم بهدوء : نزلي غطوتس هزاع ماهوب فيه
ام فالح بستغراب : اجل وراك تتنحنح دام ولدك ماهو معك؟
ابو هزاع : اني خفت الجازي قدام الباب وانا فاتحه و الرجال برا
ركضت الجازي بخطوات سريعة من سمعت صوت رنة التليفون و رفعتها بصوت واضح عليه اللهفة : هلا!
تكلم بضحكة : هلا! هذي مو من مواخذينا يابوتس الناس تقول السلام عليكم
تلاشت ابتسامتها ، رغم انها سعيدة بصوت سماعها لأبوها الا انها توقعت انها نوف من حلمها الشنيع الي حلمته فيها بالنوم الي استمرت فقط لـ نصف ساعة! : السلام عليكم يابوي وش اخبارك بشرني عنك!
ابو فالح بهدوء : بخير يا حبيبة ابوها بس اني قلت ادق اتطمن عليتس و اسلم على الباقي
الجازي بهدوء : وش اخبار امي؟
ابو فالح : نايمه ، الوقت عندنا متأخر ان شاء الله لا صحت ادق عليكم تكلمونها ، بس الحين اعطيني امي ولا ابوي ودي احاكيهم
الجازي بهدوء : ابشر
سحبت التليفون لناحية جدتها و مدته لها ، ولفت بسرعة على عمها الي كان مجلس ذيب على حضنه و يلاعبه ..
الجازي بتوتر : عمي
رفع عينه عليها وتكلم بهدوء : سمي
قربت له لحد ما جلست عنده وهي تسمع سوالف جدتها مع ابوها ، وتكلمت بهدوء : مو قلتوا انكم بتروحون لنوف؟
ابو هزاع بتأكيد : الا ! بس ابوي الله يهداه طقت في راسه يروح مع هزاع للحلال يشيك عليها ومن ثم يجي يغير ملابسه وبنسري ان شاء الله لديارهم
بلعت غصتها بخوف وبدأت تفرك اصابعها بهدوء : ودي اروح معكم! والله ان قلبي متشفق على اختي وانت تعرفني يا عم مايجي مني شر سكتم بكتم
ابو هزاع بجدية : اعرفتس اعرفتس يابنتي بس ابوي ماوده بالنسوان معنا ما يبيهم يتكلفون بما ان جيتنا لهم مالها خبر
الجازي بستغراب : مو قلتوا بتاخذون رقمهم من ابوي وتكلمونهم تعطونهم خبر؟
ابو هزاع بهدوء : ايه واتصلنا ومحد يرد قلنا نروح نسلم على بنتنا ونشوف وش تحتاج ونرجع
وعدل جلسته ببتسامة وكمل وهو يأشر على انفه : وابد على هالخشم المرة الجايه اخذك غصبًا عن الي ما يرضى وش تبين بعد؟
باست راسه ورجعت تجلس وتكلمت بهدوء رغم خوفها من معرفة عمها وجدتها بجيتها مع هاجر : تسلم جعل عمرك طويل
ولفت على طول على جدتها الي مدت لها التليفون : وصليه لعمتس فالح يبي يكلم اخوه
قامت بسرعة و ناولته لعمها و رجعت تتسند بتعب وهي تتأمل لعب ولدها بنص الحوش ، وكيف للآن ساكت وماجاب طاري روحتها هي وهاجر وكأنه تناسى!..
-
في المنزل الأخر من الجهة الأخرى ، في منزل عائلة ابو فيصل ..
طلعت شيخة من غرفتها و التعب هاد حيلها وهي تشوف جلسة خواتها مع امهم و ازعاج اخوانها بالسطح وهم يحاولون يركبون الحاجز بينهم وبين الجيران ..
شيخة بتعب : يمه! عيالك مزعجين سكتيهم
ام فيصل بملل : وش اسوي بهم الله يصلحهم قلت لهم ينتظرون ضاري يجي ويمسكها عنهم بس معندين
هياء بهدوء : خليهم ، خلهم يتعلمون كيف الشغل وبعدين ياعمري ضاري والله من سكنتوا وهو رايح جاي وشيل وحط
ريناد بحدة : عشتو! هو شال وحط واحنا الي نفضنا البيتين نفض ولا رحمتينا!
هياء بضحكة: وانتي واقفه لي بالمرصاد ما يمديني اقول شي الا ومعلقه عليه؟
حطت يدها على راسها وتكلمت بتذكير : ايـــه! زين جبتوا الطاري والله اني نسيت هذا وانا متحمسه
جلست شيخة بجانب والدتها وبدأت بحتضانها و تنهدت براحة من شدة تعبها ، وبالمقابل احتضنتها والدتها كـ الطفلة الصغيرة وبدأت تمسح على شعرها بحنية وتكلمت وعيونها على هياء : على طاري اخوتس وانا امتس ودي ازوجه وانتي تعارفه انتس هنا من سنين ماتخبرين له وحده سنعة وينشد بها الظهر؟
ريناد بسرعة : ايه لو سمحتي جيبي لنا وحده تساعدنا بالبيت هذا اهم شي
هياء بسخرية : متزوجة اخوكم ولا خدامه عندكم؟
ام فيصل بملل : ماعليتس من ام لسان ذي ..ها وش قلتي؟
هياء بتفكير : هـمم! ، والله يمه تبين الصدق فيه كم وحده عيني عليهم باردة بسم الله عليهم
شيخة رفعت عينها لها ومازالت بحضن والدتها : قولي منهم طيب
هياء بحماس : شوفي يمه انا انسانه مرررة حابه بنات ابو هزاع هو عنده ثنتين الكبيرة هاجر و الثانية خلود بس ظني خلود توها صغيرة ، وصغيرة على ضاري حيل! وفيه بعد بنات الهدى ماشاء الله اربعه كل وحده تقول الزين عندي
ام فيصل بتفكير : هاجر من هي بنته قلتي؟
هياء ببتسامه وأشرت لناحية البيت الأخر : بنت ابو هزاع الي فازع لكم من جيتوا
ام فيصل بفرحة : ماشاء الله! والله انه ونعم الرجال واكيد الأكيد ان اخوتس ماهو رافض
ريناد بضحكة : من حظك يمه فتحتي الموضوع و احنا روحتنا لهم قريبة يمديك تشوفين البنت
نزل سلطان من السطح وهو يلفض انفاسه بصعوبة و خلفه صالح الي ناظروا لوالدتهم بفخر : خلصنا شغلنا
ام فيصل وعيونها عليهم وكاتمه الضحكة على اشكالهم : متأكدين خلصتوا الشغل؟
سلطان بحماس وجدية : ايه و ثبتناه يعني الحين ما يمدي ينشافون الجيران
هياء بضحكة : قواكم الله ماقصرتوا
تقدم لها صالح و قبل رأسها وببتسامة : وين عيالك؟
هياء بحنية : مع عناد يا قلبي
شيخة لملمت نفسها وتكلمت بملل : يلا جاء دلوع اخته
صالح بحدة : وانتي وش دخلك؟
ام فيصل تكلمت بسرعة لأجل تضيع الموضوع لا يتهاوشوت وعلت صوتها : انا اقول ياعيال رتبوا انفسكم و اطلعوا مع اخوانكم وابوكم برا
سلطان زفر بتعب : اخييه ، ابشري
توجهوا العيال لغرفتهم و اكتفوا البنات مع والدتهم بالتخطيط على هاجر كـ أقرب فرصة لضاري وان ما حصل نصيب بيستمرون بالبحث ..
-
بعد آذان العشاء في نفس اليوم ، قرية " آل هازع "
بالمستشفى تحديدًا ..

يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن