-
تبقى يوم واحد على ليلة العيد ، اليوم المبارك السعيد ..
نستفتح احداث اواخر ليلة لرمضان و استعدادًا بالعيد في قرية " آل ثايب " ..
~
كانت واقفه تتأمل الي متعلقه فوق الجدار وعاقده حاجبها بتركيز معها وأشرت بيدها اليمين بينما اليسرى على خصرها : رجعيه ورا ورا لا تخلينه على الطرف
الجازي تكلمت بصعوبة من وضعية وقوفها : يمه .. كذا .. زين
ام الجازي بسرعة : لا رجعيه على ورا لا يطيح على راس احد نبيه عيد مانبيه عزاء
دفت الفانوس للخلف بأصابعها وسرعان ما تراجعت للخلف وهي تلفض انفاسها بتعب وتكلمت بخوف : يــمـه!!!
ام فالح بعصبية : ابلشتينا بلسانتس الي بيسمعتس بيحسبنا بتذبحتس اقصري حستس!
خلود بضحكة وهي تنقش لجدتها : مسكينه يا جده تلقينها استوعبت المسافة الي راقيتها وخافت
ام فالح : هذي اخرة الشطانه ، قايله لها ماله داعي الزينه بأعلى الجدران بس ما تسمع الكلام
تراجعت للخلف وهي تناظر لتحت وتكلمت بخوف : يمه كيف انزل؟
ام الجازي : مثل مارقيتي انزلي وانا امتس لا تصعبينها
الجازي هزت بخوف : لا لا مستحيل! يوم رقيت ماكانت المسافة كذا
ام فالح ابتسمت لأستفزازها : اجل بتعيدين فوق هالله مير يسلمتس خففتي علينا
الجازي بذهول : يمه! تسمعين وش تقول؟ وش فيها جدتي علي!!
ام الجازي بضحكة: تمزح معتس عاد انتي لا تصيرين زعول!
وأشرت لها بإهمال : وانزلي الحقيني للمطبخ
مشت تاركتها و استمرت الجازي بالوقوف وعيونها على جدتها وخلود الي كانت منغمسه بالرسم على يدها ..
وتكلمت بتوتر : هيه! وانا وش بسوي الحين؟
ام فالح بضحكة : انتظري لين ابوتس يجي وينزلتس
استقامة خلود بجلستها وتكلمت بعد مازفرت انفاسها بتعب : يلا بجيـ..
تمسكت فيها وتكلمت بحدة : انطقي انتي! لو تحركتي ياويلتس وكملي شغلتس
الجازي بعبوس : جده وش فيك اليوم مستقعده لي!! خليها تساعدني
ام فالح بحدة : عشان مرة ثانية تسمعين كلامي لا قلتس لتس لا تسوين شي يعني لا تسوينه .. ويلا الحين يا تنزلين لحالتس يا تنتظرين ابوتس يجي يساعدتس
عبست بزعل وتكه والدمعه تنزل من عيونها وهي تشوف خلود رفعت كتوفها لها بفقدان امل ورجعت تلقيها ظهرها وتكمل يد جدتها ..
جلست بالأعلى وسندت راسها بالجدار بإنتظار المساعدة او اما تقوى على النزول من هالمسافة ، وقاطع سرحانها صوت امها المنادي لها وصوت جدتها الي رد عليها وكأنها ترفض نزولها ..
ابتسمت اول ماشافت هاجر داخله وبيدها صينية كبيره ورفعت طرحتها من على وجها وببتسامتها ..
الجازي بفزه : هـاجر!!! جابك الله
وأشرت لها بسرعة : تكفين تعالي تعالي ساعـ..
ام فالح كتمت ضحكتها : وانتي ياويلتس ويلاه تساعدين هالضب ترا بسطحتس معها
حطت صينيتها بالأرض وناظرت للجازي بستغراب: وش مرقيك فوق؟
الجازي ضربت فخذها بندم : غبيه لأني غبيه قلت بزين الجدران بالفوانيس والحين علقت
هاجر بضحكة : انزلي طيب !
الجازي بعصبية : انتي شايفه المسافة؟ راسي يدور بي لو اترك هالعامود الي ماسكته طحت
هاجر لفت على جدتها وتكلمت بحزن : حــرام! تكفي..
ام فالح بجمود : اقول انتي اسكتي ولا كلمه
واشرت لها وهي تردف : والحقي امتس و مرت عمتس بالمطبخ شوفي وش يحتاجون
فصخت عبايتها وهي تتأمل ملامح الجازي المُترجيه لها بالخفى ، وابتسمت لا شعوريًا وهي تشوف تهديد الجازي بيدها بكل خطوة لهاجر تبتعد عنها ..
ورفعت كتوفها بإستسلام وتمتمت بشفايفها : مالي دخل انا
ودخلت للمطبخ تاركتها هي الأخرى ، ولفت الجازي لجدتها وتكلمت بزعل : والله بحق يا جدتي من متى تسوي فيني هالحركات؟
خلود بسرعة : لو انها في نوف قلت عادي متعودين على هالمناقر بس حرام الجازي! مسكينه ياجـ..
ضربت راسها وتكلمت بنرفزه : انتي يالسوسه اص ولا كلمة وخلصي ترا ارهقتي يدي وانتي مجبستها كذا
عضت شفايفها واكملت رسمها ، وفزت الجازي بسرعة من سمعت صوته وهو يطلب الدرب للدخول ورفعت طرحتها ولفتها كـاللثمة لحد ما انتهت من لفها ، سمحت الجدة بدخوله ..
هزاع ببتسامة وهو غير ملاحظ وجودها بالأعلى : مساك الله بالخير يالوجه الحسن
ام فالح بادلته الأبتسامة: مساك الله بالنور والسرور يالبى روحك
وهزت راسه له : تعال تعال بجنبي
جلس بجانبها وعيونه على شغل خلود ومنها قاعد يسمع حديث جدته ولهفتها لرؤيته ..
ام فالح : وينك وانا امك ! وش كل هالتأخير
هزاع ببتسامة : ابد والله انشغلت مع ضاري مسكني بالحارة الا يسولف وتوني قضيت منه
والتفت للناحية الثانية وتكلم بفضول فاضحه : الا وين الباقين! كأن مالهم حس
ام فالح ضحكت بفهم وغمزت له : مالهم حس؟ وقرابيع الصحون الي تقدح من المطبخ وش له؟
ودقت كتفها بكتفه وابتسمت : لكن اذا كانك محدد حس واحد فهو فوق شفه هناك
لف راسه بسرعة للجهه المقصوده وتلاشت ابتسامته من شافها واقفه بلثمتها وتكلم بستغراب : ذي وش معلقها هناك!
الجازي بنرفزه : اسأل جدتك مستقعده لي ماتبي احد يساعدني انزل!
ام فالح ببتسامة مكر : من تبين يساعدتس انا يالي يالله اشيل عمري ولا بنات عمتس الي انحف منتس؟ تبين تكسرينهم ولا امتس المسيكينه الي تسحب رجيلاتها بذا العمر
هزاع بستغراب : طيب منهو الي مرقيك؟
الجازي بنرفزه : انا! رقيت عادي بس يوم جيت انزل انتفضت روحي من الخوف عجزت انزل والله اني ميته خوف
ام فالح أشرت بإهمال : رح ساعدها ولا بقلعتها تعيد فوق لحالها
رفعت راسها خلود بعيونها المتوسعه من صدمتها ولعل جدتها الجمتها بالسكوت اول ما لاحظت اعتراض خلود على هالفعل ..
ام فالح : اسكتي
هزاع ابتسم بوهقه : الله يهداك .. كيف تبيني اساعدها.. مايمديني امسكها الأدميه ماهي محرم لي
وهمست له جدته : والله لو انك صاحي اغتنمت الفرصة وساعدتها وتخليها تهوجس وتوافق على خطبتك ياولد العم
بلع ريقه وعيونه عليها وهي واقفه ومو فاهمه ايش يحصل تحت ، ما تسمعهم الا لما ترتفع اصواتهم غير كذا الحكي ماهو مفهوم لها من بعد المسافة ..
ام فالح بضحكة : ها بتساعدها وتضمن الموافقه ولا بتخليها معلقه كذا لين يجي عمك؟
هزاع لف عليها بسرعة : وش هالحكي ياجده اقولك الأدميه مايجوز علي لمسها!
ام فالح : وانا قلت العب بذيلك! البنت تحتاج مساعده ساعدها ما ظنتي مسكتك لها جت عبث
واردفت حكيها ببرود : وكانك منت مساعد ماهي مشكلة عمك بيجي بعد ساعتين ..
رجع يناظر لشكلها وناظر لخلود : كم لها كذا؟
خلود كتمت ضحكتها : والله لها مدة المسكينه بس جدتي حالفه ماينزلها الا عمي او هي تنزل بنفسها
تأملها لثواني و وقف يرفع ثوبه وتوجهه لها وهو يربطه على خصره وتكلم بتوتر : هالحين لو بساعدك بتوافقين!!
الجازي تراجعت للخلف : لا! بنتظر ابوي
هزاع بجديه : عمي فالح مع ابوي وجدي بالحظيرة يعني ليلك طويل
ومد يده لها واردف : كانك تبين تنزلين هاتي يدك
بلعت غصتها وناظرت لجدتها الي كانت تتبوسم من الموقف وتشتت نظرها عنها تتصنع اللامبالاة ..
وتكلمت الجازي بعصبية : عاجبك هالحال يا جده!!
ام فالح بتصنع للبراءة : عاد الشكوى لله جتك المساعدة يا تقبلينها يا ترفضين
طاحت عيونها على الي تقدم لها وصعد السلم لكم درجة ومد يده وهزها : هاتي
وبعد ثواني من جمودها سحب يده وتكلم بجدية : كانك ماتبين بكيفك
تمسك بأياديه لأجل ينزل وعيونه على الأرض وهو يعد سلم سلم بكل بطئ ، وابتسم من سمعها تتراجع عن قرارها وتكلمت بسرعة : بنزل بنزل خلاص
رفع راسه لها ورجع يصعد على السلم ومد يده وكان ملاحظ رجفت يدها الي تمسكت بيده بقوة وبدت تنزل رجلها على السلم وهمست : كله خطة من جدتي ما ادري كيف طاوعتها انت
ابتعد عنها لأجل يفتح لها طريق وابتسم لا شعوريًا من قربها : انزلي بس
الجازي بعصبية : والله لو يدري ابوي ان يقلب البيت فوق روسنا
هزاع تنهد وهو يتأمل عيونها : ابوك يدري اني ابيك بالحلال ماهو لعب
بمجرد ما حست بالأمان من وضعيتها بالوقوف سحبت يدها منه ونزلت بسرعة ، رغم ان هالموقف اخذ ثواني فقط الا انه حس قضى سنين يتأمل تفاصيلها ولثمتها على غير عادتها ..
وقف بجمود بسرحان وانقطع تفكيره من صوت جدته وهي تضحك : تعال تعال يالخفيف
نزل من السلم ونزل ثوبه وجلس بجانبها وعيونه على طريقها الي مشت فيه لحد ما اختفت عن عيونه..
ام فالح بإنتصار : والحين اضمن الموافقه
لف عليها بسرعة وتكلم بستغراب : وش دخل ؟
ام فالح ببتسامة غرور : الجازي بنتي وتربيتي واعرفها زين تبي الرجال الي تمسك بيده لا خافت من هالدنيا ، ان مالقت ابوها حولها تلقى الزوج الي يكون بمثابة امان ابوها ..
ناظرتهم خلود بصدمة وتكلمت بهذول : يمه يمه منك يا جده! اقسم بالله تخوفين
ام فالح بضحكة : وانتي بعد اسكتي لحد يدري عن هالموضوع عشان ما انخس عينتس
خلود بخوف : بسم الله وش دخلني الحين تقلبين علي!
وقف هزاع وهو حاس بربكه من قربها الي لأول مرة تكون قريبة منه كذا ، وتكلم بهدوء : انا طالع
طلع بسرعة تارك الجدة بضحكة إنتصاره ورفعت حاجب بأمر لخلود : الحقي بنت عمتس شوفي وش قاعده تسوي الحين ولا تفتحين معها الموضوع خلي وضعتس عادي ولا كأنه صاير شي
خلود بهدوء : ابشري
بدت تلملم اغراضها ودخلت للداخل عند الجازي ..
-
بعد آذان المغرب هذا اليوم ، في القرية الأخرى ..
في اثناء تجهيزات العيد في انحاء القرية و تجهيز معدات الأحتفالات كالمعتاد بكل سنة لـ ليلة العيد ، من الناحية الأخرى تم عقد قرآن سياف بعصرية هذهِ الليلة المُزينه على الجميع ماعدا صاحب الأحتفالية ..
~
طلع رواف ببتسامته وهو يلوح لأهل البيت و يوادعهم ..
وضاح بستغراب : وش بلاك بلطت عندهم!
رواف بوهقه : يا رجال خالهم مدري عمهم ابلشني يسولف لي عن الأبل يالله قدرت اصرفه
ضحك وضاح لا شعوريًا من وجهه رواف الي واضح انه خاض معركة صعبه للإنسحاب في هذا الأثناء ، وبسرعة لاحظ سياف الي كان يمشي معهم بهدوء بدون ولا كلمة او اية تعابير ..
وضاح بستغراب : وش بلاك يا ولد؟
سياف بسرعة : ها .. وش فيني؟
وضاح بشك : فيك شي؟
رواف ببتسامة : تلقاه يوم جاء الجد توهق درا ان الحين صارت له مسؤولية حقيقية
سياف بستغراب : يا ابن الحلال النيه كانت خطبة بس وبعدها بفترة نملك بس..
وضاح بسرعة : لا بس ولا هم يحزنون وش بيفرق لا خطبت وملكت بنفس الوقت هذي عاداتنا اساسًا
وابتسم بتسليك وهو يناظر للأخوين وتنهد بإمتنان : والله ياشباب مدري وش اقول لكم ، يعلم الله انكم وقفتوا معي وقفة اهل واخوان
وابتسم بجدية : بدال لا اكون وحيد بين اهلها لا أب ولا اخوان صرت اعتزي بكم عندهم
وضاح ربت على كتفه : احنا اخوان ومابينا هالكلام وبعدين العرس ..
سياف بسرعة : ماراح اسوي عرس
اثنينهم بستغراب بنفس التوقيت : ليه؟
بلع غصته ورفع كتوفه : ماله داعي اسبوع ولا اسبوعين تتجهز فيه وعلى ما اخلص القسم اروح اخذها وصلى الله وبارك
وضاح بعدم فهم لـ تصرفاته : والله بكيفك وانا اخوك الشور شورك مالنا كلمة فيه
رواف بمزاح : عاد انت شف لنا الحياة الزوجيه اذا تمام عطنا خبر يمكن اكنسل الثلاث سنين الي بماطل فيها واتزوج
سياف ضحك بخفه : والله ما ظنتي تنفع زوج بس خلاص تحرى لي هالشهرين اعطيك موجز الأخبار للحياة الزوجيه ونشوف يا نبارك لك يا نعطيك دافع تماطل خمس سنين قدام مو بس ثلاث
وضاح ابتسم : ياساتر يا كمية التشاؤم الي فيكم
تقدم عنهم بخطوات ورفع حاجبه بهدوء : يلا انا بسبقكم للمحل توصون شي؟
الجميع : سلامتك
توقف سياف عن مشيه والفتت لرواف وهو مبتسم : ايه تقولي وش عندك ناوي تمطل ثلاث سنين؟
رواف بضحكة : بيني وبينك اشوف مناقر وضاح ومرته واختي ورجلها واغسل يدي من الزواج بس نقول لعل بعد هالسنين اصمل واتعدل
سياف بضحكة: بالله عليك! حسبت عندك موضوع كايد
كان مبتسم له وتلاشت ابتسامته وهو يتسائل بستغراب : وش فيك واقف؟
سياف : وش فيك ناسي اهلي! انتظرهم يطلعون برجعهم للبيت
ضرب جبهته بخفه وتكلم بسرعة : اجل انا بمشي لأجل ما احرجهم ولا احرج عمري
سياف تنهد بهدوء : بحفظ الرحمن ، اذا بتكون بالمحل عندنا عطني ربع ساعة وجايكم ماني متأخر
رواف بهدوء : لا ما ظنتي بروح للورشه لأني بمسك شغل واحد من العيال وبكره اقضيها إجازة بمناسبة العيد
سياف بهدوء : قواك الله وانا اخوك
ابتسم له رواف وهو يبتعد عنه : توصي شي ولاش؟
أشر له بهدوء: سلامتك انتبه لطريقك بس
لف للناحية الأخرى وعلى طول عرف والدة سياف من عصاها المميزة وعيونه بالأرض ورفع صوته لأجل تسمعه : السلام عليكم خالتي ام سياف عساك بخير؟
ام سياف ابتسمت له : بخير جعل عمرك طويل انت بشرني عنك وش اخبارك؟
رواف ابتسم وعيونه بالأرض : بخير بخير ، توصين شي ياخالتي قبل امشي؟
ام سياف : سلامتك وسلمني على امك
رواف بهدوء : يوصل
لاحظ الي بجنبها تكلمت في شي ودقتها بكوعها وتكلمت بنرفزه : طسي لأخوتس قلعه تقلعتس
مشت وهي ترفع عبايتها على راسها بنرفزه وتمتم بكلام غير مسموع : حلوة ذي مشرشحه عايلتهم ولا شافت عيالها قالت سلموا لي على امكم هالله من هاللعب بذا العايلة
وقفت بجانب سياف الي كان يناظرها بستغراب : وش بلاك؟
ميساء بعصبية : وش فيني يعني غير امي الي تمثل المحبة لعيال صقران ولا لك يا عريس الغفله
سياف قرب منها وتكلم بحدة وعيونه على امه الي جت لناحيتهم : اقصري حسك لا اقص لسانك ، علمتك مليون مرة لا تكلميني بذا الطريقة عشان ما اتعامل معك تعامل ثاني
سحبت يدها منها وابتعدت وهي تسمع كلام امها وعصبيتها من تصرفها امام رواف ، خوفًا من انه سمع ايش قالت بالضبط ..
-
بنفس التوقيت ، في الجهة الأخرى من القرية ..
سحبت التليفون وحطته بحضنها وهي جالسه وتكلمت ضاحكه : بالله عليك صادقه!
وردت عليها بصوتها المُنزعج : انتي شايفه ذا شي ينمزح فيه؟ علميني وش اسوي والله راسي بيطق من القهر
نوف بضحكة : طيب اسمعي نتكلم جد الحين
اعتدلت بجلستها وتكلمت بملل : ها
نوف بجدية : علي لا جاء ياخذ ذيب خليه ماعليه لا تفكرين واجد وتصعبينها
الجازي بنرفزه : كيف ما تبيني أصعبها! اقولك بياخذ الولد بأول يوم عيد ابيه يتعيد معي انا
نوف ابتسمت : ياعوبتك يا بنت ادري فيك خلقه ماتبينه يروح مو بس بأول يوم عيد بس وش نسوي! لا تضايقين ابوي بالله عليك
لاحظت هدؤها على غير عادتها واكملت حديثها : وش فيك بعد!
بلعت غصتها وتكلمت بهدوء: وطاري هزاع بعد يعني زود على خطبته جدتي اليوم سوت حركة مالها داعي صدق والله ماهقيتها منها ابد ابد
نوف بستغراب: ليه عسى ماشر! الواحد ما يتركم يومين على بعضها الا وصايره احداث وش كثرها
الجازي بسرعة بقهر : اليوم العصر كنت اجهز الجدران مع امي ورقيت فوق المكيف الي انتي خابرته ذاك الي بالزاوية ويوم خلصت وجيت بنزل دارت الدنيا فيني ورفضت على بنات عمي ابراهيم يساعدوني وتخيلي من خلته ينزلني!
نوف بذهول : قوليها و اصدميني
الجازي بعبوس : ولد عمك هو الي ساعدني
ابعدت السماعة عن اذنها بمجرد ما سمعت صوت ضحكتها العالية ورجعتها لأذنها بقهر : وقص لسان يارب يارب
نوف بضحك هستيري : مستحيل!! ما اصدق ما اصدق
الجازي بنرفزه : والله ثقالة دم ومايضحك
نوف بصدمة : طيب وهزاع اساسًا كيف وافق! ياراسي قعدت اتخيلكم
الجازي بعصبية : خلاص انطمي انتي بعد متصله عليك اتشكى لك وابي حلولك مو اسمع كركرتك
تنحنحت بتوقف من ضحكها وتصنعت الجدية لأجل ما تضغط عليها اكثر : طيب و ردك متى؟
الجازي بهدوء : ابوي برا ينتظرني بالمجلس مع امي وقعدت اصرفه اني بكلمك و بجيه
نوف بجدية : يعني خلاص؟
الجازي : وش تبيني اسوي؟
نوف بسرعة : اعرف نبرتك ذي ، وردك لأبوي ظنتي بيكون من ورا قلبك بس فكري بهالدقايق
الجازي بسرعة : انـا..
نوف قاطعتها : مو انتي قلتي ذيب حاب هزاع وهو موافق على الزواج؟ بعد ما عبيتي راسه سنين انك ماراح تتزوجين ، و مو انتي الي قلتي هزاع صاير احسن من اول؟ مو انتي الي فهمتي وش علة هزاع معك؟ مو انتي الي قايله هزاع بنفسه خطبك؟ انتي و انتي ..
اعتدلت بجلستها وتكلمت بجدية : الجازي فكري زين ، صحيح هزاع بتصرفاته كان يقهرني وياما تناقرت معه والسبه انتي وياما قهرني من تفكيره وشدته وغيرته الا لو نجي للجد مايفزع لنا الا هو
الجازي بنبرة حزينه : ما اعرف
نوف : ما اجبرك توافقين اذا ابوي بنفسه معطيك القرار وزمام الأمور بس لا تضيعين فرصة من ذهب! لو على تصرفاته اول ما قلت لك هالحكي كان انا جيت للقرية وتفاهمت مع ابوي زين بس يابنتي الرجال واضح يبيك ومن حر مافيه سوا فيك هالسوايا
الجازي بعصبية : وانا مو لعبه عنده يفرغ فيني غضبه ! ولا طاب خاطره جاء خطبني
نوف بجدية : وهو ماكان لعبه يوم ابوي قاله سنع عمرك وتعال! ويوم جاك لقاك متزوجه ! والله ما ينلام على الي سمعته ماينلام هو يشوفها منك ولا من ابوي الي ما اعتبره شي وزوجك لواحد ثاني..
واكملت حديثها بسرعة : وبعدين ان كانك مقهوره لذا الدرجة تزوجيه وصفقيه
الجازي بنبرة سخرية : مشكوره على النصيحة بصراحة كنت محتاجتها
نوف ابتسمت : ابد بالخدمة .. وبعدين ما كأنك طولتي؟ خالتي وعزوف ينتظروني بروح لهم قبل اتأخر
الجازي بهدوء : بسلامتك
نوف بسرعة : وفكري زين بكلامي لا تطولينها وهي قصيره
الجازي بملل : خلاص سكري اكلمك اخر الليل واعطيك موجز الأخبار وانتي روحي اسرحي وامرحي مع حمولتك
وادعوا بعض ، وسكرت سماعة التليفون اثناء دخول طفلها الصغير وابتسمت له ببتسامتها العذبة بعد ما ارتم بحضنها وتكلم بحماس : اليوم جدي باع كثير بالحظيرة ، كثير مرة مرة
الجازي بضحكة: اشوف كاثره روحاتك للحظيرة ولا انا غلطانه؟
رفع راسه لها وهو مبتسم : ايه ، استانس هناك
وابتعد عنها وتكلم بحماس وهو يشرح لها الحجم : ورحنا بعد لبيت جدي الجديد كبيـر مــرة
بعثرت شعره وضحكت بخفة من حماسه ، و استوعبت الي واقفه عند الباب وتناظرهم وهي مبتسمه : ماشاء الله شكلكم مطولين
بادلتها الأبتسامة وتكلمت بهدوء : توني خلصت من نوف وخذاني الوقت مع هالصغير قاعد يسولف لي ..
ام الجازي اشرت لها بهدوء : طيب تعالي وانا امتس ابوتس يحتريس من بدري لا يعصب
وقفت على طول ومسكت بيد ولدها خارجه خلف والدتها الي توجهت للمجلس وخلال ثواني معدودة كان الكل بملتم بالمجلس ..
وتكلم الجد بحنية: وانا جدتس ماودنا نربكتس بهاللحظة بس ابوتس لزم الا نكون جميع ونسمع جوابتس
ابو الجازي بهدوء : ايه مافيها شي هي كلمة وحده اي او لا وصلى الله وبارك على نبينا ..
الجميع : عليه افضل الصلاة و السلام
كان بحضنها ذيب وهي تسمع احاديثهم وتشوف تعابيرهم الي يملؤها التوتر ، والتزمت الصمت لحد ما التفت لها ابوها وتكلم بجدية : ها يابوتس وش شورتس؟
رفع ذيب راسه لأمه وهز راسه بهدوء ببتسامته البريئة ، مافهمت لأول مرة تصرفه ورجع يهمس لها : ماما وافقي
بلعت غصتها ورجعت تناظر ابوها الي كان يناظر تعابيرها بتدقيق ..
وبما انه مرت ثواني على صمتها تكلم الجد بسرعة : انا اقول يا فالح خذ بنتك للملحق الثاني وخذ العلم منها لا توترها بجلستها بينا جميع و ..
قاطعت كلامه بصوتها الهادئ وبجوابها المُختصر الي بسببه اعتدلت لها جلستهم والتفتت الأنظار عليها ..
ابو الجازي بستغراب : متأكدة يابوتس؟
بلعت غصتها بخجل وعيونها على الي كان بحضنها ومبتسم لها : ايه ، موافقه
بمجرد ما جاوبت جوابها بكل خجل ، وقفت والدتها وبدت تزغرط بفرح مع تبريكات الجميع ..
وقام ذيب بسرعة وحضنها وهو يهمس بأذنها : هزاع قالي ماراح ازعل امك عشان كذا ابيك تتزوجينه
ابعدته عنها وهي عاقده حاجبها من جراءة هزاع مع طفلها وكيف يستأمنه بهالحكي الصريح وكأنه عارف انه ماراح يعلم احد فيه ..
نزلته من حضنها بدون اية ردود و اكتفت بالسلام على اهلها وطلعت بسرعة وخلفها ذيب الي كان يضحك ..
اكملت طريقها و الذهول ماليها من تبدل حال جوابها خلال هالدقائق القصيرة فقط! دخلت بنية الرفض وطلعت بالموافقة و السبب نظرات طفلها الصغير ونبرة الترجي الي لامستها فيه اجبرتها على الموافقه ، تبي العوض لطفلها قبل يكون العوض لها شخصيًا ..
وعندها قناعه مادام ذيب راضي فهي بترضى لا محاله ..
-
بعد آذان العشاء ، في القرية المجاورة
في اثناء هدوء المنزل بتواجدهم و بعثرة اصوات البقيه في الحارة و القرية عمومةً بإستعدادات الزينة للعيد ..
مدت بيالة النعناع لخالتها وبدت تسمع تعليماتها لعزوف الي واضح انها واصله معها من الملل ..
تركت الكواية الي بيدها وتكلمت بنرفزه : يمه ياقلبي يا حبيبتي انا اول مرة اكوي! خلاص خليني
ام وضاح بحرص : اني خايفه تلقطين ثوب اخوتس وبعدها يبحل بها
عزوف بعصبية : عشان مرة ثانية يرتب اموره قبل يطس ولا بس شغلته يجي تحجج انه تعبان من الورشه ! وانا ما كأني اسوي شي بهالبيت ولا يثمر فيكم حتى
نوف بسرعة : خلاص هاتيه انا اكمله عادي ما وراي شي
عزوف بعبوس : انطمي انتي بعد تراك قاهرتني من امس
ناظرت نوف لخالتها وتكلمت بهذول وهي تأشر على نفسها : انا ؟ وش اني مسويه
ابتسمت ام وضاح لها وهمست بخفة : ماعليتس منها مالقت احد تحط الحره فيه وجيتي بوجها
اعتدلت بسرعة من سمعت صوت مفاتيحه و قاومت ابتسامتها من لاحظت دخوله وهو يخلع الشماغ وتكلم بصوته الهادي : مساكم الله بالخير يا الربع
ام وضاح برحابة : مساك الله بالنور و السرور ياوليدي
نوف بسرعة : تعال اقعد اشرب معنا
تكلم وهو يرتب مكان شبشبه امام الباب : لا والله اني شربت لين امتليت
وناظرها واكمل حديثه بهدوء : كانك فاضيه ابيك تقصين شعري وترتبين لحيتي
نوف بستغراب : الحين؟
وضاح : ايه اذا ماعندك شي يعني ، قبل اتسبح
تركت بيالتها وتكلمت بحماس وهي مبتسمه : اجل مشينا بتفنن في شعرك
ام وضاح بستغراب : امش اقعد معنا علمنا وش صار على سياف بعدها الله ييسر دربك
وضاح : والله اني منغث من نفسي خلني ارتب عمري وبجيك لا تخافين
عزوف ناظرتها بسرعة : ترا بكوي فستانك معي
نوف : اذا بتعصبين علي مثل تو لا تكوينه خليني انا اكوي
عزوف ببتسامة : خلاص تعوذت من الشيطان ماعليك
قامت وهي تعدل شيلتها عليها و رد عليها وهو مبتسم : اولًا رواف للحين ماجاء مايحتاج تلفينها ثانيًا اذا بتدمرين شعري بهالعيد اقعدي مانبي
دفته بخفة امامها وتكلمت وهي مبتسمه : امش وخل راسك بأيدي امينه ماعليك
وضاح بسخرية : اتذكر اخر مرة حطيت راسي بالأيدي الأمينة هذي فقعت البيض فوقه
ضحكت من غير شعور من ذكرى هذا الموقف وكيف دخل عليها وسحبها للحمام عشان تغسل شعره ..
وضاح ناظرها بطرف عين وهو مبتسم : ايه اضحكي ، والله انك اجرمتي فيني ومستمرة تمثلين البراءة
نوف بغرور : تستاهل انا قايله لك لا تزعلني و امورك تمـــام
خلته يجلس على الكرسي وبدت تجهز العدة وتكلمت بعفوية : ايه وش صار اليوم؟ اشوفك جاي متأخر
وضاح بهدوء : ابد تملك اليوم و تملكت بعده
لفت عليه بسرعة وناظرته من فوق لتحت وهي تأشر بالمقص : تبيني المخ جبهتك بذا! تكلم زي الناس
ضحك بخفة واكمل حديثه بجدية : والله اني صادق تملك الوحش اليوم
نوف بستغراب : تملك! ماشاء الله مو قايل بتخطبون بس؟
وضاح بعدم معرفه : والله ما ادري يا نوف الوضع كان مريب يعني النية كانت خطبة وبعدها يتملكون بس رحنا خطبنا خطبة الرجال وتملكوا على طول
نوف بهدوء وهي تمشط شعره : يمكن ان امه خاطبتها له من البداية وروحتكم هالمرة كانت ملكة بس شكله من التوتر ما قالك
وضاح بهدوء : ما اعرف اليوم ماهو سياف المعتاد ، حتى عرس ما يبي يحط هذا وهو فرحة امه الأول بس ماحبيت اضغط عليه و اجادل كثير
نوف بشك : تهقى عشان ماديته؟
وضاح هز راسه بسرعة : لا وين ماديته ، الرجال بخير ونعمة ماشاء الله بس شكل جوه ماهو جو عروس وطقطقه يبيها خفيفة
رفعت حاجبها وتمتمت بالرد ، وسرعان ما طاحت عينها على عزوف الي دخلت عليهم بهدوء ومدت لها التليفون : اهلك متصلين
تركت الي بيدها على طول وتكلمت بستغراب وهي تحط السماعة على اذونها : هلا
ام الجازي بضحكة: يا مرحبا والله ، كأن بنتي نست تعايدني وتعايد اهلها!
جلست على طرف السرير وابتسمت وهي تناظر وضاح الي وقف امام المرآة وبدا يقص شعره : لا والله يا يمه مانسيت انكم على بالي وكنت بتصل بعد ما اخلص شغلي
ام الجازي : معذوره وانا امتس بس حبيت اتصل اعطيتس البشارة الي يحبها قلبتس
نوف بستغراب : بشارة؟ خير اللهم اجعله خير وش صاير؟
ام الجازي بضحكة: وخيتس وافقت اخيرًا على هزاع وان شاء الله ثاني العيد بيتملكون و ودي لو تجين بهالليلة بالذات
نوف بصدمة : صـــدق!!!
لف عليها بفضول وتقدم لها وهي تأشر له بالوقوف : يمه صدق صدق تتكلمين من جدك؟
ام الجازي بضحكة : اجل استهبل! انتي شوفي اذا بتقدرين وردي علي ، اختس اكيد تبيتس معها بهاليوم بالذات
نوف بفرحة : ايه ايه بأذن الله بجي على خير ان شاء الله
ام الجازي : اجل اخليتس الحين خلصي الي عليتس
نوف ببتسامة وعيونها عليه وهو يتأمل خصلاته شعره الي على عيونه و واقف ينتظرها تخلص مكالمتها ..
سكرت و وقفت بسرعة وحضنته وهي تضحك : بارك لي بارك لي بسرعة!!
ابتسم من حضنها ولكن رد عليها بتساؤل : على وشو طيب!! يابنت الناس
ابعدت عنه وهي مبتسمه : الجازي بتملك على هزاع ثاني يوم العيد ان شاء الله
وضاح بذهول : استحلفك بالله !
زفرت بفرحة وبدت تهف يدها على عيونها وكأنها بتبكي : ايه والله واخيرًا
وضاح ببتسامة : والله وصقر الحُب لقط له فريسة
ناظرته بستغراب : وش يعني؟
وضاح بضحكة : يعني الله يسلمك مبروك ، و الواضح ان ودك بالروحه اكيد
نوف : اكيدد!!! اكيد طبعًا
وضاح بهدوء : خلاص ان شاء الله من عصر بكره نمشي واوديك لهم واقعدي هناك
نوف بستغراب : ماراح تقعد؟
وضاح بإستصعاب للوضع خصوصًا انهم قبل ايام كان هِناك مع اهله بايتين عندهم : لا مالها داعي ، منها اسلم على خوالي واخليك وامشي ومتى مابغيتي ترجعين اتصلي علي
واكمل حديثه بسرعة قبل لا تحاول فيه اكثر : وبعدين شعري متى بيخلص؟
نوف بإستيعاب : ايه ايه تعال يلا
رجعوا لوضعهم الطبيعي ، ورجعت تبتسم من تذكر السيناريو الغريب من بعد حساسية سنين مالها مبرر ، صار لها مبرر وصار لها ايضًا ختامية و ختامية ما تخيلها الجميع ، خصوصًا هي ..
-
بنفس الوقت ، في القرية الأخرى قرية "آل ثايب"
دخلت للمطبخ مع الجميع وهي تشوف قماشه زوجة فيصل واقفه بعبايتها وبيدها صينية كبيره مدتها لـ ريناد وابتسمت من تلاقوا وسلموا على بعضهم ..
هاجر بستغراب : وش فيك بعبايتك افصخيها!
قماشه بسرعة : لا والله يا حبي لك مستعجله ناويه الحق فعالية اهلي بس جيت اعطيكم هالبقلاوة
ام فيصل وهي تعجن العجين : والله لو ما روحتس عند اهلتس ما خليتس تطلعين من بدري
قماشه بضحكة: لا تحتاين من صباح ربي بجي انا و العيال كالعادة ، عيد
ام فيصل برحابة صدر : الله يجعلها عادة دايمه
الجميع : امين
قماشه بهدوء : يلا اجل ودعتكم الله
طلعت تاركتهم ، و وقفت هاجر تناظر لخالتها وتكلمت بهدوء : خالتي عنك خليني اساعدك
ام فيصل بسرعة : لا لا خليني طقت كبدي من الملل زين لقيت شي يسليني
هاجر بفضول : طيب تبين اساعدك بشي ثاني؟
ام فيصل ناظرتها وهي مبتسمه : يا سعنتس يا بنيتي مافيه شي ارتاحي ولو ابي طلبت من ريناد ولا شيخه انتي ارتاحي بس
شيخه ناظرتها بطرف عين : من قدك معاملة امراء ماشاء الله!
ريناد وهي تضحك : اظن هالمعاملة جايه بسبب ملكة اخوها ولا انا غلطانه؟
ام فيصل بهدوء : لا بالله مو عشان كذا ، لو ابي شي انتم احق فيهم تسوونه لي
تقدمت ريناد بسرعة وتعلقت بكتف هاجر وباستها على السريع ، ودفتها عنها وهي معبسه : وخري
ريناد بصدمة : يابنتي خلاص ارضي! ما تسوى علي اكسره بالخطأ
هاجر بزعل : عشان مرة ثانية لا قلت لك بزعل فهو بزعل
شيخة بملل : اطلعوا تهاوشوا بالحوش مو بنص المطبخ تكفون
ام فيصل بجدية : اعتذري من مرت اخوتس وعن هالحركات الي مالها داعي
ريناد بهذول : اقسم بالله اعتذرت! بس الأدميه راكبه راسها اعوذ بالله هذا والشياطين توها ما تفككت
هاجر أشرت عليها : شفتي شفتي! هذي وحده تعتذر؟
ام فيصل تنهدت بقلة حيله : والله يابنات انكم فضختوا قلبي يا تتصالحون الحين وتسكتون ولا زي ماقالت شيخة كملوا هوشتكم برا يكون احسن
ريناد مسكتها : يلا مشينا برا نكمل
طلعت هاجر معها وهي تناظرها بصدمة من تصرفها وتكلمت بستغراب : ناويه تكملين هواش؟
ريناد ابتسمت : بصراحة لا بس استغليت الموضوع عشان اطلع من المطبخ وامي ما توصيني
وتقدمت لها وباستها : انا اسفه واذا ماتبين تسامحيني عاد بكيفك انا بروح لغرفتي واريح لي شويتين
بدت تتمخطر بمشيتها و من شافت سلطان قدامها ضربته كالعادة وركضت وركض وراها وهي تضحك وتنادي احد يفزع لها ، باست هاجر يدها ظهر وقفى وضحكت بسخرية من تصرفاتها ..
تضحكها وتحبها ومايونسها بالبيت كثرها ولكن ما تنكر انها زعلت بسبب موقف المسجل ، ولكن ماودها تزودها اكثر من كذا ودخلت مع شيخه و ام فيصل وبدوا يتكلمون عن ملكة هزاع بكل حماسية وكأن عيدهم صار عيدين ..
-
في القهوة ، بالقرية نفسها ..
بدت ترتفع هتافات الأطفال بمناسبة العيد و تباريكهم المُبكرة للجميع ، وصوت قرعة الطبول الي بدت تتمركز بأماكنها و تجربة جودتها من بدري ، تحسبًا لأية ظروف ..
مد له العامل بيالة الشاي وهو مبتسم : تفضل
هزاع ببتسامة : زاد فضلك ، اليوم قهوة وشاهي الجميع على حسابي
العاملة بستغراب : بجد؟ ايه الي حصل؟
مشاري بضحكة : بيصير معرس الرجـال ، يعني بدال لا يبلط معي هِنا مع حياة العزابيه هذي بصير اجيك لحالي
العامل : الف مبروك يا فندم..
والتفت لمشاري وابتسم : تنور الدنيا بأي وقت
مشاري غمز له وتكلم بطريقة ممازحه : انورها عشان الفلوس الي بتكسبها صح ولا اني غلطان؟
العامل بضحكة : مش لدرجة دي يا باشا ماتفهمنيش صح
ضحك هزاع من تعابير مشاري المتعجبه من الرد الغير متوقع ، ولكن انتهت هذهِ المحادثة القصيرة بمجرد ما وقف وسلم له المبلغ المُتفق عليه و ودع مشاري وطلع مسرعًا متوجهًا للبيت ، بالأخير مايقدر يستمر وقت اتفاقيات وتجهيزات للملكة ..
-
في وقتًا اخر من هذا اليوم ، بالقرية الأخرى لـ " آل هازع"
في بيت سياف واهله تحديدًا ..
~
جمعت التوزيعات كلها بكيس وبدت تلبس عبايتها وهي تسمع كلام امها وحرصها في انها توزعها للكل و ان نقص ترجع وتاخذ الباقي ، وان هالحرص ان دل ، دل على فرحتها بملكة ولدها ولصعوبة مشيتها اعطت المهمة لـ ميساء الي ينتظرها سياف بالخارج مع الجزء الأخر من التوزيعات ..
وبعد ما انتهت من سماع توجيهات امها ودعتها بهدوء رغم انها كانت على غير مايرام من الي حصل مع رواف اليوم وتصرفات والدتها الا انها حبت تكمل يومها طبيعي وتترك كل شي على عاتق امها وسياف وتطلع نفسها من الموضوع ، ماعاد تبي تتدخل بزواج سياف وتنصحه اكثر ولا بتتدخل في تصرفات امها مع عائلة صقران بالأساس ..
اول ماسكرت الباب التفت لها وتكلمت بستغراب : عسى ماشر وش فيك طولتي؟
ميساء بهدوء : وش اسوي بأمي الله يهديها ..
وبدت تقلد نبرتها الحريصه : عطي ام فال ثنتين وام علان ثلاث واخر بيت على يمناك اعطيهم وحده بناتهم ماهم كثار و و و كل ما جيت بطلع تذكرت لي ناس وبدت تذكرني فيهم
سياف ابتسم وتكلم بهدوء : اهم شي انك ذاكرتهم لأجل ما ننسى احد وتصير سالفه
ميساء وهي تعدل برقعها : لا مانسيت ، نخرت اساميهم نخر بمخي الله يهديها وحرصها كانه يطفش الواحد
استوقفه المنزل المنور بالحارة الهادئة وتكلم بسرعة : على دربك مري وعطي التوزيعات لأهل وضاح واطلعي بسرعة عشان نكمل
ميساء ناظرته بستغراب : انا؟ روح انت ناد وضاح وعطه يعطيه اهله لا تنشبني فيهم لو تدري امي ذبحتني
سياف بجدية : الود ودي بس استصعبتها ادق الباب عليهم واعطيه اياه وانا قبل فترة خاطب بنتهم
ميساء بسرعة : لا عادي مافيها شي ، اهون من امي تدري اني جايتهم بنفسي بتقطع رقبتي وانت عارف امي اعوذ بالله نار ماتصدق اني اسوي شي مايعجبها عشان تاكلني بقشوري
تنهد بقلة حيله ومشى سابقها بخطوتين هاديه وتكلم بهدوء : الله يعين عليك انتي وامي بس
طرق الباب عدة مرات و بخلفه بمسافة ميساء واقفه تنتظره ، حبت تبتعد في حال طلع وضاح ولا رواف ماتكون قريبة منهم ولكن سرعان ما فزت اول ماسمعت صوتها وهي تفتح الباب وتتساءل من الطارق ، ولا جهلت بالي لف عليها و واضح الربكه عليه ..
ولسرعة تصرفها تقدمت لها وهي تسحب التوزيعات من سياف الي بالمقابل ابتعد عن الباب ..
وتكلمت بهدوء : مساكم الله بالخير يا "آل صقران" ، وش اخبارك عساك بخير؟
حطت طرحتها على شعرها وغطت الجزء الأخر نصف وجها وطلت وهي مبتسمه والأستغراب ماليها : بخير عساك بخير ، اقلطي تفضلي
التفتت عزوف للي قاعده بالحوش ونزلت برقعها على وجها وارتفع صوتها وهي تسأل : منهو ياعزوف الي عند الباب؟
عزوف بهدوء : هذي ميساء يا يمه اخت سياف
ام وضاح بسرعة : وخزياه يا بنتي دخليها دخليها!
رجعت تناظر لميساء المتوهقه ورفعت حاجبها بمعنى سمعتي حكي امي وهمست : امشي ادخلي
ميساء بحسرة : والله جايه اعطيكم توزيعات ملكة سياف وبروح اكمل ماودي اتأخر على الباقي و منها عشان ما اشغل امي
فتحت عزوف الباب اكثر واشرت لها بالدخول : اقول امشي بس عن خاطر امي لا تردينها
كان يسمع صوتها وعدم مبالاتها للموضوع ، وكيف ان حالها افضل منه حاله وكأن كل يوم يعزم على موضوع زواجه اكثر من اليوم الي قبله ، ويبدا صفحة جديدة مع شريكة حياته ويعطي نفسه فرصة وما يتعلق بوحده حتى سيرة زواجه ماهز فيها شعره ، و نفض راسه من هواجيسه بمجرد ماشاف اخته تبتعد عن الباب و وضاح طالع وهو مبتسم له وبدأ يبادله اطراف الحديث و سلم له التوزيعات بنفسه واما ميساء دخلت فقط تسلم على ام وضاح وهي واقفه وتعذرت منها لأجل ما تتأخر على بقية الجيران ..
ام وضاح ببتسامة : دربتس خضر وانا امتس انتبهي لنفستس
ميساء ابتسمت بعذوبه: ابشري يا خاله ، توصين شي؟
ودعتهم بهدوء وطلعت بسرعة اكملت باقي طريقها وتوزع على الجيران ، واستمر سياف يحادث وضاح الي لاحظ ان عيونه تلاحق اخته وضحك بهدوء : خلاص اخليك روح معها لا تخليها لحالها بهالليل
سياف بمزاح : زين ياخوك فهمت اني ابتلشت فيك ، احب الي يفهمونها وهي طايره
وضاح بضحكة : اقول تقلع بس عن وجهي
بالداخل ..
وقفت عزوف وهي تضحك ودقت كتفها وتكلمت بستغراب : ياهوه! البنت طالعه من ساعة وانتي عيونك تبحلق بمكانها
نوف بوزت : ما ارتاح لها ذا البنت فيها شي مو مهضوم مدري ليه
عزوف غمزت لها : لا تخافين وضاح حاطته بالجيب ماراح يحوس حولها
لفت عليها وتكلمت بقهر بصوتها الواطي : وش دخل وضاح الحين! اتكلم عن البنت من شفتها وانا مو حابتها ترا مو غصب
عزوف ابتسمت : يوه! وش دعوه اكلتيني انا اعلمك يعني اذا وضاح له نيه لها كان تزوجها من زمان لا تنسين انها اخت صديق طفولته ، ولكن وضاح مايشوفها الا اخت لذلك خفي على البنت مو كل ما تجمعتي معها بمكان بتقعدين تناظرينها فوق لتحت
رفعت عينها ام وضاح على هالثنتين وتكلمت بستغراب : وش وراكم انتم الثنتين؟
عزوف بسرعة : مافيه شي بس قاعدين نسولف عن تجهيزات صباحية العيد
ام وضاح مدت يدها : خلي الصباحية واقري المكتوب على التوزيعه ما اعرف اقرا
اخذت منها الورقة وبدت تقرا تبريكات وتهنئة والدة سياف لأبنها ومن بعدها ذكرت انها هدية غالية لكل شخص غالي بهالمناسبة السعيدة ..
ابتسمت ام وضاح وتكلمت بنية طيبه : ياحبي لها ام سياف رغم قلة لقانا الا انها تهبل الله يسعد قلبها ويفرحها ببنتها بعد
الجميع : امين
عزوف بستغراب : الا انا استغرب على زينها وجمالها ودلالها ما تزوجت! لو عندي ولد في عمرها ما فوتها ابد
دخل رواف وهو يتنحنح لأجل تتغطى نوف وفصخ شماغه وتكلم وهو مبتسم وعيونه على عزوف : منهي هالزينه علموني عنها
ضحكت نوف بخفة وهي تشوف تعابير عزوف المتقرفه وناظرت لأمها : هذا سكتيه تراه قاهرني من صباح ربي يناقر
جلس بجانب والدته وباسها وهو يضحك : ليه مقهوره ابغى اعرف من هالزينه الي خلتك تبين ولد في عمرها عشان تزوجينها اياه
عزوف بنرفزه : مال امك دخل يا قليل الحياء
ام وضاح بسرعه: وهي الصادقه وخيتك من متى واحنا نتكلم عن بنات الحمايل عند رجالنا! عيب استح على وجهك
رواف بمزاح : ماعليه اذا مادريت الحين بدري بعدين
عزوف : حامض على بوزك
أنت تقرأ
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر
Romanceاهلًا بكم جميعًا ، بروايتي و اعزوفتي الثـانية .. - ( يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر ) ( الرواية باللهجة العامية) نبذة الرواية : عداوة تتوالد عبر السنين بين شعوب قريتين يفصل بينهما صحراء ، قرية قبيلة " آل هازع " و قرية قبيلة " آل ثايب " بطلتي تسكن ب...