بعد آذن العشاء ، في منزل الأجداد ..
~
جلست الجازي بجانب نوف و مدت بيالة الغجر لـ ام هزاع وتكلمت بهدوء : سمي
ام هزاع : سم الله عدوتس يا بنيتي
رجعت تتسند وهي تسمع سواليف جدتها و امها و ام هزاع ، و عقدت حاجبها بستغراب من خلود الي كانت تتلمس ساقها و واضح انها تتألم : خلود حبيبتي وش فيك؟
رفعت راسها لناحيتها وتكلمت بملل : طحت
هاجر ببتسامة : فاتك يا جوجو اليوم على المغرب بلطت بالأرض يا ان كان شكلها ولا اروع!
ام هزاع بضجر : مايجوز كل هالضحك وبعدين لا شفتي احد طاح عندك سمي عليه وعن الكركره الي مالها سنع
خلود بزعل : سامجه اقسم بالله تشوفني اتوجع وهي ميته ضحك يقالها خفيفة دم
هاجر بستغراب : ياساتر وش فيكم علي! ما تسوى علي اضحك
ام فالح بجدية : وهي الصادقه امتس لا شفتي احد طاح سمي عليه
ربتت على كتف اختها وابتسمت : : بسم الله عليك ، بسم الله عليك
خلود بملل : وش عقبه! اسكتي بس
التفتت الجازي على نوف الي كانت بجانبها ومتكتفه و واضح عليها الضيق و ماهي على عادتها حتى بملامحها الذابلة ، وهمست بستغراب : وانتي بعد وش علتك؟
نوف بهمس : رحت لأم عتيق اليوم
الجازي بعدم فهم وبصوت مسموع : هـــا؟
التفت الكل عليها و فزت نوف بهدوء وهي تقرص فخذ الجازي وابتسمت بإحراج : وش فيكم؟
ام فالح : انتوا الي وش فيكم مغير تتساسرون
الجازي بتوتر : اني قاعده اقولها تروح تسوي الشاهي بس هي عجازه
لفت عليها وغمزت : ها بتقومين؟
نوف بفهم ، وتمثيل للضجر : اف! خلاص بقوم
قامت وسرعان ما لحقتها الجازي وسحبتها للمطبخ وتكلمت بسرعة : وش ام عتيق! وش وداك لها؟
نوف بعبوس : ما كنت مهتمة لموضوع هالحمل بس يوم ابوي تعنى لي وجاء يسألني قلت اتأكد واريح ضميري واريحه هو بعد
وناظرتها بحسرة : طلعت حامل وتوني بالأول
عضت شفايفها وحط يدها على خدها وتكلمت بهدوء : والله وصارت يا نويف!
وكأنها استوعبت الأحداث الي ترتبت على ام عتيق من مهنتها هذي وتكلمت بصدمة : بس كيف رحتي لها وكيف هي رضت اساسًا!
نوف بهدوء : ترجيتها
سحبت اقرب كرسي لها وجلست وهي تناظر للجازي : ومو بس هذا الي سويته اليوم
الجازي بنفاذ صبر : قولي قولي وش عندك بعد ، انا ماعادني استغرب منك شي
نوف بزعل : اتصلت على وضاح
الجازي بصدمة : وشـــو؟؟؟؟؟
سحبت الكرسي وجلست امامها وتكلمت بذهول : يابنت انتي صاحيه؟ ولا مجنونه؟ تتصلين لييييه!!!
نوف بغصة : ما ادري ، اول مرة ينربط لساني ما قدرت انطق واقوله اني حامل
الجازي بقهر : احسن! هالمواضيع ابوي يوصلها له مو انتي ، انتي خلاص بمثابة طليقه له ومو موقف هالطلاق الا الي ببطنك ولا قدنا خالصين وافتكينا من قرب "آل هازع" لنا
اخذت نفس واكملت حكيها : وبعدين تتصلين تعلمينه انتي حامل ليه؟ تبين ترجعين؟
نوف هزت راسها بجمود : لا ، ولكن جاني شعور انه لازم يعرف لأني عارفه قد ايش كان منتظر يكون اب
دخلت هاجر وهي تصفق : يا سلام يا سلام
تخصرت وهي تناظرها بحدة : وش الي سمعته؟
الجازي بخوف : اشش! يعني لازم الكل يدري؟
هاجر بقهر : وش قاعده تقول اختك هذي! ما يكفي الي صار بعد تبي تفلم فينا زيادة؟
نوف بقرف : هاجر انطمي الله يرحم والديك يكفي انك ماسكتني عن ابن الـ.. ما خليتيني اصفقه لا تزودينها علي الحين لا اطلع حرته وحرة ميساء فيك
ناظرتها الجازي بستغراب : منهي ذي بعد؟
تكتفت نوف وتكلمت بزعل : اخت خويه
الجازي بإنتظار المزيد : ايـه؟ وش فيها؟
بلعت غصتها وشتت نظرها عنها : يوم اتصلت سمعت انها هي واخوها بيجون
ولفت على الجازي بسرعة وتكلمت بقهر : البنت حلوة! و وضاح يمشي ويتزوج
الجازي بستغراب : وخير يا طير! لا انتي تحبينه ولا تبينه اساسًا خله يتزوج الي يبي
كانت بتتكلم ولكن الغصة الجمتها عن السكوت و وضح موقفها لهاجر بشكل كبير و ابتسمت بسخرية وهي تطل بوجها : تحبينه؟
نوف بقهر : قلت لك انتي وخري عن وجهي ! تراك منرفزتني
الجازي وعيونها على هاجر : وانتي! طول وقتك مغير تتبوسمين وتضحكين ما كأن امس واحد بيغصبك تتزوجينه
هاجر بضحكة : حلو! اتزوجه واتطلق واصير مثلكم
وجلست على الأرض وهي تناظرهم بحيرة : بس محتاره قبل اتطلق احمل في بنت ولا ولد؟
نوف بسخرية : ها ها ها! مايضحك
الجازي بعصبية : الفال بالمنطق يا مريضة انتي وهي
عم السكوت لثواني بينهم وكأن كل وحدة تراجع حالها ، و وضعها الحين ..
تنحنحت وتكلمت بهدوء : بنات مين تتصل وتسأل اذا ميساء اليوم جت ولا؟
هاجر بضحكة وهي تأشر عليها : اقسم بالله غيرانه! يعني تحبينه؟؟
وناظرت للجازي بصدمة : عشت وشفت لها مشاعر تتحرك لرجال واخيرًا!!!
الجازي بعبوس : وليته كفو الرجال يوم انها تتحرك مشاعرها له
نوف بعدم اهتمام : ها مين تكلم؟ انا بيعرفون صوتي
الجازي بحدة : ماراح اسعى لتواصلك معهم ولو بيدي اقطعهم من بالك بالمرة بس واضح انك عنيدة وهالقصة ماراح تنتهي بسهولة
كانت تتكلم وهي تناظر لهاجر الي طلعت من المطبخ ورجعت بيدها التليفون ومبتسمة : انا بتصل محد يعرف صوتي ، قدهم سمعوه مرة وحدة اكيد بينسوني
جلست على الأرض ونزلت بجانبها نوف الي كانت على الكرسي وبدأت تمليها الرقم و عم الصمت وهم يسمعون رنة التليفون الي ما مرت ثواني طويلة عليها الا ورد الصوت الرجولي : يـاهلا
فزت هاجر بخوف وطاحت السماعة منها وهي ترفعها لأذنها : هلا والله اخوي
تنحنح بهدوء وهو مميز هالصوت وتكلم بستغراب : ياهلا؟
مسكت يد نوف بتوتر وبدأت تتكلم بسرعة : الا حبيت اسأل اذا ميساء اليوم جت ولا لا؟
ضربت الجازي جبهتها وهي عاضه شفايفها بقوة من غباء هاجر و مباشرتها الغير مرغوبه في هالموقف تحديدًا!..
رد عليها بستغراب : وانتي وش عليك؟
هاجر بخوف : صديقتها انا ، وعطتني الرقم تقول اتصلي اذا مارديت على تليفون بيتنا
بلعت غصتها واكملت : قلت اكيد انها هنا ولا مرت عندكم وانا ابيها بموضوع ضروري
اعتدل بوقفته وهو يشوف مزنه ترتب مكانها و بجانبها بنتها سارة تساعدها : ماجت اليوم ، بس ما تحتاجين تكذبين انها صديقتك
ابتعدت نوف عن السماعة وهي تناظر لهاجر بستغراب ، بما انها كانت ناشبه ايضًا فالسماعة فكانت تسمع الحديث ..
الجازي بهمس : وشو وشو؟
هاجر بتوتر : ها؟ وش ..
ضحك بسخرية وتكلم بهدوء : عارفك ، انتي بنت عم نوف صح؟ على العموم بشريها ماهي موجودة
والتفت للخلف يشيك اذا احد يسمعه ولا ورجع يهمس : وبشريها ان كانت هي المتصلة اليوم فأن وضاح مغير يهوجس بذا الأتصال
هاجر بعصبية : بنت عم مين و وضاح مين! يلا انقلع بس
سكرت التليفون وناظرت لنوف بخوف : عرفني السكني جعله الجني
نوف بخوف : الله يقلعك وش عرفه فيك!
الجازي بضحكة بغير محلها : تستاهلين هذا اخرة الي يوقف عند الباب ويسولف شوفي الرجال ما نسى صوتك
نوف بستغراب : وش بابه؟
الجازي رجعت لمكانها وتكلمت بهدوء : يوم جيناك ذيك المرة طلعت من عندك لقيتها تسولف مع اخو رجلك وما موقفها عن السوالف الا سحبتي ولا كانت ناويتها سمرة عنده
هاجر بضحكة توتر : وش دعوه عاد! كلها سؤال عن اخباره و واضح الرجال انه ذرب ماهو قليل حياء ينخاف منه
الجازي : ايه والله المسكين ذرب اتذكره كان متوتر وانتي مغير لك لك ما استحيتي ابد
نوف بحسرة وعيونها على هاجر : خلي السوالف انتي وياها وعلميني وش قالك اخر شي؟
هاجر تنحنحت بجدية : قال قولي لبنت عمك انها اذا كانت هي المتصلة اليوم فـ وضاح قاعد يهوجس بذا الأتصال
قاطعهم دخول خلود السريع وهي تعرج برجولها وتكلمت بخوف : بنات بنات!!!
اخذت نفس وهي تناظر تعابير الرعب عليهم وتكلمت بسرعة : ام .. ام فيصل متصلة على امي!
فزت هاجر بخوف وطاح التليفون من حضنها : استحلفك بالله؟
خلود هزت راسها بتوتر : ايه والله العظيم روحي بسرعة عندهم وتلقينها تكلمها الحين
عبست هاجر بخوف وهي تناظرهم وتكلمت بخوف : والله انها صارت يابنات
نوف بحدة : مو لو انك مخليتني الطم وجهه بشبشبي ما كان تجرأ يرجع يخطب مو احسن؟
الجازي بجدية : بس انتي وهي! وبسرعة قوموا روحوا لعندهم وانا بسوي الشاهي وبلحقكم ولا توضحون شي يكفي سالفة اخو هالوضاح الله يستر منه لا يتكلم انه اتصلنا وتكبر السالفة
اخذت كل وحدة نفسها وتسحبوا للداخل ، اما الجازي بقت بالمطبخ تسوي الي قالته وبتحلقهم و التوتر ماكلها خصوصًا انه صارت سالفتين بنفس الوقت وما تدري وش تداري بالضبط ..
-
بعد مرور اسبوع هادئ على الجميع بدون أحداث تُذكر ..
ها نحنُ هُنا في قرية بطلنا وضاح ، قرية " آل هازع " ..
~
طلعت من المحل وهي تحجب اشعة الشمس عن نظرها بيدها اليُمنى ، و شدت طرف عبايتها بيدها اليُسرى و هي تنتظر اختها مزون ..
بسبب استعجالها وتمللها من الأنتظار اكثر تأففت بملل ولفت لورا وهي تناظر لأنعكاس مزون بداخل المحل : بتجين ولا شلون؟
مزون وهي تحاسب : صبر يابنت الناس وش مطيرك انتي
سكرت محفظتها القماشية و دخلتها داخل عبايتها بما انها معلقتها عليها مثل الشنطة ولفت على عزوف وتكلمت بسرعة : طيب تعالي شيلي معي شوي مافيني حيل اشيل وانا حامل
تأففت بملل وهي تدخل المحل : بس فيك حيل للدوارة بذا الحر الله ينجينا من ناره
مزون بستغراب : اللهم امين
طلعت عزوف اولًا بالأغراض ويليها مزون وتمسكت بكتفها بسرعة : بنت وش مزعلك ذا اليومين؟ والله منتي على بعضك ابد
عزوف ببرود : ولا شي
وأشرت على احدى المحلات وتكلمت بهدوء : اباخذ لي مجلة قبل نرجع
مزون بهدوء : زين
انتظرتها لحد ما رجعت بمجلتها و رجعت تفتح الموضوع معها : استحلفك بالله فيك شي؟ مزنه مسويه شي؟
عزوف ضحكت بسخرية : ابشرك اختك من امس ما شلت لها شي بسبب اسلوبها والي استقعد لها وضاح
مزون : ايه عفيه هذا الي يناسب لها قليلة الحياء
ما انتظرت جواب عزوف واردفت بسرعة : بس حتى ولو انا قلبي دليلي ويقول يا مزون وخيتك بها شي
لفت عليها عزوف وابتسمت وبانت بسمتها من عيونها الضاحكة وتكلمت بسخرية : صدق والله؟ وش قالك بعد؟
مزون بمراوغة : ويمكن انه بعد قالي سياف خاطبك
وقفت خطواتها بسرعة ولفت عليها تناظرها بذهول : مين علمك؟
مزون بضحكة : وضاح
تأففت بملل وضربت رجلها بالأرض : والله مبزره يلا الحين الكل بيدري
مزون بستغراب : وش دعوه عليك يا عزوف! تراه كلمني قال كلميها وحايليها كود يلين راسها وانتي عارفه غلات سياف عند وضاح ماوده يصير بينهم حساسية على شي مثل كذا
تركتها تتكلم بنص الحارة ومشت تاركتها ، وتكلمت مزون بصوت تسمعه عزوف : وبعدين الرجال شاريك ماقلنا غصب ولكن استخيري وتعوذي من الشيطان من الأفكار الي تدور براسك
عزوف بتسليك : اقول امشي بس ولا تمشين على بيض ترا ما اداني البطئ
زفرت بنفاذ صبر من اختها وبدأت تلحقها بخطوات هادئة وهي تناظر شكلها من الخلف وعجزت تحدد وش تفكر فيه بالضبط ولكنها بتحاول كثير تفهم ولو القليل ، خصوصًا ان سياف رجال ما يعيبه شي ابد وهم كـ عائلك خابصينه زين
~
فزت من مكانها بهدوء من صحوتها من هالذكرى على طرق باب غرفتها وتكلمت بهدوء : طيب ، ثواني بس
نزلت من سريرها بسرعة وهي تنزل قميصها وفتحته وهي تشوف رواف واقف وبيده الزهور الحُمر ، وتكلمت بستغراب : وش ذي؟
رواف بضحكة: هذي ردة فعل بالله؟
عزوف بستغراب : اني اول مرة اشوفها في بيتنا ، مستعجبه بصراحة
رواف بهدوء : عادي ادخل؟ ودي احاكيك في موضوع
استغربت طلبه بهالطريقة ولكنه أشرت له بالدخول على طول لحد ما دخل ولف عليها وهو يتكلم بهدوء : وضاح ماقالك شي ؟
عزوف بستغراب : قالي شي مثل وش يعني؟
رواف : نوف
عزوف بستغراب : وش جاب سيرتها؟
جلست على طرف سريرها وتكلمت بسرعة : وبعدين لا بالله ماجاب سيرتها ابد ، ولكني كأني لمحت امي تكلمه بالموضوع قبل امس وكأنه تنرفز وطلع من البيت بس
رواف بجدية : بس؟
هزت راسها بصدق : ايه بس ..
وتكلمت بسرعة : صاير شي؟ لا تخوفني
رواف بضحكة : لا والله ماصار شي يخوف ، ولكن قبل اسبوع بنت عمها اتصلت تسأل عن ميساء وانا والله يا وخيتي هالبنيه حاسني اميزها بين عشرة ولكن الغريب انكرت انها هي وسكرت في وجهي
اتسعت اعينها بذهول وهي بسبب صحبتها مع نوف في تلك الفترة اصبحت على داريه في افراد عائلتها : بنت عمها؟ وش عرفك فيها؟
جلس بجانبها على طرف السرير وتكلم بجدية : قد شفتها بسوق النصف ، وقد شفتها جايتنا بالبيت ولا اكذب عليك اني ما اميزها
وتكلم وهو يتنهد : يا عليها عيون يا عزيف
سحبت باقة الزهور منه وضربتها على صدره وتكلمت بحدة : عن قلة الأدب اقول! احشم عمرك تراك منت رواف الصغير
رواف بضحكة : لا بالله عليك ان كانك تعرفين معلومة عنها مني مناك تزوديني فيها بكون شاكر لك
عزوف بعصبية : اهبل انت؟ لا تفكر بالبعيد مع بنت "آل ثايب " يكفي نوف وشوف حال اخوك ، تحسب هالمكابر زين له؟
اعتدلت بجلستها وتكلمت بجدية وهي تأشر على نفسها : انا ، انا اعرف وضاح والله ماهو على بعضه والسبب هي ..
واردفت بأسى : اخوك يا رواف ماهو مثل ما بخصناه تغير ، تغير والسبب هي .. ودك تلحقه؟
رواف بذهول : فالك ما قبلناه ، ولكنه مجرد فضول وحبيت ارضيه
عزوف بجدية : سده ، سد باب هالفضول لا تفتح لنفسك ابواب انت بغنى عنها .. ان كانك تبي نصيحتي بنات هذيك القبيلة اصرف النظر عنهم لأن المستقبل معهم مجهول وانا اختك
شافت انه التزم الصمت و سابقته بالحكي وهي تتكلم معه بهدوء : ايوا تقولي متصلة ، اتصلت وش قالت طيب؟
بدأ يسرد لها حقيقة ما حصل اثناء الأتصال ، وسرعان ما ضحكت من قلبها وتكلمت بسرعة : نوف قالت لي عن عباطتها بس ماهقيتها كذا لو تبي الجد
رواف ببتسامة: صح انها كسحتني بس عوافي
سكتت من ضحكها وزفرت بتعب : بس وش تبي بميساء تتوقع؟
وقف وهو يرفع اكتافه : وش يدريني
و رجع ياخذ باقة الزهور ومدها لها : وتفضلي
اخذتها منه وابتسمت بخجل : مدري وش الطاري عليك بس مشكور
مشى بخطواته متوجهه لخارج الغرفة وتكلم بهدوء : عاد بكيفك تعلمين وضاح ولا ، ولكني انا رافع يدي من هالموضوع و بسكت
حطت يدها على ظهره من الخلف وطلعته برا غرفتها وهي تهز راسها بتسليك : زين زين يلا عاد خلني اريح الحين
سكرت الباب خلفه والتفتت وهي رافعه الزهور لناحية وجها وتتأملها ببتسامة : يــاه! ما أجملها
فزت بسرعة على صوت طرق دريشتها ورمت الزهور على سريرها وهي تركض لناحية الشباك ، من ثلاث ايام تقريبًا كانت تسمع هالطرق و من تلمس يدها الظرف ترجع تدفه لحد مايطيح ويشوفها وياخذها ويروح بعيد فيها ..
فتحت قطعة القماش من على شباكها وهي تحاول تتصيد وين مكانه بالضبط وكيف يقدر يرميها بهالمكان وهي ما تلمحه ، وتخاف كثير انه يشوفها حتى لو لمحة لذلك كانت تغطي النصف منها بالقماش ومايظهر منها الا يدها الي تحاول تدف الظرف بعيد عن اعتاب دريشتها ، سمعت صوت رواف وهو يناديها وحست وكأن ماء بارد انكب عليها وماعرفت وش التصرف الصحيح الا انها تسحب الظرف اخيرًا وتحطه خلف ظهرها وهي تناظر الباب بربكه اثناء دخوله عليها ..
وتكلم بستغراب : وش فيك؟
عزوف بخوف : مفروض ما تفتح الباب كذا على طول ، طقه اول
رواف بفهاوة : والله اني ناسي ياخوك سامحيني
بلعت غصتها وهي متوجها لمخدتها الي دست الظرف تحتها بحركة سريعة وتكلمت بتوتر : ايه وش تبي؟
رواف وهو يحك راسه : جاي اقولك لا تصحيني للسحور ، توني راجع من العيال ومتسحر عندهم الحمدلله . صحيني للصلاة بس
عزوف بتوتر: طيب
طلع بكل هدوء ، واخيرًا سمحت لأنفاسها بالخروج و التنفيس عن خوفها من انه لاحظ وقفتها عند الشباك : كنتي بتروحين فيها يا عزوف
ما كان عندها نية تقرا هالرسالة ، يكفيها رسالة المرة الأولى لذلك من تصبح راح تاخذها وترميها وكأنه لم يكن فيه ظرف تحت مخدتها من المفترض انه تقراه ..
-
صباح يومًا جديد ، في قرية " آل ثايب " ..
بينما يعج المكان بروائح الورد المنثور بأنحاء اسوار المنزل ، المُزين بألوان الورود الزاهية ، واختلاطها برائحة الحناء ..
طلعت الجازي والصينية الكبيرة على رأسها بخطواتها السريعة لـ جلب بقية الأغراض لخلود الي انتهت من نقش جميع اناث عائلتها ما تبقى الا العروسة الجميلة الي متعمدة تكون طلتها غير الكل ، وقفت بسرعة على صوته المنادي وتكلمت بعدم مبالاة : هلا؟
هزاع بجمود : اطلبي من البنات يبعدون عن الطريق ، ابغى ادخل
نزلت الصينية من على راسها وتوسدتها بخصرها وتكلمت بستغراب : وليش تبي تدخل؟ البيت مليان بنات خالاتك زودن على ذا نوف وامي موجودين يستعدون لعرس الليلة
هزاع بتملل : الله يرحم لي والديك يا الجازي افتحي لي الدرب خليني اسري ، تراني صايم و منكرف لين كحيت من اذني
ما اعجبها اختلاط هزاع بـ بنات خالاته ، كانت تتوقع المحبة والأحترام بينهم ولكن الواضح من الأيام الي راحت كانت كفيله تصحيها على موضوع ان هزاع محبوب بنات خالته وعلاقتهم سمن على عسل بدون استثناء ..
اول مادخلت ما استغربت بعثرة المكان من تجهيزات الجميع ، خصوصًا هاجر الي كانت متوسطة الصالة والكل حواليها لزفافها الليلة ..
حطت الصينية بالأرض وبدأت تتنحنح بهدوء : بنات تغطوا ولا اندسوا بمكان ، هزاع يبي يدخل
ام فالح بحنية : ياعمري ولد وليدي من امس وهو يكرف اكيد انه تعبان
وصفقت بيدها بسرعة : يلا يابنات عجلوا الي تتغطى والي تندس خله يدخل يريح
ام هزاع ببتسامة : امي يالجازي قولي له يقيل له شوي لأن الظهر ان شاء الله بيصحى يكمل الشغل مع العيال
الجازي بهدوء : ان شا..
قاطعتها ضحكتها الساخرة والعفوية : خليه يدخل ما من غريب
ولفت على اختها : ولا لا يا سوسو؟
ناظرتها بطرف عين سُعاد وتكلمت بحدة بصوت غير مسموع : انطمي وعن حركات المبزرة
جنى ببتسامة وهي ترد بصوتها الخافت وتضرب يد اختها بكوعها : قلتها من باب ان ابو العيال المستقبلي هزاع وش فيك زعلانه
وقفت سُعاد بسرعة وهي ترمي الي بيدها بحضن اختها جنى وتكلمت بملل : خلصيهم انتي بدالي انا رايحه انام
مشت مع باقي البنات الي اختاروا يدخلون احد الغرف ، تاركه جنى تتكلم بصوت مسموع وهي تضحك : يابنتي امشي والله اني امزح ..امشي!!
ام هزاع بضحكه : ياحبتس لمناقرها يا جنى خلي اختس في حالها!
جنى بتصنع للدهشه : ما سويت شي!
الجازي بسبب تركيزها على هالثنتين وتصرفاتهم عرفت ايش انقال ، وماتعرف اذا فيه غيرها سمع ولكن الواضح ان سُعاد خجولة من تواجد هزاع حولها و جنى فاضحه هالتصرفات بطيشها ، ما تعرف سبب زعلها من هالموضوه ولكنها اكتفت تنادي هزاع الي دخل وسلم على جدته و والدته و ام الجازي من بعيد ودخل لغرفته على طول ..
استقامت بظهرها وهي تبعد وجها عن يد اختها وتكلمت بتعب : ها وش رايك؟
هاجر ابتسمت بصدق : يجنن! بس ليتك ما تحطين بكفي شي
ام هزاع بحدة : الا! انتي عروس لازم لتس الحناء من كل صوب
وأشرت وهي تتكلم بسرعة : ماعليتس منها كملي كملي خله مايجي الليل الا قده اصبح حمر وغامق
خلود بتعب : ان شاء الله
جلست الجازي بجانب والدتها الي ناظرتها بحنية وابتسمت : وين ولدتس؟
الجازي بهدوء : مع ابوي
ام فالح بسرعة : وانتي يا بنيتي ماودتس بالحناء؟
ام هزاع بضحكة مزاح : يقولون الي تحني يدها في ليلة عرس قريبتها نصيبها يجي على طول
نفضت يدها بسرعة وهي تضحك بنفس مزاح زوجة عمها : ول ول ماعادنا نبي نقش ولا حناء ..اكتفينا مرمطه بالعرس الأول
هاجر ناظرتها وتكلمت بزعل : كذا تسمعيني حكي بليلة عرسي؟
الجازي بذهول : ماقصدت طيب!
رفعت نظرها لأختها وتوقفت عن النقش لوهلة وتكلمت بهمس تسمعه هاجر : على اساس عرسك من ضاري بكامل موافقتك ، ياخوفي لا تلحقين بنات عمك ويجيني الدور انا بعد
سحبت يدها من اختها وتكلمت بعصبية مفاجئة : اهوووه! خلاص انتي وياها تراكم طفشتوني
وقفت وهي مدده اياديها لا يلتصق حناها بالملابسها وتكلمت بغضب : بروح عند نوف ابرك لي
مشت داخله للداخل عند نوف الي كانت تجهز فساتينهم و تبخرها كما المعتاد ..
تكلمت ام هزاع بستغراب : وش انتس قايله لأختس؟
خلود بستغباء : ماقلت شي! فجأة شبت في وجهي اعوذ بالله
ام فالح بهدوء : لا تشرهون عليها البنيه اكيد متوترة من ليلة عرسها ، خلوها في حالها
وقفت الجازي وهي ممسكه بيد والدتها : اجل انا استأذنكم بريح راسي ، تصبحون على خير
الجميع : وانتي من اهله
ما انتهى صباح منزل العم ابراهيم ابو هزاع ، البنات بحركتهم منعشين الجو ما بين ناس نايمه ومابين ناس ترتب ومابين ناس باسطين فرشتهم بالحوش الي اختلى من كل شي تحضيرًا لـ تجهيزات الرجال بالزل و الأمور الي يتقنونها ..
-
بنفس التوقيت ، بالجهة الأخرى من قرية "آل ثايب "
نزل سلطان من الدور العلوي و بيده ثياب اخوانه وبدأ يتلفت حوالين البيت بستغراب و ارتفع صوته منادي : يا جماعة الخير!
مستغرب من هدوء البيت وهو عارف ان العائلة كلها متواجدة ، من هياء اخته واطفالها ، و فيصل وزوجته وابنائهم ومع ذلك البيت صامت بشكل غريب ، لم الثياب على يده وبدأ يطرق الباب الداخلي بكل هدوء وهو يكرر اسماء اخواته ، ماجاه الرد الا من صوت قماشه الي كانت خلف الباب وتكلمت بسرعة : هلا يا سلطان امر وش انك تبي؟
سلطان بهدوء : ما يامر عليك عدو يا أم نواف بس اني مستغرب وين الحياة في ذا البيت!
ضحكت قماشه عليه وهزت راسها : العيال بالغرفة نايمين جميع ، اما عن البنات شفهم داخل كل وحدة مبتلشه بنفسها
وسكتت شوي وتكلمت بسرعة : تبي شي؟ انادي لك وحدة منهم؟
سلطان بسرعة : لا لا الله يسلمك بس اني جاي اشوف وش الوضع
ومد الثياب الي بيده : ولكن خذي هالثياب علقيها لا تطقها ريحة الشمس وانا بروح الحق ابوي وصالح وفيصل قدهم ينتظروني اكيد في بيت العم ابو هزاع
فتحت له الباب اكثر واخذت منه الثياب و استودعته الله كالعادة ، لأنها تعودت عليه هو وصالح بطفولتهم و تحسهم حسبة اطفالها لا غير ..
دخلت للداخل وهي تشوف شيخة منحنيه برأسها للأرض وبجانبها ريناد الي كانت ممسكة بالمكاوة وتكوي شعرها ..
شيخة صرخت بخوف : بــنــت!!!! انتبهي اذني لا تلقطينها
ريناد بعدم اهتمام : اقول خلصيني بس ترا باقي شعري ماخلصته
التفتت عليهم والدتهم وتكلمت بغضب : اني قايله لكم من بدري خلصوا يابنات عفشكم خلصوه! مفروض من يأذن العصر واحنا عندهم
ريناد ناظرتها بملل : يا يمه الي يشوفك هم بالقرية الثانية! ترا بيتهم جنب بيتنا يمدينا نطب من السطح اسرع لنا بعد
تقدمت هياء بسرعة وسحبت منها المكواه : عطيني انا اخلصها وانتي روحي شوفي حل لعرادتك لا يقولون بنتهم متكهربة عليهم في ليلة عرس اخوها
ضحكت قماشة من مشاحنة هياء وريناد و الضحية الي راسها بالأرض تنتظر الخلاص منهم ، وناظرت لخالتها : وانا ياخالتي وش اسوي؟ تمللت وانا جالسه
ام فيصل بهدوء : يابعد حيي يا بنيتي ماقصرتي يكفي لأول مرة بهالتاريخ هالبزارين يسمعون الكلام و يرقدون في مفارشهم
هياء ضحكت بخفة وعيونها على شعر اختها : الا قولي قاعدين يشحنون البطاريات لليلة ، عساها خير بس
اكتفت قماشة بالجلوس مع خالتها للسوالف ، و اكتفت هياء بالأنشغال مع شعر شيخة وخوفها بكل مرة تقرب الحرارة لوجها ، اما عن ريناد الي بدأت بتجهيز نفسها لأنها تعرف زي كل مرة راح تكون كوافيرة العائلة فلازم تضمن انها تكون الأولى الي انتهت فيهم ..
-
وفي جهة اخرى تبعد عن قرية " آل ثايب" ، ها نحنُ هُنا في قرية " آل هازع" ..
بفترة الظهيرة و حرارة الشمس مع الصيام ..
طلعت من المطبخ وهي عاقده حاجبيها من اشعة الشمس المباشرة لها و ناظرت لوضاح الي كان واقف بالقرب من هاتف المنزل وتقدمت له بخطوات بطيئة ، ودقته من كتفه وهي تضحك : ها!! لك ساعة واقف هنا وش عندك؟
وضاح بملل : عزوف وخري عن وجهي يكفي طيحتي وجهي عند الرجال لا تخليني احط الحرة فيك الحين
ابتعدت عنه خطوتين وتكلمت بستغراب : اي رجال؟
وضاح ناظرها بعصبية : سياف يعني من غيره؟ الرجال بيكمل اسبوعين وهو ينتظر موافقه و الواضح اني من بكره العلم بيجيه ان عندي اخت ماهي وجه زواج
وتنهد بملل وتكلم بهدوء : ويلا ابعدي خليني بالحالي
صحيح ما حبت طريقة حكيه معها ولكنها بتعذره هالمرة و السبب ان فيه شي شاغلها اساسًا والي هي وقفته طوال هالوقت قبال هالتليفون ..
تنحنحت بهدوء وتكتفت وهي تخزه : من تنتظر اتصاله؟
سحب شماغه من على راسه و توسده على كتفه والتزم الصمت وهو يسمع رنة التليفون نفسها ماتغيرت بكل مرة يجيه رفض ..
ابتسمت وتكلمت بمراوغة : طيب يمكن هالرقم ، رقم كبينة كيف تتصل؟
لف عليها بستغراب وابعد السماعة عن اذنه : وش عرفك؟
مشت متعديته بهدوء وتكلمت بإستفزاز : انا بروح عن وجهك زي ماقلت لي..
مسكها من زندها بقوة وتكلم بحزم : بنت! وش العلم الي عندك؟
سحبت يدها منه وتكلمت بوجع : خير وش فيك انت! شوي شوي علي
نفضت لبسها بتصريفه وشتت نظرها عنه وهي ترد عليه بتوتر : يمكن ..نوف
عقد حاجبه بستغراب وتكلم بسرعة : وليه بتتصل طيب؟
ما كان مستبعد انها نوف ، اساسًا وقفته طوال هالأيام ومحاولة انه يلقط هالأتصال مرة ثانية ماهو احساس عبثي وجت عزوف الحين وأكدت له احساسه ، حاس انها هي ولكن مايدري وش مبتغاها ، هل هو طلاق ولا هي حانه له مثل ماهو حان لها ويبيها ولكن المكابر بينهم سيد الموقف ..
عزوف بهدوء : يمكن انها بتخبرك بشي يخص حملها
بمجرد ما انجاب طاري الحمل الوهمي عبس بملل ورجع السماعات لمحلها وتكلم وهو يتنهد : ما ظنتي
ابتعد عن اخته وهو يسحب شماغه من على كتفه وبدأ يلف عمامته على راسه راسه ، ولكن شعور ان اخوها متشفق لخبريه عنها طوال هالأيام وهي ساكته موجعها ..
وتكلمت بخوف وهي تشوفه يبتعد عنها : وضاح
لف عليها وهو ممسك بباب المنزل وتكلم بتملل : بخصوص سياف انا طالع له الحين وبقوله انك رافضه
تقدمت له بسرعة وهي تتلفت بالحوش حرصًا من ان مزنه ماهي موجودة وتكلمت بسرعة : تعال بكلمك
تمسكت بيده وقربت له وهي تهمس : رواف قبل اسبوع علمني ان بنت عم نوف متصلة تسأل عن ميساء
عقد حاجبه بذهول وتكلم بسرعة : استحلفك بالله؟
وكأنه استوعب ان هالموضوع تخبى عنه لأيام : وليه ساكته؟
عزوف بخوف : مدري والله مدري
اخذ نفس عميق وزفر بتوتر : وتسأل عن ميساء ليه؟
عزوف بتوتر من ملامحه الي ابتدت تحتد من غضبه الي يحاول يتمالكه : مدري بس يمكنها كذبه عشان تشوف الوضع بشكل عام ولكن رواف عارفها ، حتى لما قالها انها بنت عمها عصبت وسكرت في وجهه
وضاح بحسرة : يابنتي ليه ما اعطيتيني خبر من بدري؟
عزوف بلعت غصتها : وليش اعلمك؟
ما كان يعرف انفعاله هذا ليه ، ممكن لأن خطر في باله اتصالها هذا بيكون فاتحة خير عليهم وأنها تراجعت عن قرار الأنفصال ولكن بسبب موقف سكوت اخويه بيخرب كل شي ..
ما كان في باله الا شي واحد و هو انه يمسك خط لقريتها الآن ويشوفها ويقابلها وجهًا لوجه ، اما ان رحيله لهناك بيعتمد على الطلاق او انها تتنازل عن كبريائها وتكون معه من جديد ..
أنت تقرأ
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر
Romanceاهلًا بكم جميعًا ، بروايتي و اعزوفتي الثـانية .. - ( يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر ) ( الرواية باللهجة العامية) نبذة الرواية : عداوة تتوالد عبر السنين بين شعوب قريتين يفصل بينهما صحراء ، قرية قبيلة " آل هازع " و قرية قبيلة " آل ثايب " بطلتي تسكن ب...