Part 23

2.2K 67 18
                                    

-
يوم جديد ، في قرية " آل ثايب "
في منزل الجد ، بعد اذان الظهر تحديدًا ..
~
سكرت الباب وراها وهي تنفض يدها من الماء ، و اتجهت بخطوات هادئة لجدتها الي كانت رفعه الراديو لعند اذنها و تدندن مع الأغاني العتيقة الطربية ..
خلود : يازينك ياجده وانتي مروقه
ام فالح ببتسامة : اليوم الجو يرد الروح والقناة عادوا لي طربيتي وش تبين اكثر من كذا؟
خلود بضحكة وتصنع للذهول : واخيرًا لقيت لي شي جدتي تعشقه اكثر من جدي
ام فالح ببتسامة خجل : عيب وانا جدتس عيب
تقدمت اكثر بحماس وناظرت عيونها بتركيز : لازم تعلمين حفيداتك كيف يحبون
ام فالح بضحكة : اي وحده فيهم؟
خلود بدأت تلعب بخصلة شعرها بملل : الثلاثي المرح
ام فالح تنهدت : هذا وانتي اصغرهم اعقلهم
اعتدلت بجلستها وقصرت صوت الراديو الي بدأ مذيعها يتحدث عن الأخبار وتكلمت بهدوء : الحب وانا امتس يجي من الله ، بعد عشرة طويلة
خلود بتركيز : متى حسيتي انك حبيتي جدي؟
وسرعان ما رفس الباب بقوة ورمى كرتون الفواكة بالأرض و فزت خلود بخوف..
الجدة بستنكار : يادافع البلا وش فيك داخل علينا بشياطينك
تقدم لها بسرعة وباس راسها وناظر لخلود : قومي جيبي لي ماء
خلود وقفت وتكلمت بملل وهي ماشيه للمطبخ : ما ظنتي حفيداتك يحتاجون تعليم يا جدة ، مافيه الا ذا الي شوفي وضعه زين
هزاع بعدم فهم : وش تهذري به؟
ام فالح بضحكة من ردة فعلها : خلك ماعليك منها
تمسكت بيده وكملت بفضول : وين هاجر؟ غاطسه ماشفتها
هزاع : هذي العجازه من قالها ابوي روحي لبيت جدانك انجطلت سوت نفسها تعبانه
ام فالح بزعل : اكيد انها فاقده بنات عمها ولا تبي البيت من بعدها
هزاع بملل : والله من الدلع
اخذ كأس الماء منها وشربه دفعه وحده تحت نظرات خلود واؤمى راسه بـ خير؟
خلود تنهدت بملل : جيت وقاطعت سوالفي مع جدتي
هزاع بجدية : انا اقول كانك خلصتي شغلك هنا البسي عباتك ومشينا
قامت ولبست عبايتها وطلعت معه بعد ما ودعوا الجدة ، سكرت الباب بهدوء وهي تعدل العباءة على رأسها..
هزاع وعيونه عليها : ضوقي عيونك
خلود بنرفزه: كيف بشوف الطريق يعني!!
هزاع ببرود : موب لازم تشوفين تمسكي فيني وامشي
خلود بغضب : ليش انت كذا؟ كيف بتتزوج كيف بتكون اسرة وهذا اسلوبك؟
سرعت خطواتها وهي تتأفف بعصبية ، تحت استغرابه من اسلوبها ..
وتكلم بعصبية وهو يشوفها تبعد : طايل لسانك يا ام شبرين ولكن هين انا اعلمك يا قوية الوجه
-
بنفس التوقيت ، في قرية " آل هازع "
في اثناء ضجة اصوات الجدة و ابنائها و احفادها بالحوش ، كانت متواجده بغرفتها معه ..
~
طلعت من دور المياه وشالت الفوطة من على راسها وهي تشوفه قاعد على طرف السرير ومطمن راسه و واضح سرحان بيده الي كان شابكه ببعض ..
ناظرت حوله وضحكت بسخرية : مسرع ما غيرت السرير
شافته مستمر بالصمت ولا عجبها تجاهله لها وكملت : ولا دلوع امه ما يتحمل نومة الأرض؟
لفت لناحية المرايا وهي تشوفه يقرب لعندها بخطوات بطيئة وعيونه على شعرها الي كانت ناثرته ومغطي ظهرها ..
وابتسمت من غير شعور لما لامست اناملها شعرها وتكلمت بضحكة : اعجبك؟
وتكلم بهدوء وعيونه للآن سرحانه بشعرها : قد ايش تحبينه؟
عقدت حاجبها وتكلمت بستغراب : مين؟
لمحة لمعة المقص بإنعكاس المرآة وقامت على طول متناسيه ارجلها وتكلمت بعصبية : نعم!!! خير!!
سحبها من شعرها لناحيته وتكلم بغضب وهو يتأمل عيونها : اقسم بالله لو خصله تطلع منك لأحد اني لا اقطع راسك مو بس اقصه لك
فك يده من خلف رقبتها والتفت لناحية الباب الي انفتح و كانت متكتفه وتكلمت بملل : امي تبيك يا وضاح
سحب شماغه بطريقة سريعة وطلع من الغرفة متعديهم والغضب تكه و يفجر كل شبر بداخله من تصرفها اثناء تواجد رواف ..
مزنه ضحكت بسخرية : اثر هذا حالتس مع اخوي؟
ابتسمت بمراوغة وتكلمت بنفس نبرتها : حالي معه على احسن ما يكون على الأقل ما امسي واصبح على ضرب
مزنه ببتسامة : من الي سمعته واضح انكم سمن على عسل بسم الله عليكم
مشت بتمخطر امام عينيها وضربت يدها بحقد على تسريحتها الخشبية ..
جلست على طرف السرير ومسحت وجها بتعب : اه يا رجولي!
نزلت نظرها لمستوى رجلها وتكلمت بسرعة : تحسني في ذمتي لا اتوطاهم واحد واحد
-
بعد آذان المغرب ، في الريف اعلى الجبل
في منزل ابو الجازي ..

يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن