على حافة الوصول

572 112 133
                                        

-في زمن ومكان آخر-

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

-في زمن ومكان آخر-

جلس جين على طاولته وأمامه دفتر رسم وبيده قلم رصاص يرسم ملامح امرأة يعرفها جيدًا... ملامح والدته، فبدأ بخطوط الوجه، والعينين الهادئتين، والشفتين، تفاصيل جعلت قلبه يضطرب قليلًا كلما تأملها.

لكن بينما استمر في الرسم وجد نفسه يضيف بعض التفاصيل التي لم يكن يقصدها... خطوط حادة بعض الشيء حول العينين، زاوية مختلفة للفم.

توقف للحظة يحدق في ما رسمه.
كان يجب أن تكون صورة والدته... لكنها لم تكن كذلك تمامًا.

كان هناك شيء مألوف في تلك الملامح، شيء لم يكن يدركه من قبل.

عينيه اتسعتا فجأة وأصابعه شُدت على القلم بينما أدرك الحقيقة... ملامح والدته تشبه ملامح الفتاة التي تظهر له في أحلامه، الفتاة التي يراها مع المرآة الفرعونية... كيف لم يلاحظ هذا من قبل؟

قبل أن يتمكن من استيعاب بدأت عينيه تغلقان رغمًا عنه.

لم يكن نعاسًا، بل كان إحساسًا ساحقًا يجذبه نحو عالم آخر مرة ثانية.

كان واقفًا في مكان لم يره من قبل، محاطًا بأحجار ضخمة ونقوش فرعونية وبين ذراعيه نفس الفتاة التي يراها في أحلامه فاقدة الوعي، لكنه شعر بدم بارد يسري في عروقه عندما سمع صوت بكاء قريب.

التفت بسرعة ليجد فتاة أخرى تجثو على الأرض عيناها غارقتان بالدموع وتمسك بيد الفتاة التي يحملها وكأنها تحاول منعها من الرحيل.

"أرجوكِ... استيقظي."

كان صوتها مملوءًا بالألم واليأس.

جين لم يكن يفهم، لكنه شعر بأن المشهد وكأنه عاشه من قبل.

نظر إلى الفتاة بين ذراعيه، ثم إلى الأخرى التي تبكي، وحاول أن يتكلم لكنه لم يستطع إخراج أي صوت.

وبعدها كل شيء بدأ يختفي قبل أن يجد نفسه يعود إلى واقعه في غرفته جالسًا على كرسيه، والدفتر لا يزال أمامه والقلم لا يزال في يده.

زمن غير الزمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن