قتل، أم خطف.!

299 61 139
                                    

"زوجتي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"زوجتي... مريم، وجدناها مقتولة في المعمل."

تلك الكلمات التي نزلت على مسامع جين كالصاعقة، فجعلت قلبه يطير في حنايا صدره دون أن يشعر، إذ جرى مسرعًا إلى المعمل، ذلك المكان الذي كان جزءًا من المنزل.

كان عقله مشغولًا بصديقه قديس، الذي كان يعشق أمه مريم عشق الروح للجسد، فكيف له أن يتحمل هذا المصاب العظيم؟

كان يعلم كم كانت مريم بالنسبة له أكثر من أم، كانت الملاذ.

أما بروفيسور ماكس، ذلك الرجل الذي أطلق اسمه في أرجاء لوس أنجلوس، وكرس عمره لتكنولوجيا المستقبل، كان متخصصًا في ربط العقل البشري بالعناصر الآلية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في تسخير تكنولوجيا المستقبل ليصنع معجزة جديدة باسم "Hu-AI".

ولكن هذا الرجل الذي كان في قمة المجد والعلم قد تنحى عن منصبه بعد أن اكتشف سرًا أكبر من كل علمه، سرًّا عن "الهجناء"، هؤلاء الذين ستقودهم الأيام إلى حكم الأرض في زمنٍ قد يقتلع البشرية من جذورها.

ولكنه لم يكشف عن الحقيقة إلا في كلمات مبهمة، مختومة بوجوه تملأها الحيرة.

بروفيسور ماكس، العارف بالأسرار، الذي هجر منصبه وخرج من فخ الفتن، هل كان يعلم شيئًا عن مريم؟
هل كان يشك في شيء عظيم قبل أن يختفي هذا الحدث الغريب في تلك التجربة المروعة؟

أما قديس، فقد كان في حالةٍ من الانهيار التام، يجلس على الأرض كتمثال من حجر، لا يفكر إلا في صورة أمه المفقودة، صوته خفيض، وجسده كالخشبة التي تُلقى في بحرٍ هائج.

هل كانت دماء أمه، أم أنها مكيدة من مكائد الزمان؟
هل قُتِلت حقًا، أم أن هذا تمويه من تمويهات السياسة والظلم؟
هل كانت تُقتل لتكون عبرة، أم كانت ضحية خيانة علمية لا يعرفها إلا من اكتوى بنار التجارب؟
أسئلة تأبى الإجابة، وعقل قديس يغرق في دوامة من الشك والضياع.

وبينما هو غارق في غيابات تلك التساؤلات التي لا نهاية لها، كان جين يقف بجانبه، يحاول أن يكون له السند والرفيق.

زمن غير الزمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن