تخيل ما تُريد تخُيله يا عزيزي، ففي هذا الزمن ستُكشف كُل الأسرار وسيتحقق كل ما بغيته، السرُ يكمنُ في قبضة أنثى ذكائُها فاق أسطورة أطلانتس وراما، هي من كَشفت سِرُ الشيطان نفسه، والآن سينسدل سِتار الخفايا وقد حان الوقت للمُشاهدة خِسارة تابعيه.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كانت جميلة في لحظة من الضعف والانكسار وكأنها غارقة في بحر من الحيرة والرهبة، ضاعت الكلمات من فمها، وتاهت المشاعر في قلبها.
أحست بشيءٍ كالصاعقة، كما لو أن دلوًا من ماء بارد قد انهمر على رأسها، وزيادة مفاجئة في ضربات قلبها.
دموعها تدفقت كالمطر، وخوف شديد اجتاح كيانها... خوف لم تعرفه منذ عشرين عامًا وأكثر.
لم تستطع أن تنظر إليه، كيف له أن يعود بعد كل هذه السنين، ومعه تلك الابتسامة الماكرة؟ أليس يكفيه ما فعله بها وبأسرتها؟
اقترب منها، وأرادت أن تهرب، لكنه... بكل دم بارد، ابتسم!
قال بصوت هادئ مع تلك الابتسامة المزعجة: "ما الأمر يا جميلة؟ ألم تشتاقي إلى عمكِ؟"
أبتْ أن تلتقي عيونها بعينيه، فقد كانت عيونها تسرح في كل مكان إلا حيث هو.
لكن كلماتها اختفت في حلقها وكأن الخوف قد اغتال قدرتها على الكلام، فلم يكن هناك سوى دموعها تروي خجلاً وحزنًا، وكانت يداها ترتجفان كما لو أنها لا تملك القدرة على الوقوف.
كيف لا تخاف؟ أليس هو من علّمها الخوف بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ؟
نظر إليها طويلاً، وسألها، وقد ازدادت نبرته سخرية ودهشة: "لِمَ كل هذا البكاء يا صغيرة؟ هل جئتُ لأخطفكِ؟"
لقد فعل ما لا يُحتمل ليزرع في قلبها الخوف، وجعلها تكتم أنينها خوفًا من عواقب الحديث مع والديها، حتى لا يُشعل الشجار بينهما كما كان يحدث دومًا.
كان يضربها، ويعذبها، فقط لأنها كانت عفوية، لأنها كانت تبتسم بصدق، تُعبر عن نفسها بحرية.
كانت تلك الضربات تُدمّر طفولتها، وتُخمد في قلبها براءة الطفولة.
أطال النظر إليها، وحدثها بنبرة ساخرة: "ألم تُخبريهم بما حدث؟ هل لا تزالين تخافين مني؟"
لم تعرف لماذا كان يعاملها هكذا، هل لأن قلبه كان ممتلئًا بالحقد بسبب محبة جدها له أكثر من أبنائه؟