تخيل ما تُريد تخُيله يا عزيزي، ففي هذا الزمن ستُكشف كُل الأسرار وسيتحقق كل ما بغيته، السرُ يكمنُ في قبضة أنثى ذكائُها فاق أسطورة أطلانتس وراما، هي من كَشفت سِرُ الشيطان نفسه، والآن سينسدل سِتار الخفايا وقد حان الوقت للمُشاهدة خِسارة تابعيه.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
عام 2023، قبل أسبوع من الحادث، في يوم السبت.
"... ها هي الأيام قد أظلمت في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وأصبح التوتر بينهما أشدّ ما يكون، حتى خرج رئيس روسيا مهدّدًا بكلامٍ صادم، فصرّح من يتجرأ على التدخل في شأن هاتين الأمتين فليكن على علمٍ بأننا سنضع أسلحتنا النووية في حالة الاستعداد. واحتمالٌ كبير أن تندلع حربٌ عالمية ثالثة بسبب هذا، وهو ما صرح به أيضًا رئيس وزرائه..."
في صباحٍ هادئٍ داخل منزلٍ بسيطٍ في حيٍّ شعبي في الجيزة، حيث تقيم أسرةٌ متواضعة، كان زين يطالع الأخبار على شاشة التلفاز التي لا تزال تبثّ أنباء الحرب.
وقتها اقتربت منه أخته زينة وجلت في عينيها نظرة القلق من تفاصيل الأيام العصيبة، فرفعت يدها وأطفأت التلفاز بحركةٍ حاسمة قائلة: "لا فائدة من مشاهدة هذه الحروب والاضطرابات، فالعالم في تغيّرٍ دائم ولن يتوقف إلا عند مشيئة الله."
فأجابها زين بصوتٍ جاد يستنكر حديثها: "لكن هذه الأحداث ليست بعيدة عن رسالتي في القانون النووي، فهي جزءٌ مما أدرسُهُ الآن، فكيف لي أن أتجاهلها؟"
تأملت زينة حديثه، ثم جاوبته وقد لاحت على وجهها ابتسامة ساخرة: "أحقًا هي مرتبطة برسالتك؟ أظن أن الحروب والأزمات قد لا تلبث أن تنتهي، لكن دراستك ستظل ثابتة."
وضح لها زين وهو يتوجه إلى غرفته: "لذلك يا أختاه لابد أن نُركّز على ما هو أهم، لا أن نضيع وقتنا."
ضحكت زينة بخفةٍ، ونبهته وهي تهز رأسها: "أما آن لك أن تعلم؟ نحن من عوالم مختلفة؛ أنت في القانون النووي وأنا أفتش عن أجدادي بين أروقة المعابد."
حينها كانت زينة تجلس وقد أمسكت بمعطفٍ جديدٍ يخصّ أخاها، معطفٌ اشترى بمالٍ جمعه من جهدٍ طويل، فتوجه إليها زين بنظرةٍ غاضبة، وصاح: "أليس هذا هو معطفي الذي اشتريته بمشقةٍ، فكيف لي أن أراكِ ترتدينه؟"
أجابته زينة بحماسةٍ وثقة: "نعم، إنه يناسبني... أليس كذلك؟"
اشتعل الغضب في قلب زين، فهذا خطأً غير قابلٍ للتغاضي عنه، فتوعد لها بصوتٍ محمّلٍ بالتهديد: "لا تظني أن هذه المزحة ستمر يا زينة... لا يجوز لكِ أن تلبسي شيئًا لي قبلي أنا، فقد كانت هذه النقطة خطًا أحمر."