تخيل ما تُريد تخُيله يا عزيزي، ففي هذا الزمن ستُكشف كُل الأسرار وسيتحقق كل ما بغيته، السرُ يكمنُ في قبضة أنثى ذكائُها فاق أسطورة أطلانتس وراما، هي من كَشفت سِرُ الشيطان نفسه، والآن سينسدل سِتار الخفايا وقد حان الوقت للمُشاهدة خِسارة تابعيه.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
"لِمَ لا تكون جميلة بذاتها؟"
هكذا قال هوسوك، وقد تسللت الدهشة إلى قلب جميلة، فهزت رأسها لعدم فهمها، وعيونها تراقب ما سيأتي من إجابته.
"جميلة الوحيدة التي تستطيع أن تترجم لغة هذه البردية، وذلك لسبب وجيه، وهو حدسها."
بذلك برر هوسوك سبب نداء البردية لجميلة، ولكن بقيت كلماته تحمل أسرارًا غامضة.
فسارع جين وسأله عن مغزى هذه الكلمات: "هل يمكنك توضيح قصدك؟"
أجاب هوسوك بنظرة هادئة، ثم اقترب من جميلة أكثر، وسألها بصوت رزين: "أجيبيني بصدق، بعيدًا عن كوني من الجان، ما الذي حولنا الآن؟"
تطلعت جميلة في الأرجاء دون خوف أو قلق، وكأنها معتادة على أمور كهذه، ثم أخذت نفسًا عميقًا، وأغمضت عينيها، وبعد لحظاتٍ فتحتها متجهة بنظرها نحو كل ركن مظلم في الغرفة، ثم قالت له بصوت هادئ: "معك أربعة في كل ركن من الغرفة."
ثم تابعت، وهي تشير إلى ما وراء ظهرها: "وواحد هنا."
نظر هوسوك إلى نفس الأماكن التي أشارت إليها، فابتسم لها بلطف ثم توجه بنظره إلى زينة، التي كانت تحترق شوقًا لمعرفة ما يجري، أو ربما كانت تحترق خوفًا.
أحقٌّ ما قيل؟ أفي كل ركنٍ كائنٌ يتربصُ بهم؟ قلبُها يتلاطمُ بين الشوقِ والرهبةِ، تريدُ أن تسأل، أن تفهم، أن تُدركَ ما يحيطُ بها.
تحدث هوسوك: "جميلة لديها الحاسة السادسة، كما تقولون... لكن بالنسبة لمن يهتم بالعالم الآخر، هي حاصلة على العين الثالثة، هبة منذ ولادتها."
فتدخلت زينة بلهجة مليئة بالرهبة: "وكيف رأتهم؟"
أجاب هوسوك: "لا تراهم، ولكنها تشعر بهم."
ثم سأل جين في حيرة: "وكيف يساعدها هذا في أخذ البردية؟"
أجابته زينة وهي تتابع الحديث: "البردية تشبه الآثار وفتح المقابر، كثير من المقابر تحتاج إلى شخص يمتلك هبة خاصة، مثل العين الثالثة... وفي الإسلام تسمى البصيرة، وهي قريبة من فتح المندل، لكن هذا لا ينطبق على من يتبع الدين المسيحي على حد اعتقادي."