عين حورس

257 57 81
                                    

"لِمَ لا تكون جميلة بذاتها؟"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"لِمَ لا تكون جميلة بذاتها؟"

هكذا قال هوسوك، وقد تسللت الدهشة إلى قلب جميلة، فهزت رأسها لعدم فهمها، عيونها تراقب ما سيأتي من إجابته.

"جميلة الوحيدة التي تستطيع أن تترجم لغة هذه البردية، وذلك لسبب وجيه، وهو حدسها."

بذلك برر هوسوك سبب نداء البردية لجميلة، ولكن بقيت كلماته تحمل في طياتها أسرارًا غامضة.

فسارع جين وقد كادت حيرته أن تلتهمه، فسأله عن مغزى هذه الكلمات.

"هل يمكنك توضيح قصدك؟"

أجاب هوسوك بنظرة هادئة، ثم اقترب من جميلة أكثر، وسألها بصوت رزين:
"أجيبيني بصدق، بعيدًا عن كوني من الجان، ما الذي حولنا الآن؟"

تطلعت جميلة في الأرجاء دون خوف أو قلق، وكأنها معتادة على أمور كهذه، وكأنها ليست تلك الفتاة التي نعرفها.

أخذت نفسًا عميقًا، أغمضت عينيها، وبعد لحظاتٍ فتحتها متجهة بنظرها نحو كل ركن مظلم في الغرفة، ثم قالت له بصوت هادئ:
"معك أربعة في كل ركن من الغرفة."

ثم تابعت، وهي تشير إلى ما وراء ظهرها:
"وواحد هنا."

نظر هوسوك إلى نفس الأماكن التي أشارت إليها، فابتسم لها بلطف ثم توجه بنظره إلى زينة، التي كانت تحترق شوقًا لمعرفة ما يجري، أو ربما كانت تحترق خوفًا.

ساد السكون وسكبها في زوايا المكان، جميلة وقفتْ، عيناها تسبحانِ في الغياهبِ كأنها ترى ما لا يُرى أو تسمعُ هَمسًا لا يطرقُ آذانَ البشر. 

أما هوسوك فقد اعتدل في وقفته يكسو محيّاهُ ثغرٌ باسم، لا ينمّ عن دهشةٍ ولا يشي بخوفٍ.

زينةُ كانت في مكانها، نبضُها مُضطربٌ وجسدُها يئنّ تحت وطأةِ الخوفِ المستتر. 

أحقٌّ ما قيل؟ أفي كلّ ركنٍ كائنٌ يتربصُ بهم؟ قلبُها يتلاطمُ بين الشوقِ والرهبةِ، تريدُ أن تسأل، أن تفهم، أن تُدركَ ما يحيطُ بها، لكنّ صوتها ضاع في لُجّةِ الصمت، لا يَجرؤ على الخروج.

زمن غير الزمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن