جدتي!!

518 96 164
                                        

|2523 ميلاديًا|

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

|2523 ميلاديًا|

إني أدرك تمامًا في داخل كلٍ منا من يمني نفسه بعالمٍ آخر غير هذا، عالمٍ يهرب فيه من جحيم الظلم وسياط القهر وتدهور النفس الذي لا يترك له مجالًا للراحة.

ومنهم من يتمنى العودة إلى الماضي ليُصحح أخطاءه التي ارتكبها عن جهل على أمل أن يخفف ذلك عن قلبه المثقل وأن يغير من مجرى حياته، عسى أن يبدل الجحيم الذي يعيشه بتوبةٍ تريح ضميره وتُخرج من داخله هذا التأنيب الذي لا يفارقه.

ومنهم من يحلم بزمنٍ غير زمنه، زمنٍ يفيض بالطمأنينة حيث لا همَّ لأحد إلا بما يدور في حياته، ولا شاغل للبال سوى السعي نحو بساطةٍ تهدئ النفس وتمنحها سلامًا من غوغاء الحياة.

وآخرون يتساءلون بين الماضي والحاضر والمستقبل، يلفهم الحيرة أيُّهم يصلح لهم، أيّ زمن يكون الأكثر راحة وسلامًا لهم، الذي يتقبلونه ويعيشون فيه بلا مقاومة.

ولكن هل لنا أن نُدرك أن جميع هذه الأزمنة قد تتشابه؟

في كلٍّ منها مميزاتٌ وعيوب، في كلٍّ منها فرحٌ وحزن، في كلٍّ منها سعادةٌ وظلمة، في كلٍّ منها قدَرٌ مكتوب.

لو عدتَ إلى الماضي ستختنق برائحة الجهل التي عَجَّت به الأرض، سيفوتك رفاهية حاضرنا المتقدم، فإذا اخترت المستقبل، هل تضمن أن يكون أكثر رفاهية أم أنه حروبٌ ودمارٌ ينتظرك؟ هل ستكون قادرًا على أن تخفي في قلبك حنينًا إلى الحاضر الذي قد تركته خلفك؟

لا تكذب على نفسك وتقول أنك لن تشعر بشيء من ذلك! ستشعر حتمًا بالفراغ، إنك لا محالة ستشعر به.

مكتوبٌ عليك أن تكون في هذا العالم، في هذا الزمن، وقدرك لا ينفصل عن هذه اللحظة.

وها هي الفتاة قد سقطت في موقفٍ لم يخطر ببالها يومًا أن يكون له وجود سوى في عالم الخيال، حينما أحست بقلق روحها وصرخت أنفاسها مشكوكًا في رحيلها إلى دار البرزخ، ولكنها ظلّت تردد "الحمد لله" حتى تَكفُرَ الهموم.

زمن غير الزمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن