تخيل ما تُريد تخُيله يا عزيزي، ففي هذا الزمن ستُكشف كُل الأسرار وسيتحقق كل ما بغيته، السرُ يكمنُ في قبضة أنثى ذكائُها فاق أسطورة أطلانتس وراما، هي من كَشفت سِرُ الشيطان نفسه، والآن سينسدل سِتار الخفايا وقد حان الوقت للمُشاهدة خِسارة تابعيه.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
"تحــركـــوا الآن." صرخ بها بغضب عارم وهو يأمر أتباعه بالتحرك وتلويح سيوفهم حولها لمجرد إثارة الرهبة داخل قلبها لا أكثر، وليس لقتلها.
هي بالأصل على وشك الموت بعد مجرد سويعات قليلة؛ لشربها سم الزرنيخ الموضوعة في المياه التي أخذت منها رشفة وهي نصف فاقدة الوعي حين وصولها المخبأ، ولكن قطع عليهم دخول أبو فيس المفاجئ لهم، وفي عينه يحمل غضب الكون بأكمله.
نظر إلى ذاك المسخ الذي يأمر ويتآمر ويوجه نظره إلى أبيه ووالد زوجته وحبيبة قلبه، ويتوعد لهما في داخله... يتوعد لهما بالقتل، ولوالده شخصيًا.
في طرفة عين لانت ملامحه قليلاً عند سماعه للصوت المُحبب إلى قلبه، صوت يحمل إرهاقًا مميتًا أدى إلى انقباض دقات قلبه بديلاً عن فرحته لرؤيتها على قيد الحياة، وإلحاقه بها في الوقت المناسب، أو هذا ما يعتقده المسكين.
"لِمَاذا جئت يا أبو فيس؟ كان هذا اليوم آتيًا بلا محالة لِمَ تتكبد عناء المجيء وإنقاذي، لقد فات الأوان بالفعل."
تمردت دمعة وشقت طريقها وانطلقت لتأثرها على هذا المشهد المُهيب المُدمِر لقلب أي شخص عاشق وهو في أعلى درجات علمه لنهاية شريكة حياته.
كان على وشك الرد عليها والتشبع أكثر في النظر إلى ملامحها، وإملاء قلبه وأذنيه بصوتها الناعم الهادئ عند خروجه، حتى قاطعه نفس المسخ مجددًا وهو يحمل في طيات صوته سخرية سخيفة تخرج من فمه.
"هذه الشاعرية المبالغة فيها تسبب لي احتراقًا داخل قلبي ومعدتي من القرف، ليس هذا الزمن والمكان المناسب لفعل كل هذا!"
أنهى جملته، ثم أصبح طرف السيف لدى عنقه على وشك الدخول عند أي حركة يتسبب بها صاحب القناع الذي أمامه، وهو يبتسم ابتسامة جانبية تدل على احتقاره لغباء هذا الشاب المتهور.
"مهما فعلت قالت لك موتها قد حان، وقد يكون في أية لحظة، لِمَ إذًا تضيع عليك فرصتك وتقتل شخص مثلي، السُم أثره سيظهر بأي وقت."