ذكريات وخسيس

933 142 124
                                        

في الليل عند منزل الأستاذ حسن، جلس المعني مع دانييل، كان عرّافًا مشهورًا بين أوساط تجار الآثار وعلمائها، يتبادلان الحديث حول بردية مسروقة تحوي أسرارًا لو كُشفت لغيّرت وجه العالم بأسره

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

في الليل عند منزل الأستاذ حسن، جلس المعني مع دانييل، كان عرّافًا مشهورًا بين أوساط تجار الآثار وعلمائها، يتبادلان الحديث حول بردية مسروقة تحوي أسرارًا لو كُشفت لغيّرت وجه العالم بأسره.

كان السر المكتوب على البردية يُنذر بالخطر، لا سيما أن طرق الوصول إليه محفوفة بالمخاطر ولن يُجربه إلا من امتلك الجرأة والعلم الكافي... فليس كل من تسوّل له نفسه اقتحام عوالم السحر المصري القديم ينجو، إذ إن أدنى خطأ قد يُودي بحياة الفرد الذي يعبث بتلك القوى.

توجه حسن بسؤاله إلى دانييل بنفاد صبر: "هل قرأت ما كُتب على البردية؟"

ابتسم دانييل بثقة وقال: "نعم يا أستاذ حسن... الأمر واضح."

هز حسن رأسه مستنكرًا.

"تقول إن الأمر واضح وسهل! ولكنك تتحدث عن العثور على نسل ابنة كاهن من آلاف السنين! كيف لعقلٍ أن يستوعب ذلك؟"

رفع دانييل حاجبه بابتسامة غامضة، ثم أجاب: "الزمن لا يُعجز السحر، ولا يقطع سلالاتٍ ارتبطت به."

صمت حسن للحظة وهو يتأمل كلام دانييل ثم حدثه مترددًا: "أفصح، كيف يُمكن أن يستمر نسل كهذا عبر كل تلك القرون؟"

اعتدل دانييل في جلسته وأخذ يشرح: "السحر الأسود هو ما ربط هذا النسل بالبقاء، فابنة الكاهن التي نُبذت من المعبد بسبب جرأتها على استخدام السحر المحرّم خلقت لنفسها دربًا غامضًا خارج صفحات التاريخ الموثق... ما لديك الآن مذكراتها الشخصية التي خبأتها بعيدًا بعدما اختبرت قوة ما صنعت."

تابع دانييل بنبرةٍ أكثر جدية: "التاريخ الرسمي لم يذكر اسمها أبدًا، لأن وجودها كان من المحرّمات، لكنها كانت أذكى من ذلك، فاختارت السحر لتترك أثرها في نسَلها."

ظل حسن صامتًا غارقًا في أفكارٍ متضاربة بين التصديق والإنكار... فتساءل: "كيف استنبطت كل هذا من البردية؟"

نظر إليه دانييل بثقة.

"ما تقرأه رموز تحمل تحكي تاريخًا مكتوبًا بالدماء، لن تفهمها دون علمٍ عميق بالسحر وروحانياته."

زمن غير الزمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن