تناثرت مواقفها غير الناضجة أمامها فجأة بعد صراحة هوسوك، واكتشفت كم هي حقيرة في المعاملة وكأنها بعقل طفل صغير لا يأبه تصرفاته ويبصق الكلام من فمه دون تفكير.
لم تفكر قط كيف ستتضرر مشاعر الشخص الذي أمامها بعد رمي هذا الكلام الجارح.
كان من الممكن استخدام طريق النصيحة والابتعاد عن مسار الذّم التي كانت تسلكه طوال حياتها، ولكنها اختصرت الطريق إلى اللامبالاة وانعدام التفكير.
فجأة تذكرت كلماتها الجارحة للكثير من قبل وكأن المشاهد تُعاد بكافة حذافيرها، وسألت نفسها كيف تخطوا هذه السكاكين التي كانت تخرج من فمها؟
كيف لم يواجهوها ويدعوها بالمتغطرسة؟
أم أنهم شعروا بالخوف من زيادة إلقاء الرصاصات إلى قلوبهم التي قد تُميتهم في مرة؟تركوها من كانوا في الغرفة، وأرادوا ترك بعض الوقت لإعادة حساباتها، الأوان قد يفوت وهي لم تُصلِح نفسها بعد، وهذا قد يكون ذا عائد ضار عند عودتها إلى الديار.
أخرجت ما في قلبها من حِقد خفي وتصرف طفولي على هيئة بحيرات من الدموع ظلت أعينها تخرجها دون توقف أو رحمة لقلب المسكينة.
لا تستطع إقناع نفسها أنه درس لها ولا داعي لكل هذا، وليست بخطيئة تمشي على الأرض ولم يقو عليها أحد سوى جني يعلمها دينها وحدودها وتصرفاتها التي كانت معمية عنها لحقبة من الزمن.
"أعلم أن الحقيقة مُرّه، وكان سيأتي اليوم لتعرفيها وها قد جاء"
انتفضت مكانها خائفة وهي تشهق بين بكائها ليتضح ذلك أن هوسوك كان يُحادثها.نظرت له في دهشة وخوف ليُهدأها.
"لم أدخل عليكِ خفية أو من خلال قدراتي، لقد طرقت الباب أكثر من مرة واتضح إنكِ تتجولين بين زحمة أفكارك؛ لذا دخلت على الفور حتى لا تُجلدي ذاتك أكثر من ذلك"نظرت هي إلى الأسفل، نظرة تحمل بينها نظرات ندم وأسف وحزن بادٍ على ملامح وجهها أيضًا.
ليتابع هو الحديث.
"قد يكون كلامي جارحًا بعض الشيء... ليس بعض الشيء بل كان قاتلًا، وَجَبَ وضع حد يا زينة، ليس كل البشر تحت خدمتك ولا يجب عليكِ التسرع في الحكم أو التسرع في اتخاذ القرارات أو التحرك إلى الظلمات دون أدنى تفكير ما هي ناتج عواقبها"
أنت تقرأ
زمن غير الزمان ✔
Ficción históricaتخيل ما تُريد تخُيله يا عزيزي، ففي هذا الزمن ستُكشف كُل الأسرار وسيتحقق كل ما بغيته، السرُ يكمنُ في قبضة أنثى ذكائُها فاق أسطورة أطلانتس وراما، هي من كَشفت سِرُ الشيطان نفسه، والآن سينسدل سِتار الخفايا وقد حان الوقت للمُشاهدة خِسارة تابعيه.