(٢٠٢٣ أم ٢٥٢٣)

262 64 53
                                        

|2023||قبل حادث زينة وجميلة بساعة|

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

|2023|
|قبل حادث زينة وجميلة بساعة|

كان يطأ الأرض وعينيه متقدتين كجمرتين تمسحان ما حوله بحذرٍ شديد تبحثان عن كنز ضائع منذ أمد بعيد، كنز إن ظفر به فكأنما ظفر بجائزة اليانصيب الكبرى.

ابتعد شيئًا فشيئًا عن القافلة السياحية حتى وصل إلى مكان يعج بالعاملين حول معبد ناءٍ في أحشاء الصحراء، ورغم ما فعلته به الرياح والرمال من إهلاكٍ لجدرانه ومداخله، ظل شامخًا... أخفته الرمال لقرون طويلة، بقاياه لا تزال مدفونة في جوف الأرض، ومن مشهد العمال المتناثرين حوله، كان واضحًا أن اكتشافه حديث العهد وأن التنقيب بدأ للتو.

ظل يقترب من الموقع، يتفحص وجوه العاملين بعناية، وبينما هو كذلك، التقطت عيناه نظراتٍ غريبة من إحدى العاملات، كانت تحدق بكراهية نحو زميلة لها... وفي تلك اللحظة أدرك أنه أمسك بطرف الخيط الذي سيقوده إلى مبتغاه.

عدل نظارته الطبية، وسوى معطفه، ثم اقترب من الفتاة ووضع إصبعه على كتفها بلطف، ونطق بلغته الأجنبية المنمقة: "مساء الخير."

استدارت إليه باندهاش وهي ترمقه بعينين متسائلتين، بدا لها غريبًا، خاصة في مكانٍ كهذا، حيث يمنع اقتراب السياح أو المدنيين.

تكلمت بحذر: "هل يمكنني مساعدتك؟ هل أنت تائه عن قافلتك السياحية؟ أستطيع إرشادك."

ابتسم ابتسامة هادئة أظهرت غمازته على خده الأيمن، وقال بصوت مفعم بالثقة: "لست تائهًا، بل قصدت المجيء إلى هنا بدافع الفضول."

هزت رأسها باستغراب، وحدثته بحزم: "عذرًا، لكن وجودك هنا غير مسموح... هذه منطقة عمل مخصصة لعمال الوزارة، ولا يُسمح بدخول أحد لمدة شهرين."

أطلق ضحكة قصيرة كمن يعتذر بأسف مصطنع: "أعتقد أنني أزعجتكم، أعتذر لذلك."

ردت بنبرة مهادنة: "لا داعي للاعتذار، لا بأس."

لكن حديثه لم ينتهِ، إذ تابع متسائلًا: "أشكرك، ولكن هل لي ببضع دقائق من وقتك؟ يبدو أنكِ متفرغة الآن."

زمن غير الزمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن