تخيل ما تُريد تخُيله يا عزيزي، ففي هذا الزمن ستُكشف كُل الأسرار وسيتحقق كل ما بغيته، السرُ يكمنُ في قبضة أنثى ذكائُها فاق أسطورة أطلانتس وراما، هي من كَشفت سِرُ الشيطان نفسه، والآن سينسدل سِتار الخفايا وقد حان الوقت للمُشاهدة خِسارة تابعيه.
ثم قام آخر من الجالسين وسحب بجواره أحدهم، وجهه يشعّ رهبة وأمسك بسكين حادّ شقّ به كفّه لتسيل قطرات الدم على النار، فهدأت ألسنتها كأنها ارتوت من قربانها.
وقف أحد الكهنة ذو هيئة مهيبة وصاح بصوت جهوري: "هل حفظت العهد؟"
فأجاب الرجل بصوت ثابت: "نعم، حفظته."
أمره المهيب بإلقاء العهد، فرفع رأسه وردّد بصوت جادّ: "أقسم أن أحفظ هذا السر مصونًا في صدري، وألا أبوح به قولًا أو كتابة، وألا أحنث بعهدٍ قُطع في هذا المقام."
بعد أن أتمّ الرجل كلماته أشار إليه الكاهن بالركوع، فركع طائعًا.
وضع المهيب يده على رأسه وقال: "لقد قُبلت بيننا، وأنت ملزم بكل ما يُملى عليك والطاعة الأبدية."
ما إن انتهت كلماته، حتى سجد الجميع في خشوع كامل يباركون انضمام الروح الجديدة إلى جماعتهم، ثم أمرهم بالانصراف، فانفضّ الجمع تاركين خلفهم شعلة النار.
---
في أجواءٍ تزهو بالفرح وتضجّ بالتهاليل كانت التحضيرات لعرسٍ الذي طال انتظاره في قصر عزيز مصر وقصر الكاهن يَكِن، حيث عمت الاحتفالات أرجاء المكان منذ يومين.
رسائل المباركات والتهاني تتقاطر من ملوك الأرض وكبار الدولة، ومن الأقارب القادمين من أطراف مصر وخارجها.
الفتَيات يرقصن، والخادمات يقدمن الحلوى والفاكهة، كل ما لذّ وطاب.
من الشروق حتى الأصيل تتردد أصداء البهجة بين القصرين، فتُدخل السرور إلى قلوب الرجال وأقاربهم.