تخيل ما تُريد تخُيله يا عزيزي، ففي هذا الزمن ستُكشف كُل الأسرار وسيتحقق كل ما بغيته، السرُ يكمنُ في قبضة أنثى ذكائُها فاق أسطورة أطلانتس وراما، هي من كَشفت سِرُ الشيطان نفسه، والآن سينسدل سِتار الخفايا وقد حان الوقت للمُشاهدة خِسارة تابعيه.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
|مصر القديمة|
وجهها أصفر، وشفاهها بيضاء، فكانت تُصارع الحياة، والأفكار تعصف بها كعاصفةٍ هوجاء، تتساءل عن الجاسوس الذي قد خانها، والنوائب التي تلاحقتها... ولادة مبكرة، اختطاف قاسٍ، وفراق موجع عن زوجها وأطفالها.
"ألْقِ عليها الماء لتستفيق."
صرخ رئيسهم وهو جالسٌ في مجلسه كطاغيةٍ مستبد.
شهقت نينيت واستفاقت، تُحدّق حولها بعينين زائغتين، تحاول استيعاب ما جرى... آخر ما تذكره كان صراخ وليدها الأخير، ثم غيابها عن الوعي، حتى سمعت صوت زوجة إيزي المذعورة وشعرت بذراعين تحملانها على ظهر حصانٍ مسرع.
"لنرى الفتاة التي خرقت القوانين وتجرأت على ما لا يعنيها." قالها بلهجةٍ ساخرة، متشفيًا.
لكن نينيت رغم ضعفها أطلقت ضحكةً مُرّة، ثم بصقت في وجهه بشجاعة.
"أنا من يتدخل فيما لا يعنيه؟ أم أنتم من تتدخلون في شؤون الكون، وتستعجلون قدوم ما لم يحن أوانه بعد؟"
نظر إليها بغضبٍ مكبوت.
"إنه سيدنا، ومن يأمرنا بما نفعل."
فأجابته بسخريةٍ لاذعة: "ألا تخجل من ترديد ذلك في معبدٍ يُفترض أن يكون مقدسًا؟ أم أن هذا المعبد ليس سوى أداة لغسل العقول؟"
أثارت إجابتها إعجابه رغم غضبه؛ فتاةٌ بهذا الإصرار والذكاء في زمنٍ أُطفئت فيه أنوار العلم عمدًا لئلا يظهر أمثالها.
"من الجيد أنكِ تعلمين أنه لا وجود لما تسمونه آمون."
"لأنني أعلم أن هناك من هو أقوى منه وأصدق... لماذا أتبع تمثالًا صنعتموه وأحييتموه بعد أن نُسي في عهد إخناتون؟"
"إذن تؤمنين بإله النور؟"
"أنت من تؤمن به، لا أنا. أنا أؤمن بخالقٍ واحدٍ أوجد كل شيء، وليس مجرد نورٍ كما تزعمون... ليس مهندسكم كما تظنون."