زمن جديد

509 97 101
                                        

|عام 2523 ميلاديًا|

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

|عام 2523 ميلاديًا|

جلست زينة وجميلة وقد اجتمعت عليهما الحيرة والخوف وسط الشوارع التي تبدو كأنها خرجت من كُتب الخيال العلمي، تساءلت جميلة بصوت خافت: "زينة... أين نحن؟"

رفعت زينة بصرها إلى السماء وبنبرة متوترة خافتة أجابت: "لا أعلم يا جميلة."

ألقت نظرة على المكان حولها، تحيط به أعمدة مضيئة بألوانٍ مبهرة، رصيفٌ غريب، وسماءٌ توحي بالبرودة الشديدة، كأنهما في شمال أوروبا، لا قلب مصر الذي ألفت دفء شمسها وشوارعها المزدحمة.

تلحفت زينة بمعطفها.
"هذا ليس عالمًا موازيًا... لا شيء مما قرأته أو شاهدته يشبه هذا... نحن على أرض مصر، ولكن الزمن ليس زمننا."

قد غلب على جميلة الذهول، ثم همست بصوت مليء بالريبة: "لكن كيف؟ وكيف انتقلنا من الأقصر إلى هنا؟"

لم تجد زينة جوابًا، رفعت عينيها نحو المارة الذين لم يعيروهن اهتمامًا، حتى لاحت فتاة شابة تسير مسرعة بجوارهما.

 نهضت زينة على عجل وأشارت للفتاة: "لو سمحتِ، هل يمكنكِ أن تخبريني... ما تاريخ اليوم؟"

توقفت الفتاة وقد بدا عليها الحيرة والدهشة... أشارت بيدها إلى لوحة إلكترونية متلألئة بالقرب من إشارة مرور وقالت: "التاريخ مكتوب هناك... لستما من هنا، أليس كذلك؟"

ارتبكت زينة، وأجابت: "نعم... نحن من الجيزة، ولكننا تائهتان."

الدهشة زادت في ملامح الفتاة فابتسمت بارتباك.

"الجيزة؟ عجيب، الجيزة الآن بالكاد يسكنها أحد... هي والمناطق الفقيرة الأخرى تم ترحيل سكانها إلى أماكن نائية، لتحويلها إلى مناطق سياحية بحتة، كيف وصلتُما من هناك إلى هنا؟ هذا المكان يُعرف باسم تيبرسيس الجديدة."

توقفت الكلمات على لسان زينة ثم ركضت بنظرها إلى اللوحة التي أشارت إليها لتقرأ الحقيقة المذهلة: "الثالث من مارس، عام 2523 ميلاديًا."

زمن غير الزمانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن