الفصل الثامن

369 34 0
                                    


"مش هتصدق ياض يا أنس شوفت مين النهاردة!"

تفوه بها «أمير» بعد رؤيته لـ «براء» و صديقتيها يجلسن في الكافتيريا، جائه رد ابن عمه يتسآئل عن هوية الأشخاص الذي رآهم «أمير»، فقال له :
"البنات ياض اللي شوفناهم في المستشفى ساعة حادثة كريم، فاكر؟"

انتبه «أنس» لما تفوه به ابن عمه ثم قال :
"أيوة أيوة فاكرها..قصدي فاكرهم مالهم يعني؟"

أردف «أمير» ببرود و هو يكمل سيره :
"مفيش يادوب دخلت من باب الجامعة و رايح على الكلية لقيتهم قاعدين في الكافتيريا اللي في الكلية و بس قولت أما اتصل بيك اقولك عادي يعني"

تنهد «أنس» بأريحية ثم قال :
"كويس انك قولت على العموم روح انت شغلك و متتأخرش النهاردة عشان في شغل كتير و يعني..لو عرفت يعني تعرفلي هما في الكلية عشان دي كليتهم ولا لا؟"

ابتسم «أمير» بخبث و تجاهل نصف حديثه الاول ثم أجاب على النصف الثاني :
"انا مش عارف الموضوع يهمك في ايه بس ماشي هشوف لو عرفت حاجة هقولك بس ماوعدكش"

اغلق الاتصال ثم ذهب إلى عمله، أما على الجهة الأخرى فكان «أنس» منشغلًا بها و ازدادت حيرته؛ لما يفكر بها و لما يهتم لأمرها هكذا حتى وصل معه الأمر للتحدث مع ذاته :
"انا مالي انا اذا كانت في جامعة ايه ولا كلية ايه..و بردو ايه اللي خلاني اسأل أمير عليها انا مالييييي؟"

عَلىٰ صوته في أخر كلماته فانتبه لما كان يحدث، أخذ يحرك رأسه عدة مرات لعله يخرجها من عقله.
_____________

قبل ذلك بساعة و نصف.

بعد عدة محاولات من اصدقائها خضعت لهم و وافقت على الذهاب إلى الجامعة بعد انقطاع دام إسبوعًا كاملًا عن الذهاب إليها، أدت فريضة الصباح ثم توجهت إلى خزانة ثيابها؛ و أخرجت فستان من اللون الاسود و حجاب من اللون السماوي على حذاء ابيض، ارتدت ثيابها ثم توجهت إلى الجامعة برفقة والدها.

و عندما وصلت الجامعة اتجهت إلى صديقتيها ثم جلست بجانبهما في الكافتيريا و طلبت مشروب القهوة الخاص بها في انتظار ميعاد محاضرتهن الاولى.
_____________

و في مكان آخر تحديدا كلية العلوم.

كانت تجلس وسط مجموعة من الفتيات يتحدثن عن عدة مواضيع، حتى أتى هو إليها ثم وقف أمامها على بُعد متر؛ فاستقامت ثم ذهبت إليه على مضض ثم قالت بنبرة منفعلة بعض الشيء :
"ايه اللي جابك يا يوسف هو مش أنا قولتلك اني مش هكلمك غير لما تكلم بابا؟"

زفر «يوسف» بحنق ثم قال :
"يا حبيبة ما أنتِ لسة مقولتيش لابوكي على حاجة، المفروض منتكلمش طول الوقت ده يعني هو ده اللي عاجبك؟!"

أغمضت عينيها بهدوء ثم فتحتهما مجددا و هى تقول بتروي :
"كنت هكلمك في التليفون اقولك إن آلاء قالت لبابا و اتكلمت معاه و هو موافق تقابله بس هى محذراني اني اقابلك و بابا بردو قالي كدة حتى لو في الجامعة، و عشان تبقى عارف انت كلامك هيبقى مع بابا بعد كدة و مش هنتقابل و كلامنا في التليفون هيقل، تمام؟"

دعنا نحيا سويًا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن