الفصل الثاني و العشرين

295 25 23
                                    

وقف الطبيب و هو يتحدث فوقفت هى الأخرى :
" طيب يلا بقى عشان تبدأي جلستك، اتفضـ.. "

قطع حديثه لها طرقات على باب الغرفة ثم دخول آخر شخص قد تتوقعه «براء»؛ كان والدها .

نظر لهما بشك ثم اقترب منها يقول بقلق :
" أنتِ بتعملي ايه هنا؟ "

نظرت إلى الطبيب تستنجد به فأسرع «سليم» يجيب بدلًا منها :
" قالتلي انها كانت جيالك و جت تسلم عليا يا عبده "

حوّل «عبد الرحيم» نظره إلى صديقه و هو يقول بحدة :
" و هو اللي يجي يسلم عليك توديه ياخد جلسات كيماوي يا سليم؟! "

بدأت تتكون العبرات في عينيها و لم تنطق بشيء اكتفت بالصمت فوجدته يلتفت لها و يربت على كتفها و هو يتسآئل بنبرة حانية غلفها القلق عكس التي تحدث بها منذ قليل :
" بتعملي ايه هنا يا براء؟ ريحي قلبي يا بنتي "

لم تتفوه بشيء فقط ارتمت بين ذراعيه تبكي بعنف و تتشبث به بقوة و كأنها تشكي له عما حدث بدون علمه، تيقن مما كان يدور برأسه حينما وجدها و سمع حديثهم فربت على ظهرها و قلبه يعتصر من شدة الألم لرؤيته للإبنته هكذا و هو يعهدها دائمًا قوية لا تهاب شيء و الآن هى ضعيفة هشة تحتمي به و تدس نفسها إليه أكثر لعل ذلك يقلل من آلامها .

أخذ نفس عميق ثم أبعدها عنه و أخذ يزيل دمعاتها التي ملأت وجنتيها و هو مبتسم ثم وّجه حديثه إلى صديقه :
" استأذنك شوية يا سليم و هنرجع تاني "

اومأ له بإدراك ثم جلس مكانه مجددًا بينما أمسك «عبد الرحيم» يد ابنته يأخذها خلفه حتى خرجا من الغرفة و اتجه بها نحو غرفته .

________________________

داخل غرفة «عبد الرحيم» .

دلفا الإثنان الغرفة فأجلسها على الأريكة ثم جلس بجانبها و أمسك يدها بين يديه يمسد عليها بحنان و هو يقول بحزن :
" احكيلي كل حاجة و بقالك قد ايه بتيجي انا..انا مشوفتكيش ولا مرة! "

سردت له كل شيء ببكاء و هو ينظر لها بألم، هل تعايشت مع كل هذا دون معرفته هو و زوجته، لم يشعرا بها..لم يهتما بها ؟!

بعدما انتهت من سرد ما حدث في الفترة الماضية
ضمها والدها بقوة و أخذ يربط على ظهرها بحنان و هى لازالت تبكي، ظلت هكذا بضع دقائق لكن انتفضت من مكانها حينما سمعته يقول :
" فاطمة لازم تعرف يا براء "

" لا..لا يا بابا عشان خاطري متقولهاش انا مش حِمل زعل ماما كمان "

" مينفعش يا بنتي لازم تعرف..امك بدأت تاخد بالها اصلا..لازم تعرف عشان نشيل معاكِ الحِمل يا بنتي؛ الحِمل لما يتقسم بيخف، كفاية اللي عيشتيه لوحدك الفترة اللي فاتت و هنعدي كل حاجة سوا مش لوحدك، و بعدين فين بيرو القوية اللي مفيش حاجة تقف قصادها أنتِ قوية و هتعدي الفترة دي على خير و احنا جنبك، انا واثق في كرم ربنا علينا أنه بيمتحنّا امتحان صعب شوية بس هيعدي على خير "

دعنا نحيا سويًا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن