سعلت «حبيبة» بعد سماعها حديث والدها فناولتها شقيقتها كوب ماء ثم مسدت على ظهرها و هي تستمع لتسآئل والدتها فهي لا تعلم شيء عن هذا الموضوع :
" مين يوسف ده يا أحمد و جاي يوم الخميس يعمل ايه؟ "أجابها بلا مبالاة و هو يكمل طعامه :
" واحد زميلها في الجامعة يا منيرة جالي النهاردة يطلب إيدها، ايه الغريب في كدة؟ "انزعجت «منيرة» من طريقة حديثه فقالت و قد تملك منها الضيق :
" و انا معرفش حاجة عن الموضوع ده ليه يا أحمد؟ "" اسألي بناتك يا منيرة متسألنيش انا! "
إجابته الهادئة هذه جعلتها تستشيط غضبًا فالتفتت تطالع إبنتيها باستفسار، فتحدثت «آلاء» تحاول تقليل غضب والدتها :
" أنتِ متعصبة ليه بس يا ماما؟ ده واحد زميلها و جه يتقدملها عادي، ايه اللي يضايق في كدة بس؟! "تحدثت و هي تنظر لإبنتها الأخرى التي لم تنطق بحرف :
" اللي يضايقني إن بنتي تبقى عارفة إن زميلها ده جاي يتقدملها و متقوليش! "هنا رفعت «حبيبة» وجهها لتواجه والدتها الغاضبة بقولها :
" انا مكنتش اعرف إنه هيتقدم دلوقتي يا ماما "" يا عـيـني..مكنتيش تعرفي هيتقدم النهاردة ولا لا!، بس أنتِ عارفاه و عارفة إنه هيتقدملك مفرقتش النهاردة من بكرة..صح ولا لا يا حبيبة؟ "
تحدث «أحمد» بقوله الحاسم :
" منيرة..تعالي معايا "نظرت له بضيق فهؤ لازالت تشعر بالضيق منه هذه الآونة و زاد ضيقها و غضبها عدم معرفتها بهذا الموضوع الذي يخص ابنتها .
لم يجد منها رد فاتجه نحوها يمسك كفها و سحبها نحو غرفتهما بهدوء فسارت معه بحنق لم يهدأ بعد.
نظرت «آلاء» لشقيقتها التي تسارعت دمعاتها بالهبوط، احتضنها و سمعتها تقول :
" والله يا آلاء مكنتش أعرف أنه رايح لبابا، انا مكلمتوش من ساعة الخناقة اللي بينا والله، ماما زعلت افتكرت اني عارفة، اعمل ايه يا آلاء؟ "قبلتها من رأسها و أخذت تربت على ظهرها :
" اهدي يا حبيبتي اهدي، بابا هيقولها و لو لسة زعلانة انا هكلمها متزعليش نفسك أنتِ بس، و بعدين في عروسة بتعيط بردو؟ "حاولت أن تمزح لتخرجها من حزنها و نجحت في ذلك عندما ابتسمت «حبيبة» من بين دمعاتها.
______________________* بعد مرور عدة أيام *
جاء يوم الخميس المحدد لقدوم «يوسف» و عائلته لطلب يد «حبيبة»، و هدأت الأوضاع بينها و بين والدتها، كان الجميع يعمل على قدم و ساق اما هي فـ كانت في غاية السعادة بسبب قراره هذا الذي و رغم حزن والدتها لعدم معرفتها بالأمر إلا أن قلبها كان يرقص فرحًا لسماع أنه سيقدم على خطبتها اليوم.
_______________________
أنت تقرأ
دعنا نحيا سويًا (مكتملة)
Romanceكثيرا ما يحدث لنا اشياء سيئة نطلق عليها سوء حظ أو ربما قدر، ولكن ما لا نعلمه أنه داخل هذه الأشياء السيئة خيرٌ لم نراه، كما حدث معها فقد أخذت الصدمة ثم تأقلمت عليها وبدأت تتعايش معها، فهذا ما يحدث الآن نتعرض لصدمات كثيرة، فالحياة ليست وردية كما يقول...