الفصل الثامن عشر

324 24 2
                                    


سعلت «حبيبة» بعد سماعها حديث والدها فناولتها شقيقتها كوب ماء ثم مسدت على ظهرها و هي تستمع لتسآئل والدتها فهي لا تعلم شيء عن هذا الموضوع :
" مين يوسف ده يا أحمد و جاي يوم الخميس يعمل ايه؟ "

أجابها بلا مبالاة و هو يكمل طعامه :
" واحد زميلها في الجامعة يا منيرة جالي النهاردة يطلب إيدها، ايه الغريب في كدة؟ "

انزعجت «منيرة» من طريقة حديثه فقالت و قد تملك منها الضيق :
" و انا معرفش حاجة عن الموضوع ده ليه يا أحمد؟ "

" اسألي بناتك يا منيرة متسألنيش انا! "

إجابته الهادئة هذه جعلتها تستشيط غضبًا فالتفتت تطالع إبنتيها باستفسار، فتحدثت «آلاء» تحاول تقليل غضب والدتها :
" أنتِ متعصبة ليه بس يا ماما؟ ده واحد زميلها و جه يتقدملها عادي، ايه اللي يضايق في كدة بس؟! "

تحدثت و هي تنظر لإبنتها الأخرى التي لم تنطق بحرف :
" اللي يضايقني إن بنتي تبقى عارفة إن زميلها ده جاي يتقدملها و متقوليش! "

هنا رفعت «حبيبة» وجهها لتواجه والدتها الغاضبة بقولها :
" انا مكنتش اعرف إنه هيتقدم دلوقتي يا ماما "

" يا عـيـني..مكنتيش تعرفي هيتقدم النهاردة ولا لا!، بس أنتِ عارفاه و عارفة إنه هيتقدملك مفرقتش النهاردة من بكرة..صح ولا لا يا حبيبة؟ "

تحدث «أحمد» بقوله الحاسم :
" منيرة..تعالي معايا "

نظرت له بضيق فهؤ لازالت تشعر بالضيق منه هذه الآونة و زاد ضيقها و غضبها عدم معرفتها بهذا الموضوع الذي يخص ابنتها .

لم يجد منها رد فاتجه نحوها يمسك كفها و سحبها نحو غرفتهما بهدوء فسارت معه بحنق لم يهدأ بعد.

نظرت «آلاء» لشقيقتها التي تسارعت دمعاتها بالهبوط، احتضنها و سمعتها تقول :
" والله يا آلاء مكنتش أعرف أنه رايح لبابا، انا مكلمتوش من ساعة الخناقة اللي بينا والله، ماما زعلت افتكرت اني عارفة، اعمل ايه يا آلاء؟ "

قبلتها من رأسها و أخذت تربت على ظهرها :
" اهدي يا حبيبتي اهدي، بابا هيقولها و لو لسة زعلانة انا هكلمها متزعليش نفسك أنتِ بس، و بعدين في عروسة بتعيط بردو؟ "

حاولت أن تمزح لتخرجها من حزنها و نجحت في ذلك عندما ابتسمت «حبيبة» من بين دمعاتها.
______________________

* بعد مرور عدة أيام *

جاء يوم الخميس المحدد لقدوم «يوسف» و عائلته لطلب يد «حبيبة»، و هدأت الأوضاع بينها و بين والدتها، كان الجميع يعمل على قدم و ساق اما هي فـ كانت في غاية السعادة بسبب قراره هذا الذي و رغم حزن والدتها لعدم معرفتها بالأمر إلا أن قلبها كان يرقص فرحًا لسماع أنه سيقدم على خطبتها اليوم.
_______________________

دعنا نحيا سويًا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن