المَوتُ القَرِيب ...

57 5 0
                                    

في يوم مشؤوم...

" أوسامو !! أيها اللعين !! ألم أقل لا خروج بدون إذن مجددًا !! "

بدأ أبي بالصراخ علي كالعادة.. كلما أتي من الخارج و رآني افتعل أشياء لم تحدث و ألقي اللوم علي.. أما أن أمي توقعني في المشاكل و تتركني تحت رحمته..

" إلي غرفتك !! لا خروج منها معاقب !! يا إلهي متي تموت و أخلص منك !! أنت لعين !! "

ابتعد و هو يدفعني لأقع أرضًا كريشة طارت مع الرياح...
نهضت و صعدت لغرفتي بأمر منه حتي لا يزيد الصراخ و الغضب... الاكتئاب كان يجتاحني بشدة...

جلست علي سريري أفكر..

متي أخلص من حياتي البائسة...؟ إن أبي محق.. أنا بلا فائدة و يجب أن أموت حتي يرتاح هو و أمي و يعيشا جيدًا.. كانا يستحقان ابنًا أفضل مني...

طُرِق الباب و دخلت أمي و في يدها طبق... علي ما يبدو أن الغداء جاهز.. و قبل أن تنبس بحرف سمعتُ صوت أبي من الطابق السفلي..

" لا غداء له !! دعيه !! إنه معاقب !! "
خرجت تلك الأخري و في عينيها نظرة قلة حيلة و خيبة أمل و خرجت...

الأيام كلها متشابهة في هذا المنزل الكئيب...
كل يوم نفس الأحداث.. يعود أبي من العمل الذي يدعي كونه شاقًا و أنه يحصل علي المال بشق الأنفس و يظل يوبخني كلما رآني في أي مكان أمامه و يصل الأمر لضربي غالبًا و أمي التي من المفترض أن تخفف عني تقف و تشاهد بل و أحيانًا تسلط غضب أبي علي...

لكن... في يوم ما.. كان آخر يوم في ذلك المنزل..
طردني أبي في يوم ممطر بسماء مظلمة في آخر الليل...

" سر بعيدًا.. أنت مجلب شؤم !! لا تعد !! "
ظللت أنظر بصدمة تملأ عيناي و كنتُ علي وشك البكاء...

" هيا اذهب !!! "
دفعني بقوة و آلمني ذلك قليلًا... اغرورقت عيناي بالدموع و أنا أتوسل حتي لا يتركني...
لم أُرِد أن أعيش بلا مأوي سأقبل كل أنواع العذاب لكن لا أريد أن أكون مشردًا !!
بحكم القدر.. اضطررت للذهاب بعيدًا... قال أنني إن عدت للمنزل سيقتلني.. و أنا أعرف أنه يقدر علي هذا.. كاد يفعلها ذات مرة... لكن أمي -للمرة الأولي أظن- حاولت منعه من ذلك...
ظللت أسير نحو المجهول إلي أن وصلتُ لشارع مريب... تصدر منه أصوات همسات و رغم أنها كانت تمطر لم يكن هناك مطر في ذلك الشارع.. و الأغرب..
بئر موجودة في منتصف الشارع و عندما التفت خلفي لم أري من أين أتيت.. كأنني كنت هنا منذ البداية و مُحيت جميع الطرق التي أتيت منها...
ما باليد حيلة... اقتربت نحو البئر و شعرت كأن طاقة خفية سحبتني للداخل و وقعتُ هناك...
و حينها...
بدأت اللعنة...
---------------------------------------------------------

فتح عينيه و هو نائم علي سرير العمليات..
كانت الرؤية ضبابية إلي حد ما ثم وضحت رؤيته بعدها..
رأي أمامه...

𝑵𝒐 𝒍𝒐𝒏𝒈𝒆𝒓 𝒂𝒗𝒂𝒊𝒍𝒂𝒃𝒍𝒆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن