و انْهَارَ BEAST...

57 3 0
                                    

ظل ' الأصل ' ساكنًا تراوده أفكار شيطانية ممزوجة باكتئاب و حزن دفين إلي جانب الندم...
لم يكن يعلم ما عليه فعله.. كان يشعر كما لو أنه يحدث نفس السيناريو كل مرة...
كأن أحدهم خطط لحدوث هذا.. كأن القدر المحتوم عليه هو فراق كل من يحاول حمايته بأي وسيلة...
و كان واقفًا علي بعد صغير من دازاي النسخة الذي لم يكن أفاق من شروده بعد...

" ... دازاي.... "
انتبه إليه النسخة فرد دون النظر حتي..

" نعم... "..

"  ماذا سنفعل بشأنه...؟ "
ضغط بني الشعر علي قبضته و حيرته تزداد و هو لا يملك أدني فكرة...

" لا أعلم.... لا يمكنني منعه... إنه عنيد في هذا الأمر.... و لا يمكنني علاجه.. لا أملك علاجًا له.. لا يمكنني فعل شئ... "
ارتجفت كلماته و بدأ يحاول كبت بكائه و يزداد شعور كتلة النيران تلك بداخله...

" أنا سأحضر له.. "
نظر ذلك الأصلي بحدة للنسخة الذي لا يملك حيلة لمنع BEAST من إيذاء نفسه أكثر...

" سأتصرف بأي وسيلة.. لا أهتم لمن سيقتلني أو من سيسجنني.... لم أعد أهتم بما سيحدث بعد الآن.. !! "
كان دازاي يتحدث بجدية و نبرته حادة كالسيف... عميقة كالبئر.. صدي صوتها يتردد في ذهن المرء...
نظراته الثاقبة تخترق الأفق و ما بعده... و كأنه لم يوجد عائق يمنع رؤيته...

" ح... حسنًا.. ! لا تتورط أنت... أنا سأفعل لك ما تريده... أنا أيضًا أريد لـ BEAST أن يكون بخير.. ! "
تقابلت نظراتهما و أشاح النسخة بنظره...
بينما بقي ' الأصل ' يراقبه بحدة ثم أبعد نظراته و ضغط علي قبضته.. و أرخي يديه و تنهد...

" أتمني أن تتصرف جيدًا... أنا أعتمد عليك.. هيا.. اذهب لإنقاذه كما أنقذني.. ! "

" عُلِم !! "

• • •

انتهيت من قتل الجنود...
حوالي مائة و سبعة و خمسون لا مهلًا.. مائة و ثمانية و خمسون آسف..
نفسي مكتوم بعض الشئ.. لكن زالت بقية الأعراض قليلًا...
تذكرتُ كلامه...

" إن أُصبت سيزداد مفعول السم و ستموت أسرع.. "

لذلك حاولت الخروج من هذه المعركة دون خدش و أظنني نجحت بالفعل...
سرت بعيدًا عن ذلك الموقع الذي تركت فيه الجنود قتلي... و بينما أنا أسير...
مر بجواري....
كان هو... ذو الشعر الأحمر و عينين بلون البحر بزرقتهما الصافية...
يسير و الجنود ورائه... كان يبحث عني-..!
لا بل عن دازاي إن صح التعبير...
مر الأمر مرور الكرام و لم يلحظ وجودي حتي ذهب بعيدًا و ابتعد كل منا عن الآخر..
توقفت قليلًا في شارع جانبي... تنهدت و أنا أراقب برج الساعة المبني في وسط المدينة موازيًا للشارع الذي أقف فيه..

مرت عدة ساعات بالفعل...

كنت أفكر بالعودة قبل أن يأتي كليهما للبحث عني كالعادة...
'كالعادة'...؟  هذا غريب... متي أصبح بحثهما عني في اختفائي عادة..؟
دازاي  ' الأصل ' خاصةً...
مؤخرًا بدأت أتأكد من كوني فارغًا عاطفيًا لذا أهذي بكون من حولي يهتمون لأمري بينما في الواقع لا أحد يهتم...
استندت للجدار خلفي و راقبت السماء في شرود..

𝑵𝒐 𝒍𝒐𝒏𝒈𝒆𝒓 𝒂𝒗𝒂𝒊𝒍𝒂𝒃𝒍𝒆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن