لاتحرم الروح من وصلك ، وترى الوصل منك يحييها

1

"النجاح ليس نتجيه لعدم ارتكاب أي أخطأ ، ولكنه نتيجه لعدم تكرار نفس الخطا مرتين."

~~~~~~~

رمت الملف على الطاوله بعصبيه وهي تقول بحده : وش هذا اللي اشوفه !!
هدى قالت وهي واقفه وبهيه جالسه على الكرسي :هذا امر جاء من تعليم الشمال ان يتم نقلك
صرخت بعصبيه وقالت وهي تضرب الملف على الطاوله : لايشيخه !! انتم جايبيني من نجد إلى هنا والحين تودوني مكان ماعرفه !
بهيه هزت رأسها بهدوء وقالت : وش نسوي طيب احنا ! معترضه مره روحي كلمي المدير صراخك هنا وعلينا ! ماراح نخليك تقعدين هنا
نظرت بحده لهم وخرجت من الغرفه ، حست صدرها انقبض قبضه قويه حتى ماقدرت تتنفس ، هيا ضعيفه على هذا الأشياء بس وش تسوي هذا حلمها منذ الصغر ومستحيل تتخلى عليه مهما كان الثمن ، توجهت تاخذ شنطتها وتطلع من المدرسه بكبرها ، عصبيه الدنيا كلها فيها ، توجهت للبيت وهي ترمي الملف على الكنب، بدأت تبكي وهي ترتجف ، جلست على الأرض وهي تلم رجلها لصدرها وتحتضنها ، اندفعت للبكاء  ، هذا شي مو سهل عليها ، كثره التنقل سيئ وخصوصا عليها ، توجهت للحمام وهي تتروش عقلها مشغول وهي تفكر ب اشياء ماحصلت ، تفكر بالمستقبل  ، تفكر ليش تبكي وليش حزينه ؟ هي امرأه مستقله وتقدر تتنقل بحريه غيرها مايسوون اللي تسويه ، طلعت من الحمام وتبدأ روتينها اليومي بعد الشاور ، بعد مالبست بجامه حرير ووجها كان بدون تعابير ، اثر الحزن، توجهت للمطبخ تطبخ لها اكل واكلت وبعدها اخذها النوم في سبات عميق...

●●●●

كان جالس يلم أغراض السفر ، هو كثير السفرات ، مستحيل يستقر بمكان واحد ، اخذ ملابسه ورتبها وهو يحطها بالشنطه ، وبعدها اخذ أوراق العمل لانه محامي ، ومسك شنطته وطلع من غرفته ، توجه لعندهم بعد ماسمع صوت ضحكات الأطفال، حط الشنطه على جنب وطلع للحديقة الكبيره ، وكان الجو يمطر خفيف وبرد ، ابتسم وتقدم لهم وهو يشوفهم متجمعين ، قال : السلام عليكم
ردو السلام،  ونطت بشرى لحضنه ، ابتسم وهو يشيلها ، راجح ابوه :على فين ؟
نظر لابوه وقال بهدوء :لي أشغال بروح اخلصها واجي
هتان بحزن تتغاظه : من كثر الأشغال ماصرنا نشوفك
ابتسم لحزنها ونزل بشرى وراح لها وقال وهو يقومها علشان توقف : افا يذا العلم ! انا اروح وانتي زعلانه مني !
راجح بضحكه : يويلك اذا زعلت هتان اتحدى احد يراضيها
جواهر بمزح : يلا حماس !
بشرى وهي تاخذ البسكوت :اف ليت عندي حظ هتان الكل يحبها
ضحك راجح وهو يسحبها لحضنه ويقول : افا في احد مايحب بشرى ؟
بشرى ابتسمت وهي تحضن جدها ، بشرى بنت نسيم ونسيم زوجها مات وبشرى ببطنها ، نسيم ماتجلس معاهم كثير الا نادر ، وهي ينقصها حنان الاب ، والكل مايقصر لامعاها ولا مع امها ، هتان :متى بترجع ؟
قال بتفكير وهو يبتسم : مدري ، اذا خلصت اشغالي
هتان بتحذير : خل جوالك مفتوح !
هز رأسه وهو يضحك :ابشري
راجح :هيا آخرتي الولد ياهتان !
هتان جلست وبعد توديع له خرج واخذ شنطته وطلع من البيت ، نظر للسماء البارده والغيوم السوداء ، فعلا حياه حياه فيها ، ابتسم وهو كان لابس جاكيت اسود على ثوبه ، ركب السياره وتوجه للمنطقه اللي تبعد 7 ساعات