لاتحرم الروح من وصلك ، وترى الوصل منك يحييها

31

قبل يوم |

دخل محمد على إيناس .
جلس على الكرسي وقالت إيناس وهي تبتسم : سلام ، وعليكم السلام
نظر لها وقال بهدوء : سلام
إيناس : وعليكم السلام
محمد بحيره : جيت اكلمك عن شي
إيناس بتنهيده : اذا رجعنا البيت نتكلم
محمد قام : ماقدر ارجعك البيت ، اهلي جايين بكره
إيناس بتعجب : ليه ؟
محمد تنهد : ماعرف بس قالو بيجون وامكن ياخذون ايام طويله
ميلت شفايفها وحست بداخلها شي .
شي ماعرفت وش هو .
محمد لاحظ سكوتها وقال : علشان زي كذا كلمت منى وتروحين لها
قالت بهدوء وهي تزيل اللحاف : تمام
قامت وهي تشتت نظرها عنه .
وكانها غير مهتمه .
ابتسم بهدوء ولف ياخذ شنطتها وعبايتها
لبسها العبايه وطلعو .
وطوال الوقت وايناس كانت ساكته وشارده .
مافسر محمد هذا غير انها تعبانه .

----------

راجح |

انتهى الكل من الفطور وطلعت هتان ونسيم يشيلون الأغراض .
في جلسه الاب وابنه والشاهي قال راجح : صديقك سيف رحت عنده
نظر له بصدمه وقال بهدوء : سيف !
راجح ابتسم : ايه سيف ، سألت عن بيتك وقال مايعرف انهيتو صداقتكم
محمد : غيره
راجح : مافي غيره ، الولد صديقك من الطفوله تنقطع عنه ليه
محمد رجع ينظر للشاهي : اسباب خاصه
راجح ضحك بخفه : اسباب خاصه ! الصداقه من الطفوله وخصوصا كان يعتبره صندوقه الأسود مافي اسباب خاصه
محمد : لا والله صدقني اسباب خاصه
نظر راجح لمحمد وهو يتذكر امه .
يتخيل في عقله وهو يتذكر لما انترك قدام باب بيت راجح .

-----------

قبل 28 سنه -

فتح راجح باب البيت لصلاه الفجر وانصدم من الطفل الصغير اللي قدامه .
ولان راجح ماكان عنده اطفال أخذه وهو يبتسم ويخفف عنه علشان يوقف بكاء .
دخل لزوجته وهو ينظر للطفل ويبتسم .
خديجه نظرت له وهي منصدمه .
راجح نظر لها وقال : لقيته برا !
قامت خديجه وهي تنظر للطفل بشفقه : تركوه بالبرد !
راجح حط يده على خده الناعم وقال : عمره كم ياترى
خديجه رجعت بسرعه وأخذت لحاف كبير وقالت وهي تمد يدها : أمكن برد ياراجح هاته ادفيه
وباللحظه هذا دخل محمد لحضن امه .
ولفته امه بالقطن ودفء حضنها .
قالت وكادت دموع عينها تسقط : وش نسميه
نزل راجح على رجله وهو ينظر له ولها ب ابتسامه : اللي تبينه
ماقدرت تتحمل وبكت .
خديجه اللي كانت تحاول انجاب طفل غيره يرمي طفل .
حطت يدها على وجهها وبدات بالبكاء .
حضنها ومسح على رأسها وقال : محمد اسمه
نظر راجح بصدمه للورقه اللي كانت تحت اللحاف اللي ملفوف على محمد .
مسك الورقه وخديجه مالاحظت لانها كانت تلعب مع محمد .
استقام وفتح الرساله او الورقه وكان مكتوب فيها "عندما يكبر ابني اخبروه عني ، انا امه ولي حق فيه ، لكن لم تأتي الفرصه لتربيته ، اباه قد تركني وأهلي تركوني أيضا لأنني تزوجت بشخص ليس راضين فيه ، أجبرت على ترك ابني لديك ياراجح ف انت اكثر شخص اثق في تربيته الصالحه ، الوداع يابني ،

_امك مريم_ "
وضع راجح الورقه بجيبه وابتسم لوجه طفله .
ومن هذا اللحظه بدا الاهتمام والرعاية لمحمد مثل ابنهم الحقيقي .
وضع راجح محمد في نفوسه وخديجه ارضعته .

------------

محمد |

محمد : الو يبه وين رحت
ابتسم وم ادرك على نفسه ودمعته تنزل .
قام ودخل الحمام .
رجعت له ذكريات مؤلمه وحزينه .
تقطع قلبه لفراق خديجه حبه الأول .
وتفكيره في رده فعل محمد اذا عرف انه لقيط .
حك رأسه ب ألم وقال بندم : ماكنت اخلي الذكريات هذا ترجع ، وش رجعها
وفي الحقيقه دفن راجح الحقيقه في قلبه .
لان يخاف اذا عرف محمد يزعل منه ويدور على أهله الحقيقين .
ويتركه في حسرته وندمه .
ماكان ذنب راجح انه احتوى رضيع يبكي في الفجر في جو بارد .
نسيم طلعت هي وهتان وقالت متعجبه : ابوي فين
محمد : مدري راح الحمام اتوقع
جلست هتان قدام محمد وهي ماسك قهوتها وتبتسم .
محمد ابتسم بهدوء : وراك بلا مادام انك تضحكين كذا
هتان : يعني مانقول بلا
نسيم جلست ولفت تنادي بشرى .
هتان : محمد انت مو الحين ماسك أشغال او قضيه ؟
محمد تعجب : وش ذا السؤال !
نسيم ابتسمت بخفه : علشان إذا ماعندك قررنا نسافر دبي
محمد غمض عينه وقال بندم : والله مشغول اذا تبون انتم روحو
هتان تغيرت ملامحها : عفوا ! مالي شغل اذا عندك شي تتركه وتجي معانا ولا انا م اروح
بشرى مبتسمه : الحمدلله فكه
ضحك محمد ونسيم .
جلست بشرى وقالت لمحمد بتعجب :احيانا انصدم من الناس اللي نقول بنروح دبي يقول لا واحنا لنجد فرحنا
هتان : هذا أقصى مكان رحتي له
بشرى بسخريه : علساس انتي رحتي دبي من قبل ؟
هتان : رحت المدينه ومكه والطائف وابها وانتي حدك نجد
محمد ابتسم : اقسم بالله صدعت من هواشكم
هتان : ايه يااخوي العزيز انت معنا ولا لا ؟
فكر محمد ب إيناس وكيف يتركها وحدها هي وميلا .
ماقدر يتحمل البيت لثلاثه ايام بدونها هل بيتحمل سفر لدبي .
فكر اذا علمهم قبل السفره ويروحون مع بعض كلهم .
هتان : الو عزيزنا العميل ، ارجو الرد على المتصل
محمد : متى السفره
هتان : شهر ١
محمد : بعد شهر يعني !
هتان : اظن
محمد : اشوف اذا ماعندي شي
نسيم : اذا قلت لا ياويلك من بشرى وهتان
محمد : نشوف ، ابوي وين
بشرى قامت وشهقت وقالت : ابوي يطرش !
محمد بصدمه : ايش
قام الكل ومسكه محمد وقال بخوف : أعوذ بالله ابوي وش صار لك
هتان بخوف : وجهه حمر
نسيم نظرت لوجهه وكان واضح تعبان .
محمد نظر لهم وقالت نسيم : وش فيه وش صار له
هتان : أمكن الاكل أثر فيه
غسل فمه بقوه وغمض عينه ب الم .
محمد بخوف : ابوي وش فيك ، نروح المستشفى
راجح برفض هز يده ب لا .
نسيم جلست بغرفه النوم اللي كانت اقرب للمغسله .
جلس على طرف السرير وقال محمد : ابوي وجهك احمر لازم الدكتور أمكن تسممت
ماشاف رد من ابوه ومسكه ولف على هتان ورمى المفتاح وقال : شغلي السياره
بتردد ليست عبايتها وطلعت وشغلت السياره .
شال محمد راجح وركبه ورا .
لف على نسيم وهتان وقال : انتظرو انتم هنا
هتان رفضت وقالت بخوف : لا ابغا اروح
ركبت بدون مايقول شي ومشو للمستشفى .
نسيم من وراهم : ياربي !
دخلت وقفلت الباب .
بشرى : ابوي وش فيه
نسيم مشت للغرفه وجلست تنتظرهم .
بشرى دخلت لغرفه النوم وقالت بتعجب : وين ممكن يكون مكان الشاحن
نظرت للتسريحه وقالت وهي تفتحها : ممكن هنا
فتحت الدرج الأول وشافت علبه علاج .
مسكتها وقالت : خالي يشرب علاج ؟
مشت بتعجب لنسيم وقالت : امي شوفي ذا لقيته بغرفه خالي
نسيم بصدمه : وش ذا
احذته وبدات تقرأه .
مافهمت وكتبته بالجوال .
بلعت ريقها وبدات تعيده تقرأ .
نسيم : هذا علاج نفسي !