الفصل الأول

170 12 17
                                    

ملاحظة: كلُّ ما يحدثُ في هذه القصة هو من وحي الخيال ولا يمسُّ الواقع بأيِّ صلة، وجب التنويه!

ها هو ذا الآن قد أصبحَ شابّاَ والتحق بالجيش هو ورفاقه من الميتم، آرثر -ذلك الفتى الذي جذب اهتمام الرجلِ الذي كان يقودُ كتيبةً لاستعمار بلده، لقد كبر بحق، فها هو ذا عريض المنكبين بقامةٍ ممشوقة، وعضلاتٍ مفتولة، والأهمُ من هذا تسريحةُ شعره التي تزيده فوق جاذبيته جاذبية، أسمرٌ مائلٌ للصفرة، بشعرٍ أشقرَ فاتح اللون، وبلورتين زرقاوتينِ تتوسطانِ بياضَ عينيه، كان هذا ما هو عليه شكله، أما عن سببِ التحاقه في صفوفِ الجيشِ للمملكة فهو لكي ينفذ وعداً قطعه على نفسه.

وها هو ذا كروس، يتجهز معه لنوبة الحراسة التالية، لم يكن يقلُّ عنه وسامة، فهما يقارعانِ بعضهما في الطولِ والعرض، لكنَّهُ كان أبيضاً بشعرٍ بنيّ، عيونهُ خضراءُ كالزمرد، كانا مقربين جداً منذ الطفولة.

أما عن باقي الأفراد من الأصدقاء، فلدينا توم ذو الشعرِ الأسود، وهو الآن مستلقٍ على الأرضِ بعشوائية، غاطّاً في نومٍ عميق، والآخرُ أحمرُ الشعرِ الذي يشدُ الملاءة نحوه، فهو جون، وأخيراً لدينا دريك الذي ربما قد أمضى اليومَ كلَّه على المرآة، كان لا ينفكُ عن تسريحِ شعره ورؤيةِ وجهه، إنّهُ مغرورٌ متعالٍ معتزٌ بشكله، ربما لم ينضم لصفوف الجيش إلا بسببِ ذاكَ العهد الذي قطعه مع رفقائه.

أما عن كيف اجتمع هؤلاءِ الفتية فالأمرُ يعودُ لزمنٍ قديم، أيّ أننا سنعودُ الآن نحو اثنتا عشرةَ سنةً للوراء...

-لماذا أنتِ لا تزالين هنا أيتها المرأةُ الغبية! قلنا لكِ أعطينا ولدكِ واذهبي للملجأ! بصراخ.

-كلا لن أدعكم تأخذونه! صارخةً ببحةٍ خفيفة من البكاء والخوف.

ترجلَ الجندي من على الحصان، أمسكَ بابنها من ياقته وأخذه، تاركاً المرأة تتآكلُ أحشائها من الخوفِ والقلق، ما أمرُ تلك الحربِ الضارية؟ لا شيء، فقط جنودُ الامبراطوريةِ التي قامت حديثاً أُمروا بالتجمع وشنِّ هجومٍ على تلك المملكةِ الضعيفة، ليس فقط هذا، بل أُمروا بمصادرةِ كلِّ الأولادِ الذكور، لماذا؟ لأنّهم يخافون أن يكونَ أحدهم من نسلٍ لقبيلةِ الوشومِ القديمة، عندما تلدُ إحداهنَّ ذكراً، ينقشُ على ظهره مع الزمن وشمٌ خاص لتلك القبيلة المعروفةِ باسمِ أورفال، ويتم اكتمالُ هذا النقشِ في سنِّ السادسة إلى الثامنة، ومن يملكُ نقشاً على ظهره فقد رُزق بقوةٍ عظيمة تفوقُ مدى إدراكِ البشر.

أمَّا عن السبب الذي يريدون لأجله ذلك الشخص، فهذا لأنّهُ يولدُ شخصٌ من نسلهم كلَّ عشرِ سنوات، تخيَّل جيشاً فيه على الأقل ثلاثةُ أشخاصٍ من شعبِ أورفال؟ ستكونُ هذهِ قوةً عسكريةً لا بأس بها لصفوفهم، لكنّهم تذرعوا بأنّهم يقومون بكلِّ هذا لأنّ مملكتهم رفضت الإيمان بالدينِ الجديد، فرأوا أنّهُ من واجبهم قتلهم وتطهيرهم.

فراغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن