من تكون؟

3 1 0
                                    

- لا تخرج! أريدُ أن أحادثك بأمرٍ ما...

قالها آرثر بحزم، التفت ناثانيال وابتسم في وجهِ آرثر وسأله: ماذا تريدُ سيدي الصغير؟

طالعهُ آرثر باشمئزاز، قال له: لا تناديني بسيدي، من تكون؟

تبسَّم ناثانيال في حيرة ثمَّ أجابه: عن ماذا تتكلم؟

قال لهُ آرثر: لستَ بشخصٍ عاديّ، لا يمكنُ أن تكونَ كذلك... يمكنني التبريرُ لوالدتي وللعرافة بمعرفتهم لموضوعِ السلفِ الأول، لكن أن تعرف والدتي وأنت لا تزالُ شابَّاً للآن... بالإضافةِ لخبرتك في قراءةِ ما في عينيّ... ولاءكَ الغيرُ مبرر لقيمي المثلى... ألا تجدُ كلَّ هذا غريباً ربما؟

اختفتِ الابتسامةُ من على وجهِ ناثانيال لبرهة، تنهد، أخذ نفساً عميقاً وزفرهُ مرةً أخرى معاوداً الابتسام، قال لآرثر: إذن لقد كشفتني أليس كذلك؟ يبدو أنّكَ أوعى مما ظننت... لكنني أعتذرُ لهذا سيدي، لا أنوي إجابتك.

نظر لهُ آرثر بحدةٍ قائلاً: أجب...

رفع حينها يدهُ بهدوء، قبضها بإحكام، حينها جثا ناثانيال على ركبتيه يختنقُ ويبكي ويشكو، ما الأمر ماذا به؟ إنَّهُ آرثر، يضيقُ على شريانهِ السباتيِّ قليلاً وكافةِ العروقِ في منطقةِ حنجرته، مما يسببُ لهُ آلاماً فظيعة، تنظرُ آميراس لآرثر تارةً ولناثنايال تارةً أخرى، إنَّها لا تفهمُ أمر هذا الصراع، لكنَّها تعلمُ أنَّ آرثر بدأ غضبهُ يشتد، وبهذا قد لا تسري الأمورُ على خير...

أرخى آرثر قبضتهُ عن عنقِ ناثانيال، صار ناثانيال يسعلُ قليلاً حتى عاد جريانُ الدمِ والهواءِ في جسمهِ كالسابق، جلس على ركبتيهِ ناظراً نحو الأرضية قال لآرثر بشيءٍ من البحةِ في صوته: حسناً سأعلمك بهويتي وقصتي، ولكن أرجو أن تصفح عن حياتي وتتركني أكملُ معكَ مسيرك هذا، أريدُ أن أنالَ شيئاً من شرفِ عملك البطوليّ.

أجابهُ آرثر: هذا يعتمدُ على إجابتك وليس علي.

تنهد ناثانيال ثمَّ قال: عندما كنتُ طفلاً كنتُ فرداً من عائلةٍ نبيلة، كنتُ أيضاً أحملُ قوةَ أفابيل لكن لم أكن قد أوقظتها بعد... كنتُ أسكنُ في هذهِ الأرضِ المسماةِ الآن بالجمهورية، في السابقِ حاولتِ الإمبراطورية الاستيلاء على هذهِ البقعة، وقامت بالقصفِ والترويع، لكن فيما بعد تبين أنَّ هدفهم هو أخذي أنا ووالدي لضمنا في صفوفِ جيشهم، كون أنَّ أصلنا يتبعُ لنسلِ السلفِ الأول أورفال، لكن والدي كان ذا شأنٍ آنذاك، لم يرضَ على المدنيين ما حصل، لهذا أصبح لزاماً عليهِ القتالُ في سبيل هروبهم، حالما أخلى المدينة التي كنا بها من السكان، بدأ الجنودُ يتهافتون من كلِّ مكان، لهذا قرر والدي أن يوقظَ قواه، كان ذلك أجملُ ما رأتهُ عيناي في تلك اللحظة، لكنَّهُ كان يعلمُ بأنَّهُ لن يقدر عليهم جميعاً، لهذا انتشل من جيبهِ حقنةً وسحب منها بضعاً من دمه، ورماها لي آنذاك، بالطبعِ كنتُ أعرفُ كيف أفعلها، حقنتُ نفسي بدماءِ والدي التي أعطاها لي، وصرخ في وجهي بعدها: اهرب ولا تعد، اصنع لنفسك المستقبل الذي تبتغيه، لقد علمتك كل ما يلزمُ من سنٍّ صغيرة، أنتَ واعٍ بما يكفي لتتكفلَ بأمرِ نفسك، اذهبِ الآن!

فراغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن