وداعٌ وعرّافة...

7 2 0
                                    

- سأخبرك بهويتي حالما تستمعُ لي حسناً؟

قال لها آرثر: لكِ ما أردتِ.

تبسمتِ السيدة، تنهدت ثمَّ بدأت بالسرد: يا صغيري في هذا العالم، يوجدُ شخصٌ خفيٌ عنه يشابهُ أبا البشرِ آدم، إنَّهُ يدعى الأصل بالنسبةِ لنا نحنُ عشائرَ الوشوم، وهو ما يمدنا بقوانا التي نملكها...

قاطعها آرثر قائلاً: أأنتِ أيضاً من ضمنِ تلك العشائر؟

أجابتِ السيدة: ما رأيكَ أن تتركني أتابعُ كلامي ولا تقاطعني؟

قالَ لها آرثر: كما تبتغين سيدتي... أعتذرُ لوقاحتي.

تابعتِ السيدة كلامها: هذا الأصلُ هو من أنجب العشائر الأولى عشيرة "أورفال" و"آيبرن" و"آيري"، وعن تزاوجِ الفردينِ من "أورفال" و"آيبرن"، والآخرينِ من "آيبرن" و"آيري"، نتج عندنا ما يسمى بعشيرةِ الدم "أفابيل"... ارتشفتِ القليلَ من شايها ثمَّ تابعت: قلتَ لي أنَّكَ تريدُ قتل من تبقى منهم لإيقافِ الحروبِ أليس كذلك؟ في دمِنا المرتبطِ بدمِ الأصل توجدُ قوانا، ولهذا إنِ استطعت إيجادهُ فستتمكنُ من قتلهِ، وبموته؛ سيموتُ كلُّ من تبقى من عشائرِ الوشوم، هذا كلُّ ما في الأمر...

سألها آرثر بلهفة: وكيف سأتمكنُ من فعلِ هذا؟ أقصد أينَ عساي أجده؟

ردتِ السيدة على سؤالهِ بسؤال: آرثر... أنت تملكُ دماً من عشيرةِ آيبرن أليس كذلك؟

أجابها: أجل... لكن كيف عرفتِ؟

قالت له: لا يهمُ أنَّى لي معرفةُ هذا، ما يهمُ هو أنَّكَ تملكه، عليكَ باحتواءِ دمِ جميعِ العشائرِ، حينها ستستطيعُ قتله، أما عن كيفيةِ إيجاده... فأنا أعتذرُ منكَ يا آرثر، لم يخبرني جدّي عن هذا الأمرِ في حكاياتِ ما قبل النوم.

قال لها آرثر: بما أنني استمعتُ لكِ؛ ألن تخبريني عن هويتكِ؟

أجابته: أتريدُ بشدةٍ معرفةَ من أكون؟ تباً كم أنتَ فضوليّ، لكن هذا من عادتك مذ كنتَ صغيراً... ما رأيكَ أن أقول لكَ من أكون على شكلِ حكاية؟ حسناً كان يا ما كان في قديمٍ من الزمان، كان هناكَ امبراطورٌ عجوزٌ من عائلةِ أورفال لديهِ زوجةٌ وطفلان، طفلٌ منهما توفي حال ولادته والآخرُ يدعى يوهان، توفت زوجتهُ بمرضٍ في الرئة يدعى السل، أصيب بهِ أيضاً يوهان، إلا أنَّ الإمبراطور داراهُ عند الحكماءِ والأطباء، وتزوج يوهان وأنجب أميرةً وأمير، ثمَّ كبرا لتصبح الأميرةُ في الجمالِ ليس لها نظير، والشابُ حادُّ الطباعِ وقويٌ هكذا هو الأمير، كانتِ الفتاةُ تترددُ لجدها كثيراً فعلَّمها القراءة والكتابة والكيمياء، وأخيراً أُعجبت تلك الأميرةُ اللطيفة بالصيدلانيِّ الذي كان يعالجُ والدها، أخبرت جدها بالأمرِ فعارضها في قرارها، أخبرت والدها أيضاً فرفضَ الأمر بحجةِ أنَّها أميرةٌ ولها وقارها، ولهذا يجبُ أن تتزوج برجلٍ ذو مكانةٍ كوزيرٍ في الدولةِ أو أميرٍ لدولةٍ أخرى، كانت مجرد أداةٍ لضمانِ الاستقرارِ السياسيِّ بالمجمل، لهذا صارحتِ الشاب بمشاعرها وقبلها، تزوجها وهربا من القصرِ العتيق، وسكنَّها في منزلهِ بالقربِ من دارِ أهله، لم تكن بالتأكيدِ حياتُها معه كحياتها في القصر، لكنَّها كانت تؤمنُ بأنَّها إن أحبت شخصاً فهي قادرةٌ على العيشِ معهُ في كلِّ الظروف...

فراغحيث تعيش القصص. اكتشف الآن