فراغ

قرارات

آركون: حسناً هل لنا أن نبدأ الاجتماع الآن؟

أجاب كايدن ببروده المعتاد: أجل سيدي كلنا جاهزون... تلفت يمنى ويسرى ثمَّ قال: لكن سيدي هناك قائدٌ ناقص، أوليس صحيحاً هذا يا آريس؟

أجابهُ آركون بحزم: القائدُ يوهان اعتذر عن حضورِ الاجتماع وأرسل نائبه عوضاً عنه، لقد سمحتُ بهذا أيُّها الضابط كايدن، أهناك أيُّ مشاكل أخرى قبل البدءِ بالاجتماع؟

ردَّ كايدن: كلا سيدي.

ضمَّ آركون يديه وأسند عليهما ذقنه، ثمَّ قال: لقد جمعتكم ها هنا لأناقش سير عملية تدريب الخلف آرثر، كيف تسير العملية يا كايدن؟ ألم تطل كثيراً؟

أجاب كايدن: أخبرني الضابطُ مارك أنَّهُ على مشارفِ النهاية من تدريبه.

ردَّ ناثانيال: اسمع لقد طالت فعلاً، من ذا الذي يستمرُ خمسَ سنواتٍ في تدريب طفلٍ على بضعِ حركات واستخدام السيف؟ يمكنه إتقانها في سنتين مهما طالت.

تدخل ويليام: بحقك لو أنَّك زوجت مارك عندما بلغ لكان يدرب بضعةً من الشبان وليس فتًى واحداً، ألا تراها مضيعة للوقت؟

-صمتاً، أنا وحدي هنا من يحقُّ لهُ توبيخكم!

صاح بهم الضابط آركون فتسمروا جميعاً هادئين صامتين، صوتٌ واحدٌ من آركون كفيلٌ بإسكاتهم مهما احتد نقاشهم، لقد كان آركون ذو هيبة ومكانة رفيعة، عمرهُ في الخمسين وهناك تجاعيدٌ في وجهه، شعرهُ الأشيب، لم ينقص هذا من هيبتهِ شيء، بالعكس فقد زاده وقاراً واحتراماً، شخصيتهُ القوية هي من سمحت له بتولي هكذا منصب، كان هو الأفضل والأنسب لملئ هذا المكان وناش هؤلاءِ الضباط، وهناك تسريباتٌ تقول بأنَّهُ من المحتلمِ أن يصل للحكومة ويشغل منصبَ وزيرِ الدفاع.

قال كايدن رداً على كلامِ أقرانه: صحيحٌ أنني امتنعتُ عن تزويجِ مارك منذ سنٍّ صغيرة لكنِ الآن فهو متزوج وامرأتهُ حامل.

صاحت بيلين متفاجئة: ماذا؟! مارك متزوج؟ متى؟!

أجاب مارك بهدوء: لي خمسةُ سنواتٍ سيدتي، وأمرأتي الآن في شهرها الخامس.

سأل آركون: لماذا لم تطلعني بهذا يا كايدن؟ لماذا تتصرفُ لوحدك ولا كأنَّ هناك قيادةً وقوانيناً فوق رأسك؟

فجأةٍ استل اثنينِ من الحرسِ وراء كايدن سيوفهم ووضعوها عند عنقه، أمسك بهم الضابطُ مارك وثناهم للأسفل بيديه العاريتين ثمَّ قال: ليس هناكَ داعٍ لهذا، لقد كنتُ أدرِّبُ الفتى ابن أختي أيضاً، وفوق هذا ماذا ستستفيدون إن كان خلفي لمَّا يأتي بعد؟

عدَّل من وقفته ثثمَّ تابع: وبما أنني من شعبِ أورفال فأودُّ إطلاعكم بأنَّهُ حتى وإن زُوِّجتُ باكراً فالنتيجةُ واحدة، أولى المواليدِ فقط من يكونُ يحملُ قوانا، ويكونُ ذكراًُ أيضاً، وإن زُوِّجتُ مرةً أخرى، فلن تستفيدوا شيئاً، لن أُنجِبَ سوى ولدٍ واحدٍ يحملُ تلك القوة التي أملكها.