بعد عدّةِ أيامٍ عن الاجتماع، أعدَّ رئيسُ الأركانِ الضابطُ آركون العدَّة والعتاد والجيش، بعد أن وضع لهم الضابطُ ويليام الخطة التي سيمشون عليها، كان وضعاً صعباً بالنسبةِ لهم فهم على علمٍ بقوَّةِ جيشِ الجمهورية، إلا أنَّ آركون بقي مصمماً على إقامةِ الحرب.
تجمَّع كلٌّ من الجيشانِ في الموعدِ والمكانِ المذكورين، الضابطُ آركون في مواجهةٍ مع الضابطِ إرنستو، نظر آركون لإرنستو بحقدٍ وكأنَّما بينهما تاريخٌ حافل، فجأةً ركضَ نحوهُ مُشهِراً سيفه، تصدى له إرنستو في الحال، لكن حين انشغالِهِ بصدِّ سيفِ آركون، كان ويليام قد أطلق على ساقِ إرنستو النار، نظر لهُ بظلاميَّةٍ قائلاً: أرني كيف ستُقاتِلُ برجلٍ مثقوبة.
قهقه إرنستو بخفةٍ ثمَّ أجابه: حتى وإن كنتُ مشلولاً فسأقاتلك، هَلُمَّ لي.
تراجع آركون متيحاً الفرصة لويليام، هجم ويليام بشراسةٍ على إرنستو، هجماتٌ متتالية بالسيف وإرنستو كلُّ ما يملكهُ هو الصد، أمَّا غن ويليام فقد كان يملِكُ الحقد والغضب في تلك المعركةِ الفردية...
قبل عدةِ سنوات...
-يُعيَّنُ الضابِطُ آرام وزيراً للشؤونِ الحربيَّةِ والعسكرية، وها هو الآن يقفُ هنا لأداءِ القسم، فلتُقسِم بأداءِ واجبه في الدِفاعِ والحماية وإعلاءِ رايةِ البلاد وعدمِ تلويثِ سُمعتِها ما حييت! فلتُقسم على إيجادِ الإمبراطورِ الجديد! لتُقسم على عدمِ الخيانةِ ومُعاقبةِ الخائنِ الوليد!
-أنا الضابطُ آرام، أُقسِمُ هنا وأنا واضعٌ يدي على الكتابِ المُقدَّس بأنني سألتزمُ بما قيل! وسأجعلُ هذي الإمبراطورية آمنةً ولن أسمح بأن يشوِّهها دخيل! وفي قراراتي سأكون حكيماً وعاقلاً ولن أسمحَ بانعدامِ الأمنِ والعويل!
بعد أيامٍ من تعيينِ آرام، في مكتبهِ حين اجتمع بويليام...
-اسمع ويليام بما أنَّكَ لا تريدُ أن تكونَ مستشاري على الأقل فلتقبل بكونكَ قائدَ فيلقِ التخطيطِ العسكريّ!
تنهَّدَ ويليام وقال لآرام: اسمع أنتَ أخي الكبير وبمقامِ أبي الراحل دامكَ تكبُرُني بالكثير، ولكنني بحق لستُ مُهتماً بهذهِ المناصبِ والألقاب.
قال آرام بنبرةٍ فيها شيءٌ من الترجي: آهٍ هيَّا لا تكن هكذا، آخرُ ثلاثِ حروبٍ قدِ انتصرنا فيها بفضلك...
قاطع ويليام آرام قائلاً: كان هذا محضَ صدفة...
ضربَ آرام يدهُ بالطاولة مقاطعاً أخاه: ثلاثُ حروبٍ عظمى لا يُمكنُ أن تسمى صدفة، الصدفةُ تكونُ مرة واحدة فقط...
وهكذا عُيِّنَ ويليام قائداً لفيلقِ التخطيطِ العسكريّ، كان نوعاً مُنعزِلاً عنِ الضُبّاطِ الآخرين؛ وغالباً ما يحضُرُ الاجتماعاتِ مُستمِعاً، إلى أن فاجأهُ أحدُهم بوضعِ يدِهِ على كتفه أثناء العملِ بُعَيد الاجتماع...
أنت تقرأ
فراغ
Gizem / Gerilimفي زمنٍ ما كانتِ الحروبُ تُقامُ في كلِّ أوان، وذريعتها نشر الدينِ الجديدِ بين البلدان، لكنَّ هناك سبباً آخر مخفياً بين السطور، فهل سينالون مرادهم أم سنراهم في القبور؟ بطل القصةِ يحملُ سراً لا يعيه، فهل هو ضالتهم أم لديه ما يبحثون عنه؟ تنويه: قد تحتو...