الفصل السابع: سالار

216 81 45
                                    

داخل هذه الزنزانة المعتمة والقضبان الحديدية، يوجد سالار المحطم، أكتوي بلهيب قلبي أكثر من هذه السلاسل النارية التي تكبلني، ينهشني الوجع مثل فريسة راضخة، أتخبط كالمذبوح الذي يصارع من أجل البقاء، سأحيا لأجلك إيلين، سأقاوم لأنقذك من قبضتهم، تخونني ذاك...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

داخل هذه الزنزانة المعتمة والقضبان الحديدية، يوجد سالار المحطم، أكتوي بلهيب قلبي أكثر من هذه السلاسل النارية التي تكبلني، ينهشني الوجع مثل فريسة راضخة، أتخبط كالمذبوح الذي يصارع من أجل البقاء، سأحيا لأجلك إيلين، سأقاوم لأنقذك من قبضتهم، تخونني ذاكرتي فلاأستطيع إسترجاع الأحداث التي تلت هجوم ذلك اللعين الذي إدعى أنه ملقب بقابض الأرواح رفقة آخرين.

آسف ياإيلين لأنني أريتك وجهي المظلم وحقيقتي البشعة، أنا ضعيف أمام غيرتي الهوجاء، لم أتمكن من كبح أعصابي وهيجاني عندما رأيت ذلك الوغد دومينك يرقص معك، سأقتل كل من يتجرأ على لمس شعرة واحدة منك، أنت ملكي أنا فقط، لكنني نادم أشد الندم مقهور لتصرفي الشنيع معك، رغم عيونك الخائفة وجسدك المرتعش خنقتك بيديا هاتين، عندما قلت أنك لن تعودي معي أحسست بدمائي تفور وبأعضائي تتقلص وتتحول، ترغبين بالإبتعاد عني وهذا مالا أقبله، أنت لي وستعيشين حياتك كلها بقربي، لم تخطإي عندما قلت لألورا أنك نبض قلبي، أنت لست نبض قلبي فقط أنت روحي التي أحيا بها، والهواء الذي أتنفس به، أنت كل شيء ياعالمي الخاص.

أحسست بأنك جثة هامدة بين يديا عندها نطق قلبي وأخرج مكنوناته إتجاهك، صرخت بأنني أحبك، صرخت لكي بأنني أغار عليك ولن تكوني لشخص غيري، غرقت عيونك في بحر الدموع وإنهرت بين ذراعاي، ضميتك لصدري بكل قوة أريد أن أشق أضلعي وأسكنك داخلي.
عدت بك للمنزل وياليتني لم أعد، بينما أنت فاقدة الوعي حاملا إياك جاعلا من أنفاسك أكسجين أنعش به رئتاي.

أيت زنزانة يضعونك فيها، أين أنت من هذا المكان الموحش، تراكي هل تشعرين بالوحدة والخوف؟، هل تتألمين في هذا الظلام الذي يشبه القبر؟، لماذا سرقوك مني؟ لماذا سلبوني روحي؟ أنا هنا كالميت غائب عن العالم لاأعلم نهاره من ليله، لاأعلم ماذا يجري فيه، طال مكوثي هنا دون أن يخبرني أحد شيء، سوى الحراس اللعينين الذي يحضرون لي الطعام بين الفينة والأخرى دون نطق حرف واحد، كيف سيطاوعني قلبي أن آكل وحبيبة قلبي غائبة، إشتقت لطبخك ولطبقك المفضل الطماطم المقلية مع البيض وعصير الليمون، إشتقت لبسمتك وعيونك الزرقاء البريئة، وشعرك الأسود الفاحم الأملس، إشتقت لكل شبر في جسدك، أفتقد تهورك وعنادك وإستفزازك، أفتقد كل شيء فيك.

أنا الغارق في بحر عشقك، أنا العاشق الولهان المهووس بكل مايتعلق بك، حتى التراب الذي تدوسين عليه، حتى الوسادة التي تعانقينها...... كل ماأتت يدك عليه أدمنه.

كيف لاأحبك وأنت من علمتني معنى الحياة، معنى الصمود في وجه العقبات، أنت من جعلتي لحياتي قيمة، كنت تكبرين كزهرة حمراء زاهية أمام عيني وأنا أراقب تفتحك كل يوم، أحفظ تفاصيلك الصغيرة عن ظهر قلب، كنت دوما بجوارك كظلك تماما، أينما خطوتي أخطو معك دون أن أثير إنتباهك، لا تصدقين كم فرحت عندما بحثتي عني وجئتي للبحيرة في الظلام الدامس، فقط لتكتشفي سر عازفك المجهول، بموتي أمي جميلة كان عليا إزاحة اللثام عن حقيقتي، كان عليا أن أظهر لكي، طوال السنين كنتي بأيادي آمنة وفي حضن دافئ أنا متأكد أن أمي أحبتك وفضلتك عليا وجعلتك قرة عينها، لكن بموتها كان عليا أن أعوضك ولو بالقليل في حنانها لكنني عوض ذلك جعلتك تحزنين أذقتك الألم وأريتك نصفي الآخر الفضيع.

كم أعجبني تمسكك بي في وجه ألورا، أعجبتني جرأتك بينما تنظرين في عينيا بكل ثقة وكأنك على دراية بكل مايخبأه قلبي عنك، بكل مالم يصرحه لك، تعمدت أن أرقص مع ألورا لأرى ردة فعلك، لأتأكد من نظراتك نحوي، هل تراك تحبينني بالقدر الذي أحبك به؟،  هل تشعرين بماأعانيه؟
يالا حماقتي كيف ستحبين إبن المجرم الذي سلبك طفولتك وحضن عائلتك، كيف ستحبين إبن من قتل والديك دون رحمة؟ لهاذا دوما كنت أقول لكي أن الجهل أرحم لعقولنا، لهذا أخفيت عنك الحقيقة المرة.

حتى ولو كرهك كل العالم ونبذك، حتى ولو كرهتني أنت بنفسك، فلن تنقص ذرة حب واحدة إتجاهك، سأبقي قلبي لك وحدك، سينبض سوى بغرامك.
سأنقذك وأهرب بك بعيدا سأصنع عالما خاص بنا نحن فقط، لن يزاحمنا فيه إنس ولاجان ولاحيوان ولاأي مخلوق على وجه الأرض، سنكون نحن بمفردنا فقط، وماحاجتي  بالعالم وأنت معي، أنت الكون بما فيه والحياة بماتحتويه.

تقطعت أحبالي الصوتية من شدة الصراخ، أنادي بإسمك، أنتفض لأجلك، لكن لاشيء سوى صدى صوتي المقهور المتردد في هذا الجحيم.
صوت خطوات تقترب من زنزانتي وقد تعودت على أولئك الحثالة، ما إن يدخل أحدهم حتى أنقض عليه كالوحش الكاسر، قتلت إثنين منهم في بادئ الأمر، ثم أصبحوا يرمون الأطباق لي من بعيد، فليترحموا أنني مقيد بهذه السلاسل النارية وإلا كنت محيت وجودهم من الأرض. أستطيع قنص نظرة الخوف في عيونهم وهم قادمون نحوي، يحق لكم الإرتعاب من وحش فقد أعز مايملك، ومن منتقم ثائر لأجل من يحب. أطل عليا من خلف القضبان ذلك اللعين أركان  وبإبتسامة خبيثة وعيون مستشفية طالعني.


يتبع...........

رواية إيلين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن