بينّما أغطُّ في نومٍ عميق يرتاحُ عقلي وقلبي من يومٍ شاق ويستعدُ ليومٍ جديد، في غرفتي ذاتْ الوسائد المريحة والسّتائر البيضاء المُتدلية، وسط الشُّموع والروائح الزّكية أستشعرُ وجوده أستنشقُ عطرهُ الفَوّاحْ،أترقبُ الموت حتّى الصّباح فمن يترقب الموت تعانقه هذه الأخيرة باِشتياق.
اِخترقَ صوتُه الرّنان اُذناي تردَّد في مَسَامعي رقصَّ قلبي على نغماته، اِنتفضتُ كالمجنونة أبكي واُردٌد حروف اِسمه، اُفتِشُ عنه في أرجاء الغرفة اِلاّ أن هرعَتْ نحوي جُوَّيْسْ وأخذت تهدئُ من روعي، جاءت كي تقول لي نفس الكلام وكأنّه تعويذةٌ تُقيظُني من الضّياع الذّي أنا غارقةٌ فيه:
" أنتِ تَهذِينْ فقط..... لا وجود لسّالار..... لقد مات اِنْسيه.... "
أبهذه السهولة تعتقدون النسيان؟ إنّه لعنة تلاحقنا تسكن داخل قلوبنا، ربما ينسى العقل لكن ذاكرة القلب أقوى مما نعتقد، خاصة إذا كان الندم رفيقنا فسيلازمنا لمدى الحياة، سترغب بتخطيه لكنك ستتعثر كلما حاولت، واجه الصّعاب واِعترف بأخطاءك واُطلب السّماح من النّاس الذين أخطأت في حقهم، أنتَ لن تنسى ستعيش مع ذكرياتك وستتأقلم معها.... مع ألمها وحزنها وكل مآسيها.
لم أحضى بفرصة لأطلب من سالار أن يسامحني، تركته يتعذب لوحده لكن اُقسم أنّني سأنتقم له.......
مرت الأيام بروتيني طبيعي من تعلم للفنون والقراءة وأحيانا التّدريب على اِستعمال قوتي والتّمرن على التّحليق خلال تلك الفترة لاحظتُ أنّ جويس ليست على طبيعتها بل اِنّني اِنتبهت لتصرفاتها الغير سوية عندما يكون الأمير كونار قربنا تصبح مثل زهرة تتمايل سيقانها وتتفتح وريقاتها.
العاشق لا يخفى عن الأعين نظراته واضحة وضوح الشمس فحتّى لو كذب اللّسان وأنكر صاحب القلب هواه فجسده سيفشي أمره وسيفضحه للعلن.
مكان أقل مايقال عنه جنة بزهوره المتنوعة وفراشاته الملونة بمياهه العذبة وسمائه المكتسية برداء أزرق نجلس في هدوء تام لكن ذلك لم يدم طويلا، عندما قررت جويس اِزاحة اللثام عن سرٍ ألبسته لباس الكتمان وطوَّته في كتابٍ لم تفتحه حتّى الآن.
أشعرُ بالتعاطف لأجلها اِحساسٌ بداخلي يدفعني للمضي للأمام وتغيير مايمكن تغييره في هذا المكان، عالم يسوده الخذلان وتكتب قوانينه بالدم والأحزان.
القوي يأكل الضّعيف والضّعيف يعيش على أمل في غدٍ مشرق، قالت لي جويس بصوتها المحطم:
" لا خير في أمة فقدت اِيمانها بحريتها، طفل ولد ليعيش حياة الذل ورجل يرضى بالظلم مقابل أن يترك حاله ويخلو سبيله...... أمٌ لا تجد ماتطبخه لأولادها المتضوعين جوعا..... رجال ونساء حلمهم أن يرقدوا بسلام لا أن يتحولوا لوحوش تقبع أرواحهم داخلها لمدى الدّهر يخدمون القوانين التّعسفية..... "
أنت تقرأ
رواية إيلين
Viễn tưởngالوّحدة حفرةٌ عميقة تسحبنا لأعماقها، وأنا لم أسلم مِن ظّلامها إلى أنْ سطعَ نورٌ خافتٌ وقادني للأعلى، حلقَ بي لسّماءِ الحريّة، آراني جمالَ العالمِ وأطلعني على أسرارهِ الخفيّة. تعلقَ قلبي بمنقذي وراحَ يرقصُ فرحًا على أنغامِ عزفه، لكن كلُ شيءٍ تغيرْ ع...