فتاة تبدو في عقدها الثاني مثلي، ترتدي قميص ذو قماش حريري بلون السكر، وتنورة حمراء طويلة تضيق من خصرها، شعرها الأبيض الطويل زادها بهاءا خاصة مع تلك القبعة الحمراء تتوسطها أزهار وأشرطة تتدلى للزينة، بشرتها شديدة البياض مثل الحليب الصافي ذات عيون خضراء وشفاه كرزية.
إندفعت نحو سالار بكل قوة وعانقته، وهي تقول:
"أطلت غيابك، إشتقت إليك..... لاتتركني وحيدة مجددا"هل قلت أنها حسناء؟ سأسحب كلامي فورا، هذه الشمطاء اللعينة ماذا تقول؟، ثم من بين أحضانه إنتبهت لي وقد كنت متوارية خلفه بينما لايزال ممسكا بيدي، أشحت بنظري بعيدا عنها وأفلت يدي من قبضته إلا أنه شعر بتضايقي فأعاد مسك يدي جاعلا من أصابعه منسجمة داخل أصابعي.
رمقتني بنظرات ثاقبة، وراحت توجه سيل الأسئلة لسالار:
"من تكون هذه الفتاة؟ ولماذا تمسك يدها؟..... أخبرني هيا"
هذا السؤال لست أنت من تسألينه له، إنه نفس السؤال الذي أنتظر إجابته..... من أكون ياسالار؟.... من أنا؟ طالت المدة وكأن الزمن توقف وأنا أترقب بتوجس مايخرج من فاهه بينما لايزال يعطيني بظهره، الأمر نفسه لايختلف مع المتعجرفة أيضا، وأخيرا حرر لسانه ليقول وقد صدمني:
"لاشأن لك"لماذا تتهرب ياسالار أجبها، أنا من أسئلك وليست هي..... لتوجه شررها المتطاير نحوي، وهي تسألني:
"من تكونين أجيبي؟"
وترتني هذه الجملة.... من أكون.... لست مثلك ياسالار أتهرب، هذه المتغطرسة سأوقفها عند حدها.... سأواجهها، لكن ماذنبها...... لايهمني لم أرتح لوجودها وأريد أن أستفزها بشدة.
إستدار سالار هو الآخر وكأنه يمر بنفس الموقف الذي مررت به الآن، أحسسته هو من يريد سماع الإجابة وليست هي، نظرت في عيونه الجذابة وأجبت بكل ثقة:"أكون كل شيء بالنسبة لسالار، أنا عالمه الخاص..... أنا قلبه النابض"
حتى أنا لاأدري من أين جاءتني هذه الجرأة، كان سالار متصنم الجسد إلا من صدره الذي يعلو تارة وينخفض تارة أخرى..... عروقه تبرز بشكل مثير، شدد من قبضته على أصابعي متمسكا بي أكثر وإبتسامة أستطيع قنصها من عينيه، بينما تلك الشمطاء إندفعت نحوي تخنقني:
"كيف تتجرإين أيتها الحقيرة، ألا تعلمين أنه حبيبي.............."
كانت هذه الكلمات كالصاعقة تنزل على قلبي تهوي به إلى القاع المظلم..... أحسست به يتقلص وبنبضاته تتسارع، قاومت الدموع كي لاتسقط ولاأعلم ماحالي هذه، إذا هكذا ياسالار هي حبيبتك، أنت خائن تغيب عنها وتعيش معي، مالفرق بينها وبيني؟ لكن ماشأني بهما فليسطفل هو وتلك المتعجرفة ألورا، حتى إسمها ثقيل على لساني، لم أدافع هذه المرة بقيت ساكنة أتصارع مع نفسي.
أنت تقرأ
رواية إيلين
Fantasíaالوّحدة حفرةٌ عميقة تسحبنا لأعماقها، وأنا لم أسلم مِن ظّلامها إلى أنْ سطعَ نورٌ خافتٌ وقادني للأعلى، حلقَ بي لسّماءِ الحريّة، آراني جمالَ العالمِ وأطلعني على أسرارهِ الخفيّة. تعلقَ قلبي بمنقذي وراحَ يرقصُ فرحًا على أنغامِ عزفه، لكن كلُ شيءٍ تغيرْ ع...