بعدما تلقيت الأوامر الخاصة بالبحث على إبنت الأمير إليوت وتتبع ذلك الهجين في مملكة الإرك واديول، إنتظرت أن تهدأ الأمور بعض الشيء هناك خاصة بعد الجلبة الأخيرة وماأحدثته في أوساطهم، لن يفيدني الظهور علانية في مثل هذا الوقت، فأنا في غنى عن الحرب معهم إلا أن أعثر على مبتغاي وهي الأميرة وأعيدها إلى مكانها الأصلي وهي مملكة إستيرا.
يومين قضيتهم في تفقد حال المحاربين والإطلاع على إستعدداتهم، لم يسلموا من سخطي عليهم، الحمقى بحالتهم هذه لو خاضوا حربا مع أعدائنا لسحقوهم، لولاي لما حققوا إنجازا واحدا، سأكون صريحا جنود الإرك واديول أقوياء مقارنة بهؤلاء الضعافى، ضاعفت من تدريباتهم بكل قسوة وحزم لئلا يتحسن مردودهم.
أول خطوة قمت بها هي تتبع سالار وجمع بعض المعلومات عليه وقد إلتجأت إلى تهديد بعضهم لأحصل على مبتغاي ومن ثم نزع روحهم من على أجسادهم بكل شغف وتلذذ، الشيء الذي أثار إستغرابي لماذا يسكن بعيدا عنهم وحيدا وسط الغابة؟، عندما دلفت لداخل المنزل كان فارغا لاحياة فيه، فما كان عليا سوى الإنتظار لسوء حظي، أشك في أن الأميرة برفقته أو أنه يعلم مكانها ففي الأخير والده الحقير هو صديق ومساعد الأمير إليوت، سأعذبه أشد العذاب كي يعترف بمكانها سأذيقه ألوان سخطي، تعال ياسالار لأريك الجحيم بأم عينيه.
بعد مدة وجيزة هاهو ذا الباب يفتح وقد كان يحمل فتاة بين ذراعيه مغشي عليها بينما يبدو عليه الإضطراب، بمجرد أن لمحني وضعها على الأرض وهجم علي بهمجية ، لكنني أذكى وهذا مايجهله هذا الغبي، كانا برفقتي أشرس محاربي إستيرا عرقلوه بينما حملت تلك الفتاة وحلقت بها، لاأخفي أن قوته أثارت دهشتي فلم تمر بضع ثواني حتى كان ورائي يحلق بجناحيه السوداء وهو متحول بالكامل في حالة هيجان عظيمة يصرخ بكل قوة ويحطم كل مايعترض طريقه، إنه يبلي بلاءا حسنا بملاحقتي إتبعني أيها المغفل.
ماإن وصلنا لبوابة مملكة إستيرا الضخمة حتى أمرتهم بأن يرموا عليه الشباك الحديدية القوية، ولحظه العاثر وقع فيها مثل الأرنب الفاقد للعقل، إلا أنه قاوم وكاد يكسرها لولا إلتحامهم عليه ومهاجمته دفعة واحدة ورغم ذلك أردى منهم الكثير من القتلى إلا أن تدخلت أنا بنفسي وضاعفت من متانة الشباك وأمرتهم أن يقيدو حركته ويحقنوه بحقنة الشلل المؤقت ومن ثم قدناه إلى الزنزانة التي لايحتمل قساوتها حتى أعتى المخلوقات وأكثرهم قدرة على التحمل، بينما يقف الكل مشدوها مرعوبا من هذا الوحش الفظيع.
في تلك الأثناء كان وشم الفتاة يشع بالنور وإن دلى فلا يدل سوى على إنتمائها إلى أرض إستيرا، لاحظ الكل ذلك فإنحنوا لها، بينما كانت تبدو مغيبة عن الوعي تنظر بعينيها الزائغتين فقط دون أدنى مقاومة، قدتها إلى الجناح المخصص للعائلة الملكية حيث قاموا بالإعتناء بها إلى أن تستعيد وعيها وطاقتها بغية مقابلة الأسرة المالكة وإخبارها بكل شيء خفى عنها.
أنت تقرأ
رواية إيلين
Fantasíaالوّحدة حفرةٌ عميقة تسحبنا لأعماقها، وأنا لم أسلم مِن ظّلامها إلى أنْ سطعَ نورٌ خافتٌ وقادني للأعلى، حلقَ بي لسّماءِ الحريّة، آراني جمالَ العالمِ وأطلعني على أسرارهِ الخفيّة. تعلقَ قلبي بمنقذي وراحَ يرقصُ فرحًا على أنغامِ عزفه، لكن كلُ شيءٍ تغيرْ ع...