طال غيابه وزادت مخاوفنا من أن يكون مكروها قد أصابه، نحن نثق في قوته، لكن لم يسبق له أن إختفى من قبل مثل هذه المرة، أعلنت حالة الإستنفار في مملكة الإرك واديول، نشطنا حملة بحث واسعة، لم نترك شبرا واحدا إلا وبحثنا فيه، ولكن للأسف وكأن الأرض إبتلعته وأطبقت عليه، الحالة النفسية للملكة سيسيليا كانت تشهد تدهورا مستمرا، كانت تتوعدنا طوال الوقت بالعقاب إن لم نعثر عليه فسترمي بنا للجحيم، بحقك ياسالار أين أنت؟ لا أنت ولاتلك الفتاة، أيعقل أنك هربت بها لمكان مجهول؟ أيعقل أن تترك أحبائك وأرضك وتفر منها بعيدا؟
إفتراضات عديدة طرحناها، لكنها لم تقنع قلوبنا المتعلقة في فرضية واحدة وهو أن ظرفا طارئا قاهرا وقع له يمنعه من الظهور.......
توالت الأيام بتعاستها إلا أن ظهر ذلك الرجل من العدم، شخص غامض هالته المظلمة تعتم المكان تنشر السواد أينما خطا خطواته المهيبة، كنت حاضرا مع الملكة سيسيليا حينها، رأيت الذهول على محياها، لتخاطبه بإستغراب باد على صوتها:
"مر وقت طويل على آخر لقاء أيها المجهول، مالذي جاء بك؟....."
بصوته الجهوري والمرعب في آن واحد:
"الأمر يتعلق بسالار..."إنتفضنا من مكاننا، ظهر لنا بصيص أمل، في تلك الأثناء خفق قلبي بسرعة بمجرد سماع إسمه، ربااه أرجو ألا يكون مكروها أصابه، وقفت الملكة على الفور وإقتربت منه مخاطبة إياه بقلق غير مسبوق:
"قل مابه سالار، هل تعلم ماحل به؟ أين هو؟ أين إختفى؟..... "
أعذرها لم تتمكن من التحكم في أعصابها، حبها لسالار يفوق كل شيء، ليجيبها ذلك الرجل الغامض:"علينا أن ننقذه فورا، إنه في قبضة مملكة إستيرا، وهناك يقبع داخل سجونهم الجحيمية،سيتم إعدامه بعد ساعات............"
أطلعنا على بعض المعلومات ونحن جاهلون بكل كلمة يقولها، لم نتوقع إطلاقا وجود مملكة أخرى كنا نظن أن ماتحدث به أسلافنا في كتبهم المنسية هو مجرد خرافات وأساطير، لكن كان كل شيء حقيقي.هذه المرة سننتصر حتى ولو كلفنا ذلك أرواحنا في سبيل إنقاذك ياسالار، أصمد نحن قادمون لنجدتك، إستدعت الملكة سيسيليا كل القيادات على وجه السرعة لحضور إجتماع طارئ، من مخرجاته أن نطلق سراح المسجونين المردة القابعين في زنازين المملكة، رغم خطورة الإقدام على هذه الخطوة إلا أنها كانت أفضل خطة، سنستفيد من قوتهم وإن نجحوا في مهمة إنقاذه فسنطلق سراحهم جزاءا على مجهودهم، تكلفت أنا رسميا بالمهمة، وكم كنت متحمسا وعلى أبهة الإستعداد.
لطالما كان سالار الأخ والسند لي في وقت المحن، لطالما كان قوتي وقدوتي،ماأنا عليه الآن كل الفضل يعود إليه، تجهزنا وكنا بأعداد مهولة حتى تلبدت السماء من كثرتنا إن رأيتنا ستظن أننا سحابة سوداء، تقدمت الملكة سيسليا نحوي واضعة كفها على كتفي:
أنت تقرأ
رواية إيلين
Viễn tưởngالوّحدة حفرةٌ عميقة تسحبنا لأعماقها، وأنا لم أسلم مِن ظّلامها إلى أنْ سطعَ نورٌ خافتٌ وقادني للأعلى، حلقَ بي لسّماءِ الحريّة، آراني جمالَ العالمِ وأطلعني على أسرارهِ الخفيّة. تعلقَ قلبي بمنقذي وراحَ يرقصُ فرحًا على أنغامِ عزفه، لكن كلُ شيءٍ تغيرْ ع...