الفصل الرابع عشر: إيلين

121 48 112
                                    

حلت عقدة لساني وتحرر لأوجه عبارات الشكر والإمتنان لأركان على إنقاذه لي ، وقف مكانه دون أن يستدير إلي ثم أكمل تحليقه لتلاحقه عيوني حتى إختفى في الأفق، دلفنا للداخل أنا وجويس رميت بنفسي على الفراش الناعم أتململ فيه بكل حرية، ثم عدلت من جلستي مخاطبة جويس:

"عصافير بطني تزقزق أحضري لي شيئا أسد به جوعي"
"ثواني ويكون جاهزا سيدتي"

ماإن وضعته أمامي حتى إنهلت عليه بشراهة فلم أتناول لقمة واحدة منذ أيام وعندما فرغت أخذت جويس سينية الطعام وعادت جلست أمامي، وضعت رأسي على كتفها سارحة في بحر أفكاري مسترجعة الأحداث المؤلمة التي حدثت لي قبل قليل:
"جويس هل تصدقين أنني خفت كثيرا من أركان ظننت أنه سيقتلني ويلحقني بالبقية، فكرة أنه أنقذني لايتقبلها عقلي، كيف لوحش مثله أن يجعلك تستشعرين الأمان بقربه؟"

"رغم أن أركان شخص غامض ومهووس بالقتل إلا أنه ملتزم بالقانون ويدافع عن المملكة بالنفس والنفيس،يحب أن يظهر الجانب القاسي منه.... فبرأيك لما يتحمل الجميع تصرفاته المستفزة؟"

أجبتها بسرعة بديهية:
"لأنهم يخشونه..."
"صحيح لكن ليس هذا فقط بل لأنه مصدر قوتنا والفضل كله يعود إليه لم يتبقى من سلالة المجنحين المظلمين سواه ووالده المختفي وسالار..."
"هل سالار ينتمي إليهم؟ ومن هم المجنحين المظلمين؟"
"من يمتلكون قوة خارقة يرثونها عبر الدماء السوداء، إنهم أشراف القوم وهم من تكلفوا طوال السنين بحماية الأسرة الحاكمة والدفاع عن المملكة، والخائن جافين هو نفسه والد أركان وسالار"

إنتفضت من مكاني مذهولة، قاطعتها قائلة:
"هل سالار وأركان...؟"
لتستطرد وقد هدأت من روعي واضعة كفها على كتفي:
"أجل إنهما شقيقان"
كتمة شهقة بداخلي وآلاف الأفكار تتزاحم في رأسي مسببة لي الصداع، لتردف:

"ربما أركان بإمكانه السيطرة على قوة الدماء المروعة التي تسري في عروقه لكن سالار هجين جسده البشري لايطيق الكم الهائل من الطاقة التي تبثها إليه، ممتلكها يصبح مهووسا بسلب الأرواح لايشبع نهمه مهما قتل، زيادة على ذلك إنها تضخ لقلوبهم الحقد والكراهية وتصبح سلوكياتهم عدوانية وعنفية"

لاحت في مخيلتي ليلة شجاري معه في الحفل الراقص عندما تحول وأصبح وحشا عديم الإحساس، تذكرت محاولته خنقي بيديه وغرسه لمخالبه في عنقي، تأوهت ألما بمجرد إسترجاع تلك الذكرى الأليمة تحسست بيديا رقبتي مفزوعة، لاحظت جويس إرتباكي:

"هل أنت بخير سيدتي؟..."
تنهدت بأسى وأطلقت زفيرا مكتوما أخرج كل مكنونات قلبي، لم أنم ليلتها كنت مشتتة الأفكار هائمة في صحراء جرداء خالية من كل شيء.

حل الصباح ولم يغمض لي جفن البتة، جاءت إلي جويس بحماسها المعتاد:
"صباح الخير سموك...... حضري نفسك لتتلقي أول دروسك في المكتبة العظيمة لمملكة إستيرا...."

رواية إيلين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن