أيّتها الحياة وأخيرًا اِبتّسمتِ في وجهي، فتحتِ أبواب السّعادة على مَصْرَعَيها تُطالبينَنِي بالولُوج إلى مَاورائها...... لأكتشفَ ماذا تُخبئ لي الأقدار في جُعبتك........
رحتُ أنادي على سالار كي يلتحق بفطور الصّباح، لكن لسوء الحظ ما اِن دلفتُ لغرفته علمتُ أنّه غادر باكرًا..... رائحته تعبقُ في المكان تخترق حواسي توقظُ مشاعر بداخلي لا أعرف كيف اُسَميها أو أصِفها، عدتُ أدراجي أتناولُ الفطور وحدي، هل سأبقى حبيسة المنزل؟ إنّه يُجبرني على التّمرد عليه، هو يعلمُ أنّني حرةٌ لا يُقيدني شيء..... لا تَنفعُ معي سلاسل السّجن ولا أصفادهُ المتّصدئة، تربيتُ على العيشِ طليقةً مثل طيرٍ يأبَى المكوثَ في مكانٍ واحد، يُرفرفُ بجناحيه يحلقُ عاليًا لايتركُ حدبًا أو صوبًا اِلاّ وزَارَهْ، اِشتقتُ لبُحيرتي ولحِصاني أسود رفيقي المُضحي في سبيل نجاتي..... قدَم روحه فداءًا لروحي..... تحجَرت اللآليء في عينيّ الزّرقوّاتان كزُرقةِ البحر القاتّم تنذرُ بقدوم سيلٍ جارف لدموع الماضي دموعُ ذكرياتي التّي ترسختْ في قلبي.
اِنتشلني سالار من بِركة بُكائي التّي كِدْتُ أن أغرقَ في أعماقها، قائلا:
"صباح الخير يا أميرة"
هل هذا هو اِسمي الجديد؟...... إنّه يُدلعني كما لو كنتُ أميرةً حقًا، شَقَتْ اِبتسامةٌ عريضة طريقها على ثَغري واِن دَلّتْ على شيء فلاّ تدلُ سوى على بهجتي العارمة، ردّدْتُ له بنبرة تحمل في ثناياها مشاعر مختلطة:"صباح النّور أيّها العازف المحترف"
"لديَّ مفاجأةٌ سَتُسرين بها ، اِصعدي لغرفتك واِكتشفيها بنفسك"
اِتّسعت حدقتا عينيّ على آخرهما واِنصرفتُ دون نطق كلمة من جراء الحماس الذّي يعتليني، ضحكاتُ سالار تَصلني... أنا واثقة أنّه يَنعَتُني الآن بالفتاة الصغيرة، لكنّني لن اُبالي مادام جلبَ لي هديةً أو شيئًا لا أعلم مايكون، سأتعرف عليه ما اِن اُدِرْ مِقبضَ البّاب........ دلفتُ لغرفتي والحماس في داخلي مثل اللّهب المتّقد، كان يتوسطُ سريري فستانٌ قصيرٌ أنيقٌ مع حقيبة يدٍ بحجمٍ صغير تتماشى مع تصميم الفستان وسِندال وبعض مساحيق التّجميل...... لطّالما كان ذوق سالار رفيع.
أنت تقرأ
رواية إيلين
Fantasíaالوّحدة حفرةٌ عميقة تسحبنا لأعماقها، وأنا لم أسلم مِن ظّلامها إلى أنْ سطعَ نورٌ خافتٌ وقادني للأعلى، حلقَ بي لسّماءِ الحريّة، آراني جمالَ العالمِ وأطلعني على أسرارهِ الخفيّة. تعلقَ قلبي بمنقذي وراحَ يرقصُ فرحًا على أنغامِ عزفه، لكن كلُ شيءٍ تغيرْ ع...