يحكم قبضته علي بينما كنت كالدمية الساكنة بين ذراعيه، أقف مشدوهة حائرة أمام هذا المخلوق الذي أجزم أنه ليس سالار، تحيطه هالة حمراء مثل النار المتقدة، وجسده مغطى بوشوم عروقه السوداء، تألمني مخالبه المغروسة في عنقي، لم أدري بما يحصل معي إلا عندما أحسست بنفسي أهوي إلى القاع المظلم إلى مالانهاية، هل أنا في كابوس؟ أريد أن أرقد بسلام ولاأستيقظ مطلقا، أرغب بالهروب ولاأستطيع، يخونني جسدي المنهك، يعصرني قلبي المنقبض، تكبلني مشاعري المتناقضة.
لاأتذكر ما حدث في تلك الفترة إلى عندما فتحت عينيا بصعوبة، أقسم أنني في حلم أنا أحلق في السماء وسط الغيوم تلفحني نسمات الهواء الباردة ، أين أنا مالذي يجري؟ من هذا الذي يحملني ويضمني إليه رفعت رأسي قليلا بجهد وشقاء لألمح شخصا لم أره في حياتي بل حتى في كتبي ولافي منامي ولاتخيلاتي، يمتلك جناحان سوداوان ضخمان، وشعر أبيض ممزوج بخصلات رمادية مموج ومبعثر بتلقائية بفعل الرياح الهابة، ذو عينين بلوريتين لم أتمكن من تحديد لونهما الحقيقي فقد كانتا يتغيران بشكل مستمر.
جاهدت لأنطق بكلمة واحدة لكن وكأنني داخل فقاعة مائية تغمغم صوتي، مستسلمتا للأقدار جاهلة بكل مايدور حولي، كنت أنظر فقط شعرت بسكينة تغمرني خاصة مع تلك النجوم المعلقة كالفوانيس تنير الأجواء في السماء،هي الأخرى مرتدية بذلتها الداكنة تزينها الغيوم القطنية المنتشرة في الفضاء الفسيح.
كسر حاجز تأملي ذلك المخلوق الذي يلاحقنا يزمجر ويصرخ عاليا، إنه يذكرني بأحدهم، إنه يشبه سالار، لايعقل أيكون هو؟، هل سالار وحش؟.... رباااه إرحم عقلي الذي لايطيق الكم الهائل من الصدمات والمفاجآة، لاأعلم الوقت ولاأعلم كم مر على هذه الحال حتى وصلنا لبوابة حديدية ضخمة بدت لي خيالية خاصة بتلك الأجنحة التي تتوسطها ليس بوسع العين إدراكها كاملة لكبر حجمها.
أنت تقرأ
رواية إيلين
Viễn tưởngالوّحدة حفرةٌ عميقة تسحبنا لأعماقها، وأنا لم أسلم مِن ظّلامها إلى أنْ سطعَ نورٌ خافتٌ وقادني للأعلى، حلقَ بي لسّماءِ الحريّة، آراني جمالَ العالمِ وأطلعني على أسرارهِ الخفيّة. تعلقَ قلبي بمنقذي وراحَ يرقصُ فرحًا على أنغامِ عزفه، لكن كلُ شيءٍ تغيرْ ع...