الفصل الرّابع: سيفاك

273 102 126
                                    

الوّسام المّلكي هو طموح كلِّ محارب، المتّحصل عليه يُعد فخرًا لقبيلته وعائلته ونسبه، من اِمتيازاته أنّه يرتقي بصاحبه لمرتبة المُحارب المّلكي للاِرك واديول، بالإضافة إلى علو شأن قبيلته واِمتيازات أخرى تُمنح لعائلته......، هذا الوّسام لا يناله سوى من هُم كُفأٌ، مَن هُم أشدُ قوةً وذكاءًا ومهارةً عاليّة، مَن يُثبتون اِستحقاقه عن جدّارة، يتمتعون بالبنيّة الضّخمة والسّرعة في الأداء.
تقوم قواعد المنافسة على اِجراء قرعة واِختيار قبيلتين تُقدم كلُ واحدةٍ منهُما مُحارِبها ليُمَثلها والمُنتّصر يتأهل لدّور القادم.

المنّافسة تمُر على ثلاثة أدوار الفائز بالدّور الأول يتحصّل على رتبة محارب دفاعي، أمّا الثّاني فعلى رتبة محارب هجوميّ، والثّالث على رتبة الحرس المّلكي اِذْ تُعتبر من أعلى المراتب المُنالة ولايصل اِليها اِلاّ النّخبة.
هذا الحدث هو ماينتظره كلُ صغيرٍ وكلُ مُحاربٍ يطمحُ في الاِرتقاء...... ينتظرونه على أحرّ من الجمر، بحيث تتسابق القبائل على تهيئة وتحضير مُحاربيها من أجل هذا الحدث الضّخم والمُهم.

توالّت الأيام وأنا وسالار نراقب بتوجسٍ شديد ساحات المُنافسة وأزقَة البنايات التّي يقيم فيها زعماء القبائل ومرافقيهم،اِتّخذت من الجهة الجنوبية رقعة بحثي ومراقبتي بينما سالار الجهة الشّمالية، كل الجنود تحت اِمرتنا،تنصُ الخطة على تعزيز الحراس على كل زعيم قبيلة وإن تعرض لهجوم مُباغت فيتمُ إطلاق ومِيض أحمر في السّماء ينذرُ بوجود خَطر وهجوم ليلتَحقَ الدّعم مِن الحراس المّلكيين الذّين ينتشرون كالذّباب في أرجاء القلعة وساحات المنافسة. نحن نشكُ في أنّ العدو لن يُفلتَ هذه الفرصة في محاولة تشويه سمعة وإثارة الفتنة بين القبائل والمّملكة إذا قام بقتل الزعماء والشّخصيات الهامة فذلك سِيُوَّلدُ ثورةً ضدنا من قبل النّفوس الطّماعة والهمجيين الذّين يتَحينُون أيَّ فرصةٍ للإنقلاب على قوانين الإرك واديول، جلالة الملكة سبقتهم بخطواتٍ وقامت بتوعية الحضور في المجلس بخططهم، ومن توصياتها أن نُجاريهم في خطتهم ونسير على منهجها، سيمثلُ القبائل أنّهم تمردوا، سيظن العدو أنّنا تشتّتنا وأصبحنا ضعفاء مُتفرقين حينها وبدون شك سيُظهرُ نفسه للعلن من أجل الإنقضاض علينا، لكنّ الحقيقة على خلاف ذلك فنحن دوما متحدين ضّد كلِ من تُسول له نفسه المسَاسَ بوحدتنا.

"هناك خطبٌ ما، الأمور لاتسيرُ وفق خطتنا........" هذا ماقلته في الإجتماع المنعقد مع سالار وقادة فصّائل الحراس.
سالار: "الأمور تصبح أكثرًا تعقيدًا، مرتْ أيام ولم يتبَين شيء......."
قلتُ: "هدوء العاصفة لايعني أنّها لن تعصف بنا، لايجب أن نتراخى، سنتَبعُ خُطتنا إلى أن تتِمَّ المُنافسة......."
سالار وهو يؤيدني في الرأي:
"أنتَ محقٌ ياسيفاك سنستمر إلى أن نطيح به...."

تفرقنا وعاد الكلُ لمهمته...... كنت أسيرُ في رِوَاق خاص بقبيلة القماقم بينّما الإرهاق يأخذ حصّته من جسدي كلّ يوم، فَقدْ توالت الأيام ولم نأخذ قسطَ راحةٍ منذ بدأ فعاليات المنافسة.
ها أنا ذا أقتنصُ وميضًا أحمر من بعيد يُنذرُ بوجود خطر لأنطلق صوبهُ بسرعة تُجَاري سُرعة الصّوت، وهل يوجد ماهو أسرع من الجّن؟ بالطّبع لايوجد، سرعة تنقلنا من بلد لبلد تكون بلمح البصّر....برمشة جفن....

رواية إيلين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن