نحلم بأشياء ونسعى جاهدين لتحقيقها وفي الأخير نصطدم بواقع مرير أو أحداث لم تكن في الحسبان لكنني قررت أن أترك أمواج البحر ورياحه العاتية تأخذني أينما رمت الأقدار بي.
رفعت رأسي إلى ذاك الذي طلب خوض اِمتحان معي لقد كان الأمير كونار يرتدي بذلة تلائم شعره الأبيض، لطالما كان أصحاب العيون الرمادية يمتلكون سحرا خاص لكن أشعر بالعار عليه، ترك الفتاة التي ضحت لأجله وجاء اليوم ليطلب يدي، صرخت بأعلى صوت مستنكرة:
" أنا أرفض بشدة ولو وضعتم رأسي في المشنقة فلن أقبل به "
ذهل الكل لحظتها كنت أسمع الهمهمات الخافتة:
" هذه الفتاة حقا مجنونة لقد رفضت أميرا لتوها.... "
" لا تستحق لقب الأميرة كيف تعارض أعراف إستيرا "
" مالذي سيحدث الآن ترقبوا الكوارث؟ "سرحت وأنا ألتقط كلامهم الملعون لكن صوت الملك أفاقني من شرودي وقد كان يبدو عليه السخط:
" هذه وقاحة سمو الأميرة ستتنازلين الآن عن كلامك السابق وستوافقين على عرضه وبعد عودتكم هناك يحق لك الرفض "قطع كلامهم صاحب الهالة السوداء وقد اِقتحم القاعة بكل شموخ، توجهت الأنظار كلها إليه وبعضهم لم يتمكن من إخفاء اِستيائه خاصة الأمير رامان، أما أمجاد فكانت كالثملة تتأرجح ومصدومة أكاد أسمع نبضات قلبها الخافقة، ردد بصوت مسموع للكل جعلهم ينتفضون:
" لن تتراجع عن قرارها.... "
نظر إليه الملك مستنكرا:
" ولماذا أيها القائد أركان؟ "
اِبتسم بغطرسة واِقترب صوبي أنا وأمجاد حيث كنا واقفين لحظتها كانت أمجاد تمسك بيدي وتحكم قبضتها علي حينها علمت أنها متوترة للغاية ويظهر هذا على قسمات وجهها وتعابيره الدقيقة.عندما أصبحت وجوهنا تتقابل ونظراتنا تصطدم هناك نزل جاثيا على ركبته مادا يده نحوي رافعا صوته ليتسنى للجميع سماعه:
" سترفض لأنها ستكون لي "
فتحت فاهي عن آخره وضاقت حدقتا عيني أنظر إليه وكأنني فقدت عقلي وتفكيري قد توقفت عقاربه ، مالذي يحدث؟ لما يفعل هذا؟ لحظتها طفقت أمجاد تصرخ وعيونها تهطل زخات مطر جارفة:
" غير معقول.... لقد طلبها الأمير كونار أولا "
رمقها بنظراته الثاقبة قائلا:
" عندما يتحدث أركان فالكل يمتثل لأوامره لا كلمة فوق كلمتي "حينها قاطعه الملك نولان وقد بدا عليه أنه يتحكم في أعصابه بصعوبة ويرتدي بذلة الحكمة في مواقف كهذه:
" في هذه الحالة القرار يعود لسمو الأميرة إيلين ستختار بنفسها "تقدم مني أيضا الأمير كونار وقد اِتخذ وضعية أركان أيضا:
" سمو الأميرة سيكون شرفا لي اِن وافقتي فليس من الحكمة أن تختاري وحشا بدون قلب "وهناك كان يقصد أركان، لو يتركون لي الخيار فلن أوافق على أحد لكن قابض الأرواح صدمني بردة فعله عندما أمسك بيدي واقفا كي يهمس في أذني:
" هيا وافقي "
"بالله عليك يا أركان إلى ماذا تسعى؟ "
" سنفتح صفحة جديدة سأعترف لك فيها عن كل شيء وأنت أيضا "
أنت تقرأ
رواية إيلين
Viễn tưởngالوّحدة حفرةٌ عميقة تسحبنا لأعماقها، وأنا لم أسلم مِن ظّلامها إلى أنْ سطعَ نورٌ خافتٌ وقادني للأعلى، حلقَ بي لسّماءِ الحريّة، آراني جمالَ العالمِ وأطلعني على أسرارهِ الخفيّة. تعلقَ قلبي بمنقذي وراحَ يرقصُ فرحًا على أنغامِ عزفه، لكن كلُ شيءٍ تغيرْ ع...