Yamaguchi

Part Twenty Four

-لا افهم سبب الركود الذي وصلنا اليه
انها اكثر فترةٍ مملةٍ نقضيها خلال
عملنا في الياماغوتشي.

قال ايريك هذا وهو يلقي بجسده على الاريكة
ينظر بعيني تشانهي اللتان اختلفتا منذ شهرٍ
تقريباً، ولا احد يعلم سبب الانطفاء الغريب هذا
عدا صديقه المقرب تشانغمين، والذي ماعاد
يطيق الجلوس في المقر الا نادراً جداً

وكان لديه سببٌ وجيهٌ بالنسبة للبقية حتى
وان استمر بإنكار الأمر مراراً على نفسه وعليهم
لقد كان بدأ يميل نحوها بسرعة.

على غرار يونغهون الذي وعلى الرغم من انه
يملك نفس الاسباب الا انه لم يكن يطيل البقاء
في شقته تبعاً لوظيفته وموقعه في العصابة.

وكانت انجيليكا قد قلصت زياراتها للمقر
خوفاً من ان يعترضها كيفن مجدداً، وكان الاخر
قد اختفى من حياتها تماماً منذ اعتدائه عليها
بوقاحةٍ ذلك اليوم.

وكان الشتاء قد دخل بقوةٍ ذاك العام، وكان البرد
قارصاً والمطر غزيراً، كان شتاءاً صعباً كذاك الذي
حل على قلبه منذ رحيلها.

اذ انه وبعد ان عادا من الجزيرة وبعد ان اخذ انتقامها
كما اتفقا سابقاً امرها بالخروج من المنزل وعدم العودة
اليه مطلقاً.

وماكان سبب طلبه ذاك اكثر من خوفه عليها
من نفسه اولاً ومن ان تكتشف امرها العصابة
ثانياً، وتحديداً بعد ان اخبره يونغهون بما بدر من
جاكوب وكيفن سابقاً له ولأنجيليكا.

وكان احياناً لا ينام لكثرة التفكير بها، فعلى الرغم
من انه من طلب منها المغادرة فقد يتمنى ولو
بنسبةٍ ضئيلةٍ ان تعانده وتبقى، غير ان هذا كان
ضرباً من المستحيل.

كما كانت الايام بذات الصعوبة على انابيل،
اذ انها اكثر ايامها وحدةً وحزناً في حياتها
كلها.

اذ ان انجيليكا لم تزرها بتاتاً طوال الشهر
المنصرم، وحتى كيو الذي يبقى في المنزل
لم يتصادفا سوى مراتٍ قليلة، ايعقل ان تشتاق
لشخصٍ يعيش معك تحت سقفٍ واحد؟

وعلى الرغم من انها اشترت هاتفاً جديداً الا
انها لم تجد ما تضيع وقتها فيه ابداً، حتى ان
كيو لم يعطها رقم هاتفه، ولم تتمكن من رؤية
انجيليكا لتعرف رقم هاتفها ايضاً.

غير ان اليوم مختلفٌ قليلاً اذ زاره تشانهي في
مكان سكنه متذرعاً بأنه افتقده لعدم زيارته
المقر لفترةٍ طويلة، غير ان الهدف الاساسي
هو محاولته نسيان القليل الذي يؤرقه ويقضي
على بقايا راحته.