الفصل السابع

676 37 25
                                    

صباح يوم جديد و حياه جديدة .. فكل يوم يمنحه لك الله هو بمثابة فرصة جديدة للبدء .. فرصة جديدة لتصحيح اخطاء الماضي .. لم يحدث تصحيح فعلى فى حياه احداً منهم و لكن يبدو ان تلك الضماضة لم تجبر الشرخ الذي بيد بريق فقط بل ايضا اجبرت ذلك الصدع بقلبها ... فتلك الصغيرة الوحيدة اصبح لها اصدقاء الان .. اللطيف منهم و العنيف ايضا مثلها .. فكنان رغم خلقه الحسن و المبادئ التى تربى عليها الا ان تغيير بيئته اصابة برد فعل مشابة لبكاء نوف الا و هو الشجار .. لذلك اشركه والده برياضة قتالية ليفرغ تلك الطاقة السلبية و لكن بطبع شخصيته الكتومة فقد انغلقت صداقاته الفعلية على نوف و بريق اما الباقية فهم زملاء اما عمل او رياضة او مدرسة فكلية .. و كما دخلت نوف بسهولة قلب بريق فعل كنان لتشابة طباعهم كان من السهل عليها قرائته لكنها كانت تتعمد استفزازة لانه سريع الغضب مما جعلها تتخذ الامر تسلية لها ..
طالت اقامة بريق فى المنزل من وجهه نظرها .. المدة لم تصل الى اسبوعان و لكن اقتصر خروجها على المدرسة برفقه حسان ذهابا و ايابا مما كاد يخنقها و زياراتها لمنزل طارق و سارة .. و فقط مكالمات مع اصدقائها التى كان كنان يثير غضبها بوجودهم فى المركز الرياضى او تمكنه من الخروج و هي لا فيتشاجران و تنتهي المكالمة ليتحدثان فى اليوم التالى كأن شيئاً لم يكن ..
و لكن للحق فقد فعلت الكثير خلال الاسبوعان .. فقد اعادت ترتيب اغراضها فى الغرفة و صنعت ركن لكتبها و رواياتها فهي قارئه نهمه .. و اعادت تقسيم الهاتف الى عدة ملفات منها ملف سري به الصور التى تلتقطها نوف لهم لتوثيق كل اللحظات .. 

ابتسمت بريق لتلك الذكري .. ذكري اول صورة لهما معاً .. كانت تتذمر و هي تدفع نوف عنها : مبحبش اتصور يا نوف .. اوف ..
لتتشبث نوف برأيها اكثر : لا هنتصور ده اول يوم نتعرف فيه على بعض و انا بحب أوثق اللحظات اوى ..
نظرت لها بريق بشك لما تنظر لصداقتها بهذا الحماس .. أنه مجرد وقت و ترفضها مثلما يفعل الجميع فلتفعل ما تريد .. فيبدو ان حماسها كحساسيتها  أيضا كلاهما زائدان عن الحد ..
نظرت الى الصور بضحكه مختلفة .. ضحكة صادقة بريئة تناسب فتاه مثلها ظلمت من من ارادوا لها الهناء و لكنهم لم يفعلوا سوا العكس ... و لكن تلك المرة ربحت برائة نوف ..
قررت تجميع بعض الصور لتصنع البوماً فى الخفاء فهي لا تحب الجهر بتلك الامور العاطفية .. لكنها تحتاج اموال .. ذلك الحجز يضعف مواردها المادية ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مضي اسبوعان اخران لتفك تلك الضمادات اخيراُ و لكن حسان رفض خروجها الى اى مكان سوا الدراسه حتى موعد استشارة الطبيب و بالكاد استطاع طارق تهدئه ثورتها التى اشعلت المنزل هي و ضحكات طارق على حالتها ..
عادت الى المنزل و عقلها به الف فكرة و فكرة فبالكاد تحملت المنزل شهراً كاملاً .. ما هذا التعنت و الظلم .. كانت تتفحص هاتفها لتظهر ابتسامه شريرة على وجهها فجاه ..
كان صوت مكبر الصوت يصدع فى المنزل مما اثار فزع تاليا و حسان .. حاول حسان تمالك اعصابه علها اشغلته عن طريق الخطأ و ستطفئه الان و لكن مضت ربع ساعة و لم يتغير شئ .. ليندفع الى غرفة بريق التى كانت تنظر فى الساعة تري الى متى سيصمد امام ذلك الازعاج .. ليدفع الباب فجأه و هو يصرخ بها مما جعلها تنتفض  : اقسم بالله لو صوت الزفت ده موطيش هكسره تسعين حته علي دماغك ..
- ده انا لسه فاكه الجبيرة حرام عليك ..  مدت له يدها ببرود قائله : خمسميت جنيه ..
- نعم .. تمن هدوئك ده يعنى ؟
- خمسميت جنيه اجيب سماعه بدل الي باظت ..
- انتي بتستعبطي ...
- خلاص اطلبهالي انت اون لاين هبعتلك صورتها ..
زفر بضيق و هو يخرج من جيبه المحفظه و من ثم قال : تعالي خديها الي معايا مش كفايه ..
ابتسمت ابتسامه جانبيه فقد نجحت في أخذ ما تريد بأقل اضرار فهو يعلم أنها ليست بكاذبه و أن هذا ثمنها حقا يمكن أن تشتري واحده ارخص و لكن كيف إن أرادت شئ يصبح الجنه و نقيضه النار .. ستحاول البحث عنها بثمن اقل بقليل لتتمكن من طباعة الصور و ان لم تجد ستتدبر امر الصور فيما بعد ..

بريق خافت ✨ - مكتملة Where stories live. Discover now