الفصل العاشر

647 37 94
                                    

كان بيجاد يتحرك ذهاباً و ايابا بعصبيه فى غرفة المعيشة و هو يتكلم بصوت يحاول التحكم به حتى لا يرفع صوته على والده : جواز يا ابراهيم .. انا تدبسنى التدبيسه دي .. و ايه واحدة عمري مشوفتها .. طب خد رايي .. قولى اي حاجة بدل ما تحرجنى قدام صاحبك .. انا مش عايز اتجوز انا .. استغفر الله العظيم .. مترد عليا يا بابا ..

كان ابراهيم والد بيجاد يخفض راسه يحاول ضبط المذياع القديم ليصدع صوت ام كلثوم بأغنية من اغانيها ليحرك رأسه باستمتاع المنتصر قائلاً : الله عليكي يا ست ..

و من ثم استدار يناظر بيجاد و هو يقول : عايز حاجه يا بيجاد .. واقف كده ليه .. ده منظر عريس ..

كان عيناه متسعتان بشده مشدداً على قبضته و هو يقول : انت بتعمل كده ليه فيا يا بابا ؟ .. هو انا مش ابنك ؟ لا بجد عرفنى ..

- سيبنى اسمع الاغنية مع كوباية القهوة التمام دي .. و بعدها نشوف مشاكلك التافهه دي ..

- هتجوزني و تبقى مشكله تافهه .

- وانت هتتجوز غصب عنك شوف البنت مش عجباك قول لا شوف سهله ازاى .. يلا بقى شوفت فيلم طرقنا فى سينما هوينا ..

- مين فينا ابو التانى حرام عليك ..

كان ابراهيم فى تلك اللحظه قد رفع صوت المذياع مدندنا مع الاغنية و هو يحتسي القهوة متجاهلا بيجاد الذى اشتعل غيظاً ..

فبيجاد شاب فى الثلاثين من عمره يعمل مع والده و صديقه حسان فى الشركة و هو مشارك ببعض الاسهم فى الشركة ايضاً ..

دخل غرفته و هو يتذكر فعلة والده حين تفاجئ به يعرض على حسان القدوم الى منزله لطلب يد ابنته التى حتى لا يعرف اسمها .. تنهد بضيق فمنذ وفاة والدته صغيراً قد انغلق عالمه هو و والده على بعضهما البعض .. لا اصدقاء فقط معارف .. لا ارتباطات و لا فتيات فكره تركه له يعيش بمفرده فى المنزل و ينشغل هو بحياته تضيق الخناق عليه .. فمهما كان باراً لن يستطيع الاهتمام به كما هما الان .. ستصبح له حياته الخاصه و زوجه و مسئوليات سترهق كاهله .. لكنه لا يدري لما لا يفهم والده الامر .. هو مكتفي به لما الزواج .. و من تلك ؟ ..

القي نظره على باب الغرفة يستمع الى صوت ابراهيم المندمج مع الاغنية ليبتسم .. و من ثم عاد ينظر الى سقف الغرفة .. الامر بسيط سيراها و يرفض .. و لكن يبدو ان ابراهيم قد دخل بعقله الامر و لن يتركه .. اذن سيراها و يقرر .. لكنه لا يريد .. شدد على خصلاته بعصبية هو حقا لا يعلم ما يجب عليه فعله .. ليحدث ما يحدث و سينتقم من والده فيما بعد ...

اخرج دفتراً صغيراً كتب عليه " الى حبيبتى " .. قلب صفحاته ليأتى بصفحة فارغة و من ثم اعتدل فى جلسته كتب فى تلك الصفحة " قد يكون الرزق احياناً قلوب يسوقها الله اليك لتسعدك أو تسعدها " .. ترك مكان فارغ لصورة و من ثم اعاد الدفتر مكانه و عاد يتأمل سقف الغرفة ..

بريق خافت ✨ - مكتملة Where stories live. Discover now