بريق خافت ✨ - مكتملة

الفصل الثالث و العشرون

كان بيجاد يقف امام غرفة باحدي المستشفيات العامة يركز بصره على الباب ..

زفر بضيق يتذكر الدقائق الفائته .. فقد افاق من شروده على صوت سيارة الاسعاف قد استدعتها الفتاه و قاموا بنقلها الى المشفي .. و منذ ذلك الوقت يقف هو مكانه بينما الفتاه المسئولة عن الحادث معها بالداخل ..

مرت الدقائق طويله عليه لا يفقه شئ هنا .. لتخرج الفتاه و هي تقول باسئ شديد : انا اسفه جدا .. كل ده حصل بسببي .. متخافش عليها الدكتور خيط ليها الجرح و بدأت تفوق .. يعنى واعيه للي حواليها .. هي اسمها ايه .. 

ليتحدث هو دون وعي متمتما باسمها .. اماء لها لتتحرك هي باتجاه الاداره عازمه على دفع تكاليف كارثتها التى اوقعت بها الفتاه .. لم يلحظها بيجاد و لم يأخذ بكلامها فهو كان ينتظر الطبيب و ينتظر ان يطمئن عليها بنفسه ..

خرج الطبيب ليتحرك بسرعه تجاهه قائلا بلهفه : طمني يا دكتور . .

ليقول الطبيب بكياسه : هي كويسه .. الجرح مكنش عميق اوي و الحمد لله منزفتش كتير .. مكنش محتاج اكتر من خياطه .. متقلقش صاحبتك بخير ..

قال بجمود : مراتي ..

ليجيبه الطبيب بنبره ودوده : فعلا .. شكلها صغير..

ارتفع احد حاجبيه متمتما بنبره مكتومه : و الله ..

حمحم الطبيب بحرج و هو يبتسم متابعا : مقصدتش ربنا يخليكوا لبعض متقلقش عليها هي تمام ..

دخل الغرفه لتبتسم و هي تجاهد الم جانبها قائله و هي تلوح له : بيجو..

- مسمعش حسك خالص ..

حاولت تهدئه الجو المشحون بينهما لتقول : متبقاش عصبي كده محصلش حاجه ..

لكنها اشعلت غضبه لترتفع نبرة  صوته بشده جعلتها تنتفض فزعه : محصلش حاجه القائكي واقعه بين ايديا دمك سايح و تقوليلي محصلش حاجه .. طالعه تتخانقي انتي ايه .. بتفكري ازاي ..

لتقول متلعثمه : البنت كانت ..

- تتحرق البت علي الشارع كله .. ده منظر واحد تقفي تتخانقي معاه .. قلبك جايبك مش خايفه و هو بيشوح في وشك بام المطوه ..

لتقول باندفاع : انت السبب على فكره انا كنت فاكره بتاعتي معايا نسيت الاتفاق ..

ليجيبها بغضب اشد : طب اخرسي بدل ما اكسر المستشفى علي دماغك .. اقول لابوكي ايه .. ادخل عليه بيكي كده اصلا ازاي ..

صمتت كان في موقف لا يحسد عليه.. كما أنه محق فهي تهورت لن تعترف بذلك و لكنها لن تنكره في قراره نفسها .. كلما أجابت محاوله تهدئته اشتعل أكثر و ارتفع صوته ..

ظل يجوب الغرفه ذهابا و إيابا يشدد علي خصلاته .. قد ارعبته الدقائق الماضيه فكل ما رآه هو الرجل يهرب و هي تسقط ممسكه جانبها الذي يقطر دما .. تنهد بياس متمتما : الله يسامحك يا بابا انت السبب و الله انت السبب ..