3

145 4 0
                                    

_صباحٌ جديد ومازلتُ في غرفتي، سمعت صوت أمي خارجاً تسلل بعض الأمان إلى قلبي وفتحت الباب أتجه نحو دورة المياه؛ لأستعد للصلاة ولا راحة للعبد إلا بين يدي مولاه، مررتُ بدهليزٍ يقودُني للصالة، زرقاء اللون بأثاثٍ من خشب الموسكو السميك، تمتد الصالة من كلتا الجهتين، مستطيلةُ الشكل، بالنصف الأيمن سريران متقابلان هناك مسافة جيدة بينهما، تزينها من تحت مفرشة باللون البني والبيجي، وطاولةٌ من الموسكو تلتف حولها صغارها، ترتصُ كراسي الجلوس الخشبية تلك المزدوجة والأُحادية تسلسلاً من بعد السريرين وصولاً لقبل نهاية الصالة بقليل، لينتج فراغ وخطوتان، تترائى لك الشاشة التلفزيونية معلقة أمامك، أسفلها طقم ترابيزٍ زجاجي بالرخام، نظرتُ يساراً لأسير حيث الصفرة التي تعدها أمي، فهنا تحديداً مكان الجرائم، فاصلٌ صغير "يتمثل في سلم حلزوني لغرفة المجرم وغرفتين للضيوف، وغرفتي قديماً" يفصل بين الجزء الأيمن للصالة والجزء الأيسر الذي اعتمدناه مؤخراً كجلسةِ لتناول الطعام، بها صفرة تملئ المكان إلا القليل، "عنقربين" سرير قصير من خشب ثقيل، وطرابيز بلاستيك في الأركان، هناك ممر يقودك لباب المطبخ يساراً، الإستمرار فيه يقودك لبابٍ على اليمين يخرجك لتلك الساحة التي يقال عنها "حوش" وأمامك في نهاية الممر دورة المياه، لنعد لصفرة الطعام قبلتُ خدها لأمي ثم جلست، بعد الإنتهاء مما نويتُ من أجله النهوض ، بينما نتبادل الحديث تسلل إلى أذني صوت أقدام، أنا لا أخطئ هذا الصوت البته، يأتي عند باب غرفتي كل ليلة يأتي خلفى يأتي في أحلامي... تق. تق. تق.. ومع كل ضربةٍ للأرض من حذائه يُغرس خنجر في قلبي!

_صباح الخير يا كل الخير "وعيناهُ هنا لا تنزاح عني، فهذه جملته المعتادة لي"

فترد أمي مع ضحكةٍ توحي بسعادتها: صباح النور عساك دايماً مبسوط .

_الفي حياته ملاك أسمر ذي ده كيف ما ينبسط "كرر تحرشه بالغزل مجدداً وعينه لا تنزاح عني"

=ماف زول رافع معنوياتها غيرك "قالتها أمي وهيا تختفي داخل المطبخ عن أي معنويات تتحدث ألم تلمس الخبث بين أحرفه، ماذا عن نظراتِ الثعالب تلك، حديثه المبطن مزق قلبي من الخوف، بربكم أين قلب الأم هذه؟!

استغل ذهابها ليقترب مني مُمسكاً يدي، همس بفحيح أفعى"

_يوم أمبارح مر على قلبي زي السنة وأنا بعيد عنك، إشتقتا ليك (وهنا تحديداً يا قارئي العزيز سمح ذلك اللص لثغره وأنفه أن يقفذا أعلى تلك القطعة على رأسها التي تغطي شعرها وعنقها "طرحة" ليعبثوا في رقبتها، ماذا ستقول، أتصرخ كما فعلت سابقاً وتجد يد أمها على خدها مجدداً إتهاماً بالكذب؟

يدها ترتجف... كل شعورٍ مقرف ومشمئز استقر في صدرها... لمعت في عينها الدموع... تتأتأتْ في الحديث ثم نطقت وارجوا منك عزيزي القارئ تخيل صوتها كما تخيلنا المشهد، أشعر بالتوتر فى عينيك والتعاطف معها)

ينصقنا احتواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن