9

74 5 0
                                    

(عدنا عزيزي وعادت الحياة لقصصنا وضحايانا، كيف حالك طمئن قلبي لقد افتقدتك حقاً وليتك تعلم كل ما حدث في غيابك عني، وصدقاً دعنا لا نُعد الكره أبداً فمن المخيف أن أكون وحدي ترى كيف يتحمل ضحاياي هذا؟

وبالحديث عنهم اعذرني عليَّ الاطمئنان على صغاري الآن.)

"لايمكن للحياةِ أن تكون بهذا القدر من السوء، بل لايمكن للبشر حقاً أن يكونوا بذاك المقدار من السفك والقذارة، أن تنزع الإنسانية ويخلو الإنسان من الضمير."

(...كتبت تلك الكلمات السوداوية بحقد وضيق ماذا فعلوا لأميرتي السمراء حتي احتل الضيق معالمها وقبل أن ندرك أي شيء رن هاتفها وتهللت أسارير وجهها لتجيب بفرحٍ عكس ضيقها منذ لحظات)

_يا حبيبتي والله أنا المبسوطة بلقاك الليلة، بجد والله كمية من الراحة كانت جواي حرفياً حسيتك صحبة أكتر من إنك...

=ما تكمليها، أنا اصلاً صحبتك وأختك دايماً وجمبك، وزاتو ده ما لقاء نحنا ح نكرر اللمة دي تاني.

_حقيقة ده ما لقاء لأنه ماشاءالله الحوليك كتار...بس شوفتك بالدنيا.

=أهم حاجة ماتوقفي بدايتنا موفقة.

_بجد واكتشفت حاجات اسكتي بس والله مصدومة عديل....."قالت بهمس" أمي حايمة وبتنده بتصل عليك بعد شوية.

=خلاص تمام خلي بالك من نفسك وخليك قوية.

(أغلقت سمارا الهاتف وهي سعيدة ووشاحٌ من الحزن أيضاً يغطيها، تمردت اليوم على والدتها، تمردت لتلتقي بدعمٍ حقيقي، تمردت لأنها قد وجدت ذاتها الحقيقية، ذهبت لتلتقي كاتبها وهذا اخر ما يعرفه كلنا عزيزي ولكن من كانت تحدث وماذا اكتشفت وماذا حدث يومها دع الأمر للأيام القادمة نحن نتحدث الآن عن تمردها فقد تمردت منذ ذلك اليوم؛ عندما أعلنت عن تقديمها لكلية القانون ولكن لما؟ رحلة أخرى بالزمن في أنتظارنا عزيزي فشُد الرِحال.

لنعود بالزمن سنواتٍ طويلة، وسنواتٍ أخرى مجدداً، في ذلك الحين لندع سمارا مع والدتها)

...الوقت مُتأخر، عدنا بالزمن عند طفلتنا بعمر الخامسة ولسبب ما هيا خارج حضن أمها رغم تأخر الوقت وهناك لصٌ يسرقُ من براءة سنها بعضُ اللمسات ليخمد نيران رغباته، إلا أن أحدهم قطع حبل متعته، أرسل بعض الآمانِ في قلب طفلته التي كانت ستسرق منه، الحمدلله أنه هنا الآن وكل أسفي لك يا حلوة فلا وجود له في المستقبل الذي نحن منه، لحظاتٌ من الغضب، الصراخ، الصراع؛ ينظر الأب لطفلته التي تبكي ولا تفهمُ شيء، أخبرها مطمئناً أن لاداعي للبكاء، هم يتناقشان قليلاً ولا يتعاركان ليختم حديثهُ بقبلةٍ على جبينها وعناقاً به حنانٌ وعمق؛ وكأنه العناق الأخير (كانت مراعات منه لسنها أنه كذب ولكن ليته قال الحقيقة كاملة متى نتعلم أن الصمت عن الخطاء هو خطاء أكبر ودعم المجرم على جرائمه جُرم ايضاً، إلى متي سيبقى أمثالها ضحايا صمتنا إلى متي؟)

ينصقنا احتواءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن